ساهمت الدور والنوادي الثقافية في نشر الوعي الأدبي واكتشاف المواهب، وأظلت بظلالها على الكثير من المبدعين الذين يحاولون بأقلامهم زرع أسمائهم في أراض خصبة علَّها تجد من يثير حرثها ويُرى نبات أزهارها وثمراتها النور في يوم ما. هكذا عبر بن علي بن تلفوف الناشط الجمعوي الثقافي من ولاية معسكر وكان لنا معه هذا الحوار.
- الشعب: كيف يمكنك أن تقدّم نفسك للقرّاء؟
النّاشط الثّقافي بن علي بن تلفوف: المسمى بن علي بن تلفوف من مواليد 01 / 12 / 1994 بولاية معسكر، نشأ وترعرع بالريف بدوار المحافيظ بلدية ماوسة، متحصل على شهادة البكالوريا سنة 2014 شعبة الآداب والفلسفة، متحصل على شهادة الكفاءة في تقنيات التحكم في الإعلام الآلي عن مركز التكوين المهني والتمهين، متحصل على شهادة الليسانس في اللغة والأدب العربي تخصص لسانيات تطبيقية سنة 2017 عن جامعة مصطفى اسطمبولي معسكر ومتحصل أيضا على شهادة الماستر في اللسانيات التطبيقية سنة 2019 في الجامعة نفسها.
- هل لك أن تحدّثنا عن رحلتك في المناسبات الثقافية وعن أعمالك الأدبية؟
فيما يخص الأعمال الثقافية والأدبية كانت جد قليلة لسببين اثنين أولهما: تفرغي للدراسة حتى لا تؤثر على نتائجي الدراسية وثانيا: مسألة تقسيم الوقت بين الدراسة والعمل أمر ليس في غاية السهولة لما يسببه من إرهاق، لكن هذا لا ينكر أنّ المتحدث ناشط جمعوي ضمن المؤسسين للجمعية الخيرية بشائر الرحمة برئاسة الحاجة مباركة أطال الله في عمرها، ومنخرط في العديد من النوادي الثقافية، ومن المشاركين في تأسيس مكتبة الشارع تحت شعار «عاصمة الأمير تقرأ» بإشراف الأستاذ طه بونيني الذي يعود له الفضل في ذلك، ضف إلى ذلك مؤطر مخيمات صيفية ومشارك في عدة مناسبات منها برنامج نصف شهر الطفولة المنظم تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة. أما الأعمال المكتوبة فأخص منهما رواية وكتاب آخر هي في طريقها للخروج إلى النور قريبا.
- من كان له دور في تنمية روح الإبداع لديك؟
من الشخصيات التي أثّرت في ثلة من الأساتذة أبرزهم أستاذي الفاضل حاج بن دوخة، الذي رسم لي خطوات النجاح في الحياة اليومية في صورة الإنسان الطموح الذي يسعى دوما لمستقبل أفضل مهما كانت العراقيل، كما أن حضور الملتقيات الأدبية في الجامعة كان له دور تنمية روح الإبداع.
- كيف يستطيع الشاب بن علي وصف المسار الثقافي لأقرانه؟
طبعا المسار الثقافي ليس سهلا كما يعتقد البعض، فهو نتاج ذكاء ورغبة واجتهاد وبلغة وصحبة أستاذ وطول زمان «كما ذكر الشافعي في سداسية العلم»، فمواصلة غمار التحدي في وقتنا الراهين يحتاج لقوة الذات، وملازمة التحدي من قوة الشخصية والإيمان بالوصول إلى المراد لا محالة رغم العراقيل، وإن صح التعبير نسميها مطبّات رغم اختلاف أحجامها تحتاج إلى التأني والتركيز لتجاوزها.
- أيّهما أنجح طريقة للنشر، هل تراها في الواقع أم في المواقع؟
في راهن العصر باتت مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من ضرورية (لمن أتقن استعمالها) من حيث استعمالها في تدوين الأعمال ومناقشتها والتواصل مع العديد من الكتاب والمثقفون من مختلف أقطار العالم ريثما تسمح الفرصة للظهور في حلة النشر والتوزيع، وهي تساهم بقدر كبير في تسويق العديد من أعمال بعض المبدعين العاجزين عن إيصال كلماتهم وابداعاتهم إلى من يحتاجها، إلى من هو في أمس الحاجة إليها، فبعض الحروف كشرب الدواء تلّم الجروح وتشفي السقم.
- نصيحتك للشباب السائر في درب الإبداع وللقائمين عى الثقافة والأعمال الأدبية؟
أقول لمن لا يزال يشق طريقه في العمل الأدبي والإبداعي واصل على نحوك ولا تنظر خلفك، ضع الهدف نصب عينيك ومن سار على الدرب وصل.
وللقائمين على الثقافة والإبداع أقول لهم لقد كنا قبل سنوات في مرحلة اقتصر فيها الإبداع على شخصيات وكتاب اكتسحوا الساحة الأدبية والثقافية دون غيرهم، لكن فجأة ظهر العديد من الكتاب والروائيين والمثقفين الجدد. هذا وإن دلّ على شيء وإنّما يوحي أنّه كان ولا يزال هناك العديد من المواهب لم تر النور فهي تحتاج إلى من يوقظها، إلى من يحفّزها للإنطلاق لأنّ أصعب الأمور بداياتها وبأيديكم أن تجعلوا أعمالها ترى النور. وشكرا لكم على هذا الحوار الشيّق.