- لجنة للقراءة ومسابقة أدبية لتشجيع الكتابة والإصدار
اعتبر القاص والناشر محمد الكامل بن زيد أن قطاع النشر والتوزيع يحتاج اليوم إلى تضافر جميع الجهود، وإلى سياسة دعم، تشجيع وتوجيه من شأنها أن تعيد صناعة الكتاب إلى الواجهة، كما كشف من خلال هذا الحوار عن تجربة دار بن زيد للنشر والتوزيع التي يديرها في مواجهة الأزمة التي يعيشها القطاع بسبب تفشي فيروس كورونا، وعن المسابقة الأدبية في المسرح التي أطلقتها بهدف تشجيع الكتابة لأبي الفنون.
الشعب: دق الكثير من الناشرين ناقوس الخطر حول وضعية القطاع الصعبة في زمن كورونا، كيف هو الحال بالنسبة لدار بن زيد للنشر والتوزيع؟
محمد الكامل بن زيد: لا ينكر أحد أن وباء الكورونا عصف بأشياء جميلة وغيّر من نمط الحياة، ليس فقط عندنا ولكن على مستوى الإنسانية ككل، إذ أخذ من الأحبة الكثير فأسال دموعا حارة وحارقة حول أشخاص أعزاء على قلوبنا، ولم تكن الحياة الثقافية في منأى عن هذا الوحش، إذ تغيرت المعطيات وأدرك عالم الكتاب صعوبات جمة حتى أوشك على الانهيار، ولم تكن دار علي بن زيد بعيدة النظر، فقد عانت هي أيضا لكننا عملنا وفق منهجية الإيمان بالقضاء والقدر أولا ثم التريث وعدم التسرع واختيار عناوين مهمة..والكيس الفطن من يعمل للزمن احتياطه.
* يشكّل التوزيع الهاجس الكبير للناشرين، أين الخلل في رأيك؟ وكيف يمكن تصحيح الأمور؟
** التوزيع أصبح عائقا أمام طموحات المؤلف والدار والقارئ..فحسب خبرتي لابد من تضافر جهود الجميع في هاته السيرورة، ولا بد من إرادة سياسية من أجل إعادة بعث الروح في عالم الكتاب دون انتهازية أو استغلال. صحيح هناك قوائم لعدة إصدارات لكنها توزع بشكل عشوائي،فأصبح المؤلف هو الوحيد القادر على الترويج لمنتوجه الأدبي.
* حدّثنا عن الإصدارات لسنة 2020..
** هناك عدة إصدارات منها في أدب الطفل كإصدار الدكتور الشاعر الجميل نبيل شريط، ديوان شعر للأطفال «مملكة الأمراء»، في القصة إصدار الكاتب القدير عبد القادر صيد «وتجرح المرآة جيبي» والكاتب المتميز شكري شرف الدين «وجائع» والمبدعة الناشئة سهى سافر وقصتها «جدران»..في التاريخ هناك إصدار للكاتب الرائع فوزي مصمودي «الشاذلي المكي..أوراق من رصاص» والكاتب بادي محمد وإصداره «بلورة الفحمة والبلور» حول حياة عائلة بادي العريقة..في القانون والتشريع هناك إصدارات رائعة للباحث عبد الكريم ماروك من بينها «قوانين المعاملات الالكترونية في الجزائر والدول العربية» و»الإرهاب الالكتروني وآليات مكافحته» وغيرها من العناوين.
* أصبح الترويج للكتب إلكترونيا موضة العصر، وبدأ أيضا الحديث عن منصة إلكترونية لبيع الكتاب، هل هذا هو الحل الأنجع لمشكلة التوزيع؟
** لإدراكنا مدى أهمية الترويج والإشهار الالكتروني، عملنا رفقة مجموعة شباب على وضع أسس لما تقدمه الدار إلى القارئ الجزائري والعربي، فوسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن الاستغناء عنها في شكلها الايجابي..فهي وسيلة أخرى وإضافة.
* كيف يمكن مصالحة الجزائري مع الكتاب؟ وكيف يمكن للمعارض محلية أو وطنية كانت أن تعيد بعث نسبة المقروئية وتنعش سوق الكتاب؟
** مخطئ من يقول أن المقروئية مفقودة أو غير موجودة..فالقراءة متعددة الشعب وكل يهوى ما يقرأه، فليس هناك الأدب فقط بل هناك عدة مجالات لها منتسبين لها يحبون القراءة والاطلاع على جديدها رغم طغيان الوسائط الالكترونية والتلفزية وغيرها..
* قامت دار علي بن زيد للطباعة والنشر بمسابقة في الكتابة المسرحية، هل تحدثنا عن التجربة؟
** بالفعل قمنا بمسابقة في الكتابة المسرحية بمناسبة اليوم العالمي للمسرح شهر مارس الماضي، وجاءتنا عدة نصوص من مختلف ولايات الوطن لأن الطبعة الأولى أردناها كتجربة وطنية، وقد تحصّل الكاتب المتميز عبد الرزاق معلم على المرتبة الأولى بنصه «سلطان البايلك» الذي سيطبع على عاتق الدار. بالمناسبة الدار تعد أول دار جزائرية تقوم بمسابقة في المسرح سعيا منها لإبراز المواهب وإنارة شمعة في سبيل النهوض بالمسرح.
* كلمة أخيرة؟
** أشكركم على هذا التواصل الراقي، ومحاولتكم الجادة في وضع ملامح الأمل عبر الاهتمام بعالم الكتاب والنشر، فهذا الحوار يعد في حد ذاته نوعا من دعم الكاتب والكتاب ودور النشر.