فاطمة حفيظ كاتبة شابة من مواليد 1993 بمدينة بسكرة، برعت في كتابة القصة والمقطوعات النثرية، وكان لها عدة مشاركات أدبية في عدد من الصحف والمجلات الوطنية والعربية..تميز قلمها بكونه جامع لفنون الإبداع والجمال الكلاسيكي للغة الفلسفية والأدبية، وترجمت ذلك في عدة إصدارات، من بينها المجموعة القصصية «سديم وهشاشة كونية» (2019)، العمل القصصي للأطفال «أكاليل تربوية» (2020)، ورواية «شمعون» (2020)..وتعود إلينا فاطمة بعمل روائي جديد بعنوان «نسوة روميل».
تقول الكاتبة إن هذه الرواية ستمنح القارئ الفرصة من خلال قراءتها وتحليل ما جاء في طياتها، ليحظى بإمكانية بناء توجه خاص في رسم نهايته الشخصية وموقفه الفكري لمجريات كل الأحداث التي تم سردها. تعالج الرواية مأساوية المتغيرات الحاصلة على مستوى المجتمع الجزائري خاصة، والعربي عامة، وانعكاسات كل ذلك على الفرد، حيث يتدرج هذا العمل الروائي، حسبما ذكرت، في جواهر قضايا اجتماعية أسرية لتنجب لنا شخصية لم تشارك في صنع ماضيها ولا حاضرها ولا مستقبلها «الوليد»، هذه الشخصية التي وجدت لتصارع مرحلة تلو الأخرى مشكلة «الهوية الفردية والاجتماعية» في زحام العلاقات الاجتماعية الكلاسيكية في المجتمع الجزائري، ومشاكله المرتبطة بتسوية وضعيته العدلية والقضائية.
واعتبرت الكاتبة فاطمة حفيظ أن سيميائية العنوان تركز على دور والدة هذه الشخصية في نشأته وتهيئته الرئيسية والثانوية، لترتبط وضعية هذه السيدة النازحة من جحيم العنف الأسري بوضع يتشابه مع وضع ضحية حرب المارشال روميل (الغزو الألماني لبولندا)، وتتنامى أحداث وشخوص أخرى كانت قد اختزلت طريقها إلى السجن بفعل حسابات صغيرة، ثم تبلغ الرواية ذروتها حين يبلغ العقاب الاجتماعي عقابا جنائيا لا يناله إلا قاتل.
وبعد صعوبة ورهاب استيعاب هذا المشهد، تبدأ مشكلة «الوليد» من الداخل متمثلة بمرض يدعى «متلازمة كورساكوف»، ليلاقيه قدره بطبيب أعصاب ويبدأ الطبيب بتحليل المعطيات الاجتماعية لتوظيفها من أجل العلاج منغمسا بنفق فكري عميق يخفي العديد من التساؤلات الوجودية والتركيبية للمجتمع المادي بين أهمية وتهميش العقل البشري.
وتضيف الكاتبة أنه في جانب آخر من هذه الرواية يوجد طرح يتوازى مع طبيعة تنامي استعمال القيم الدينية والعلمية، وانحطاط معانيها وفعاليتها في التصدي لمشاكل الشباب الوجودية، حيث تركز بعض تفاصيل أحداثها وعدد من القضايا الثانوية المطروحة فيها على إبراز الفجوة بين ما هو نظري وما هو تطبيقي، وما أنتجه ذلك من مشكلات أخلاقية يعيشها الفرد يوميا تحت ظل «النفاق الاجتماعي»، ناهيك عن خلق نوع من الازدواجية الفكرية لدى الإنسان وضعته في نقاش داخلي محتدم بين نظرية مجتمعه الإسلامي المثالية وتجليات العدالة في المجتمع الغربي غير المسلم بشكل قد يجبر الكثيرين، حسب رأي فاطمة حفيظ، على ولوج وضعية جدلية يمكنها أن تجرف أجيالا يافعة كثيرة إلى تيار معادٍ للدين.