بعد تجربتها القصصية وأدب الاطفال، تخوض الكاتبة الصاعدة هدلي ايمان تجربة المتن الروائي، من خلال مؤلفها الأول الحامل عنوان « غير شرعي»، الصادر مؤخرا في 80 صفحة عن دار خيال للنشر والتوزيع.
تجول رواية غير شرعي، للكاتبة ايمان هدلي بالقارئ في حي بلكور الشعبي، بالجزائر العاصمة، وفي الفترة الممتدة من بداية العشرية السوداء الى وقتنا الحالي، لتسرد له أحداث وحكايات أغلبها مستمدة، كما صرّحت الكاتبة لـ « الشعب» من الواقع وتتطرق عبر شخوصها إلى الذهنيات السائدة في هذه الفترة وانعكاساتها على حياة الفرد.»
وركزت الرّواية، تضيف إيمان هدلي «على مصير فئات هشّة من المجتمع أمثال الأبناء غير الشرعيين ونظرة المجتمع لهم، من خلال الشخصية الأساسية وبطلة الرواية وردة، واستندَت، تقول: «لتوضيح الفكرة على قصة واقعية ممزوجة بقليل من الخيال لأكثر إثارة وإلمام بجزئيات الأحداث بلورتها مع تسليط الضوء على حي بلكور الذي يعتبر من أقدم الأحياء الشعبية في العاصمة والذي شهد أحداث ومشاكل عائلية، أمنية واجتماعية كثيرة طرحتها في شكل سرديّ توعوي».
وتتناول الرواية بين صفحاتها أيضا مواضيع ثانوية «حول معاناة أطفال متلازمة داون، نظرة المجتمع للمرأة العاقر، الخيانة الزوجية ومفارقاتها عندما تكون من طرف الزوج ولما تكون من طرف الزوجة، دراسة البنت في الخارج، الحجاب، حصر الأعمال المنزلية على المرأة، الأنانية وأصدقاء المصلحة... وغيرها.»
وأشارت الكاتبة أنها حاولت من خلال مؤلفها «رفع الستار عن كل هذه المشاكل وطرحها بشكل موضوعي بعيدا كل البعد عن المعتقدات والآراء والأعراف المتداولة، منذ عقود والتي أصبحت قانونا وجب إتباعه في المجتمع، وقمت بتعرية الحقائق غير العادية التي نعيشها والتي أصبحت عادية لفرط الأحكام العشوائية.
فبطلة القصة، تضيف الكاتبة «شخصية جد ذكية، تطرح الأسئلة وتصل بنا الحقائق في كل موقف تقف عنده وقفة تأمل. كما أنها تمنت لو كانت بجانب آسيا جبار وغيرها من النّساء الملهمات».
وقد مزجت رواية «حياة امرأة بكل عثراتها مع تاريخ الجزائر بكل أزمتها وجعلت منهما يعيشان حيوات في كل مرة يطعن فيها أحدهما يقاوم ويحيا من جديد لمواجهة تحديات حياة ثانية، هناك تصاعد في الأحداث والمفاجآت غير المتوقعة، فجاء السرد عذبا بهيا وعزفت على الكلمات والعبارات عزفا شجيا، لا تمله الأذن.»
وكشفت ايمان هدلي أن عنوان غير شرعي الذي «اختارته لروايتها التوعوية والإصلاحية هو دال على كل الممارسات غير المشروعة التي يقوم بها أفراد من المجتمع سواء على مرأى الجميع أو خفية».
للإشارة صدر لهدلي ايمان الحاملة لليسانس في الترجمة عربي انجليزي عدة مؤلفات منها مجموعة قصصية للأطفال موسومة بـ «احك لي الصبي الشقي»، سلمى الطموحة، الأخلاق الحميدة، الأرنب الأزرق وقصص بكتب جامعة، الأرض المفقودة، عام 3500 وهي تحضر حاليا لمجموعة قصصية أخرى بعنوان: احك لي اثنان.