«كاين إلي يقول عليا راوي وكاين إلي يقول عليا مداح وكاين إلي يقول عليا قوال، جوال ندخل بلاد ونخرج بلاد ونحكي على واش قالت ناس زمان». هذا هو التعريف الذي يطلقه على نفسه مسلم صديق المعروف في الساحة الفنية باسم ماحي صديق، من خلال كتابه «مولى مولى» وحكايات شعبية جزائرية، الصادر عن دار القدس العربية للنشر والتوزيع بوهران.
جاءت فكرة الكتاب، يقول مؤلفه ماحي صادق في تصريح لـ «الشعب»، «أنّه بعد عرض حكايات كنت أقدمها للجمهور وجبت بها كل العالم، وفي كل مرة يبرز طلب الجمهور وإلحاحه أن تدون هذه الحكايات في كتاب بلغة القوال وبالطريقة الشعبية التي ألقيها بها، لذا قمت بجمع ثلاث حكايات في كتاب، أسردها باللغة الشعبية الجزائرية المتداولة في الغرب الجزائري وباللغة الفرنسية أيضا، حيت قمت بترجمتها والحفاظ على نفس واحدة، وأخرجت الكتاب بإمكانياتي المادية الخاصة، وأيضا بدعم من أصدقائي الذين أشكرهم جزيل الشكر، وهو موجود حاليا في الأسواق، وقد كان أول تقديم له في مدينة بني صاف بمعية جمعية ثقافية محلية تعنى بأدب الطفل».
ويبقى المغزى من هذا الكتاب، يقول ماحي صادق هو نقل الحكايات من العرض الشفهي إلى الكتابة، ولتكون للحكاية الشعبية حظوظ في المحافل الدولية كمعارض الكتاب والندوات الادبية.
الحكايات فن عريق وأصيل يتداول من جيل إلى جيل، وهذا الفن الذي أمارسه هو مصدر رزقي، يسافر المتصفح لكتاب «مولى مولى»، في أولى الحكايات إلى الجنوب الجزائري الكبير وأسطورة طائر جميل أسود وأبيض، الذي يبشر بالخير ويكن له سكان الاهقار كل الحب والاحترام، ويتفاءلون خيرا بظهوره في سماهم.
وقد بدأت يكشف الكاتب في البحث عن أصل هذه الأسطورة من مقولة سائق كان يقلني إلى منطقة أبلسة وضريح الملكة تينهينان في ولاية تمنراست، والذي قال: «اليوم يوم خير لان طائر مولى مولى يتبعنا»، فوجدت، يضيف «حكاية جميلة قدمتها في عرض رائع نال إعجاب الكثير في الدول العربية والاوروبية والإفريقية، وقد كشفت لي إحدى الجمعيات الأوروبية المدافعة عن البيئة أن عرضي يساهم في التعريف والتحسيس بأهمية هذا الطائر الجميل وضرورة الحفاظ عليه وحمايته».
الحكاية الثانية التي يتناولها الاصدار هي اسطورة «الطير إلي منقاره أخضر»، والذي يوحي حسب المؤلف، بالحرية وقد تناولته رسامة سويسرية في خمسة من لوحاتها الفنية.
وتحكي الحكاية الأخيرة عن طير النورس وعلاقته مع الحراقة وقوارب الموت، يقول الكاتب، مع الإشارة إلى أنه بصدد تحضير مخطوط آخر عنونه «حكايات أمي»، يحمل قصة جميلة من التراث الشعبي سيتم إصدارها باللغة العربية وربما ترجمتها إلى اللغة الانجليزية.
وفي سياق متصل، يقول الأستاذ عبد الحميد بورايو المتخصص في الأدب الشعبي بجامعة البليدة، في تقديمه للكتاب، أن القارئ لهذا الكتاب يجد ثلاث روايات لحكايات أبدعها ماحي صديق، وكانت موضوعاتها من ابتكاراه أو مما حفظ من الموروث الذي سجلته ذاكرته عن رواة آخرين، له فضل إعادة الصياغة والتعبير اللغوي ذي الطبيعة الأدبية المتميزة والتصوير الجمالي، مضيفا في ذات السياق أنه ما يلفت النظر في هذه الروايات هو العبارات النمطية الافتتاحية والختامية والتي تحمل بصمة صاحبها وتعلن عن هويته، وتلعب دورها في نقل القارئ من عالم الواقع إلى عالم الخيال، بالنسبة للافتتاحية ونقله من عالم الخيال إلى عالم الواقع في الختامية.