تزينت المكتبة الوطنية والجامعية بإصدار جديد للأستاذة والشاعرة نسيبة عطاء الله بديوان شعري يحمل عنوان: « في ضيافة غودو» وعبر 90 صفحة، ضمّت المجموعة 27 قصيدة شعرية متنوعة مابين الشكل والإيقاع، جمعت نصوصها بين قصائد النثر القصيرة والطويلة والتفعيلة والشذرة والومضة والمقطع، أما صورتا الغلاف في ظاهره وفي الخلف فكانتا للمصور الفلسطيني أنس نبيل إرشي، من شواطئ غزّة وهي تختصر الاصدار وتعبر عن العنوان أيضا.
أكدت الشاعرة نسيبة عطاء الله في تصريح لـ «الشعب «، إن القصائد التي يحتويها الديوان كتبت معظمها ما بين سنوات 2017 و 2020، وتعمدت الشاعرة ان يكون الديوان دون مقدّمة، عكس ما جرت عليه الاعراف، حيث جمعت المجموعة الشعرية بين المتناقضات والأضداد، الثورة والسلم، السلام والسخط، الحب والكره، المواجهة والاستسلام، التمرد والخضوع الانتظار واللاانتظار، وكل هذه الأضداد يعبر عنها البحر والموج والأصداف وسماء الأصيل والغسق.
اختارت الشاعرة نسيبة شخصية «غودو « لتكون في ضيافته وقد تعمدت ذلك لأنها، لم تجد له تعبيرا أفضل من البحر، حيث ارتبط اسم غودو بعبثية الوجود وفوضوية الواقع، ولم تحاول استحضار غودو، بل كانت ضيافته لها رحبة مثل الكون وقاسية أيضا مثل الطبيعة».
جاءت فاتحة الديوان بمفارقة غريبة تضمنت «البعضُ حِرفَتُهم أن يَطرُقوا الأبواب والبعضُ حِرفتُهم أن يُصبحوا الأبواب ..والبعضُ هُمُ الأبواب..والبعض هم الأقفال ..والبعض يقِفون عند النّوافذِ ..بحثا عن وليمةِ القلبِ..في مائدةِ الكون..جَليسُهم السّرمديُّ غودو ».
أما الفهرس فقد تضمن مجموعة من العناوين من بينها، قَناعة، كأسٌ مع سَليم بَركات، الأشجارُ عند بعضِها والوطنُ مِدخَنة، دمعةٌ زاجِلة، تانغو، أبناءُ العَلامات، أورا النّظرةِ الأخيرة، إلهي لماذا؟!، عليكَ اللّعنة، إيجو مجروح، تمرّدُ الغصّةِ الأولى، أوراقٌ مكشوفة، ريم البَنّا، امرأةٌ تقفُ على قلبِها، مَنامٌ سورياليّ، على حَطبٍ قليل، المَسحوقاتُ في الظلام، لغة عاديّة، كيف سأصبحُ هذا العالم، خارطة المِلح، الوقت، في ضِيافةِ غودو، المَشّاؤونَ في الجِراحِ بالمَحاريث الحُبّ، حربُنا الوَحيدة، تأمين، فنّ صِياغةِ الضّياع.
عناوين المجموعة تحيل القارئ الى طرح الاسئلة عن ماهية العلاقة بين مسرحية الكاتب الايرلندي صموئيل بيكت « في انتظار غودو» والمجموعة الشعرية « في ضيافة غودو « للشاعرة نسيبة عطاء الله، فإذا كانت شخصية الأولى تدور حول حالة معدمة ومنعزلة في فإن الثانية عبثية، لتبقى العقدة مستمرة مابين اللاسؤال و اللاجواب.
أما خاتمة الديوان فضّلت الشاعرة ولأسباب عديدة حسبها أن تكون على شكل توطئة قائلة: «إن غودو لا يعود منها، وأنّهُ لم يَرحَلْ أبَدًا..وأهمُّها أنّه لم يَكُنْ مُطلَقًا ! والحقيقةُ لأنّه نحن».