وسط حضور لمثقفي المدينة كتابا وأدباء إضافة الى أسرة المحاماة، قدم الكاتب والمحامي سعد نجاع اصداره الأول في الـتأليف «يوميات الصوشي ورهواجة»، وفي جلسة البيع بالتوقيع التي نظمت، أول أمس، بالمركز الثقافي ببريكة.
المؤلف قدّم نبذة عن كتابه الذي يغوص في الموروث الشعبي وفي ماضي المدينة ورجالاتها.
صدر الكتاب عن دار خيال للنشر والترجمة وكتب مقدمته الأستاذ والإعلامي البشير بوكثير، الصحفي بجريدة البصائر، وجاءت مقالاته موزعة على 182 صفحة، من الحجم المتوسط وبإخراج فني جميل، وحملت لوحة الغلاف بزيهما التقليدي في إشارة إلى رهواجة والصوشي، دلالة سيمولوجية قصدها الكاتب لإحالة القارئ الى ذلك الزمن الجميل، والإشادة بتمسك جيل الأمس بموروثه المادي ولباسه التقليدي.
يتحدث الاصدار عن يوميات شعبية تدور معظم أحداثها في الريف وعادة ما تنتقل إلى المدينة، وأحداثه عبارة عن 54 مشاكسة دارت بين رجل وزوجته بعدما عاشا معا ردحا من الزمن تحت سقف واحد وأنجبا الأبناء، وكثر النقاش بينهما على كل صغيرة وكبيرة وتطورت الأحداث بينهما، لكنها لم تصل إلى الانفصال.
البيئة التي دارت فيها الأحداث بيئة حضنية بحتة، يقول سعد نجاع «لم تخرج عن محيط الحضنة، حيث أن الحوارات جاءت باللسان الدّارج في حين المقدمات جاءت باللسان الفصيح.
تناولت اليوميات العديد من الأحداث، وهي في العادة تقع داخل الأسرة الجزائرية عامة والحضنة خاصة.
وقام الكاتب في أول تجربة له بمعالجة مدى التنازل الذي يتخذه الأطراف في العلاقة الزوجية حتى يمكنهم تكوين أسرة دون اللجوء إلى فك الرابطة وتشتيتها.
وهي إسقاط آخر يضمنه صاحب الإصدار بحكم انه يشتغل محاميا بمجلس قضاء باتنة، ويعيش مئات حالات الطلاق والتشتت بين الازواج لأسباب تافهة أقل ما يقال عنها إنها لا تحمل أسباب تستدعي فك الرابطة الزوجية كما كان في سابق العهد.
جاء محتوى الكتاب في طابع يحمل ثقافة شعبية ترفيهية هادفة، حاول سعد نجاع من خلال نصوصه بحكم ممارسته لمهنة المحاماة أن يبين الخطر المحدق بالعلاقة الزوجية في حال عدم تنازل أحد أطرافها للآخر، وحمل فهرس الكتاب 54 عنوانا لنصوص تنوّعت أساليبها ومعظمها كانت باللهجة العامية، حيث كان حرف «القاف» سيد اليوميات، وهو الحرف الغالب على اللهجة الحضنية.
ومن بين هذه العناوين يمكن ذكر بعضها على سبيل المثال «رهواجة والخضار»، «مصروف سوڨ الجمعة»، «زنوبة وسخفة الدلاع»، « ڨندورة الكتّان».