تناولت الأديبة زهرة بوسكين في مجموعة قصصية جديدة، تحمل عنوان: «ما لم تقله العلبة السوداء»، صادرة عن دار «خيال» للنشر، تناولت مواضيع متنوعة بين اجتماعية وسياسية تشغل إنسان، اليوم، وأخرى تغوص في أعماق النفس البشرية وآلام وأحاسيس وعوالم داخلية.
استهلت الكاتبة مجموعتها (61 صفحة موزعة على 16 قصة قصيرة) بنص «أحاديث من ذاكرة المرآة» لخصّت فيه دورة حياة الإنسان من خلال مرآة معلقة على حائط، ويبدو واضحا في هذا النص اشتغال الأديبة على الجانب النفسي في السرد خصوصا وأنها تطرح أسئلة تتعلق بالوجود والعمر والزمن والموت.
وتخصص بوسكين تكريما للقضية الفلسطينية من خلال نص «مشهد من سجن الرملة» الذي تعود من خلاله لقصة سجين ترمز له برقم كدلالة على المهانة والاحتقار النفسي والروحي والإنساني الذي يعاني منه الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وفي قصة أخرى بعنوان: «حيفا.. لضفيرتي أمي» تعود الكاتبة الى قضية النزوح الفلسطيني من خلال قصة سيدة لاجئة من حيفا المحتلة تموت بعيدا عن الديار ولكنها تغرس إرادة العودة في محيطها.
ويتلخص مضمون قصة «وجبة أمل» في أن الحياة لا تعطينا دائما ما نريد، إذ تحكي عن فتاة تحلم بالرسم لتتخلص من أوجاعها ولتسترجع أحلامها المفقودة ولكنها تتذكر فجأة أنها بلا يدين.النصوص الأخرى لهذا الإصدار تتناول مواضيع تتعلق بالحب والأحزان والإرهاب والغربة واللّجوء وذكريات الماضي وعذابات الضمير على غرار «طائرة من ورق» و»شيزوفرينيا» و»حكمة الماء» و»العلبة السوداء» و»عابر وطن» و»رصاصات بيضاء» إضافة إلى «هي.. في موسم هجرته» الذي أهدته للأديبة التونسية شريفة عرباوي.
وجاء أسلوب السرد في هذه المجموعة بصبغة نفسية، ويبدو واضحا اعتماد الكاتبة على تحليل نفسيات أبطالها والغوص في همومهم واضطراباتهم ، وهذا ما يؤكده أيضا عنوان الإصدار الذي يحيل إلى أنه لكل نفس بشرية «علبة سوداء» ذات أسرار لا يفقهها الآخرون.
زهرة بوسكين شاعرة وقاصة وإعلامية وأكاديمية مختصة في علم النفس لها العديد من الإصدارات، كما حازت العديد من الجوائز الأدبية داخل الجزائر وخارجها
ق. ث.