خلال ندوة تاريخية تناولت مساره

أحمد توفيق المدني يعود من جديد

نور الدين لعراجي

 

 

 

دعا المشاركون في أشغال الندوة التاريخية، حول مسار المجاهد الفقيد أحمد توفيق المدني، أول وزير للشؤون الدينية في الجزائر المستقلة، إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود وتنسيقها في إطار منظم ومؤسسة من أجل إعادة الاعتبار للذاكرة الوطنية والعمل على تسويقها في أوساط الشباب بالطرق والأساليب التكنولوجية الحديثة، من أجل حماية هذه الأجيال من الحملات التي تستهدفهم وتستخدم التشويه والتزييف.
د عبد المجيد شيخي، مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالذاكرة الوطنية والأرشيف أن الوقوف أمام شخصية كبيرة ومهمة في تاريخ الجزائر، مثل المرحوم المجاهد أحمد توفيق المدني، يشكل صحوة ضمير تجاه من صنعوا تاريخ الجزائر بتميز واقتدار، وأضاف أن أحمد توفيق المدني، زيادة على جهاده في سبيل استقلال الجزائر، فإنه يشكل الأنموذج الراقي للمثقف المناضل في سبيل الحقيقة والحرية، وأشار شيخي أن أحمد توفيق المدني إهتم كثيرا بالأرشيف الوطني مما دفعه إلى تعلم اللغة التركية القديمة من أجل الاطلاع عن الأرشيف الجزائري في تركيا، وبفضله تحصل الأرشيف الوطني على الكثير من الوثائق المهمة الخاصة بالتاريخ الجزائري، مبديا أسفه عن الإهمال الذي تعاني منه بعض الشخصيات الوطنية المهمة التي تعرضت للإهمال ولم تنل حقها من حيث التعريف بنضالها ومسارها الكفاحي، والتعريف بكتاباتها ومؤلفاتها التي تناولت مختلف جوانب حياة الجزائريين خاصة إبان الاحتلال الفرنسي، ومن هؤلاء المجاهد الفقيد أحمد توفيق المدني، عضو المجلس الوطني للثورة والحكومة المؤقتة وزير الشؤون الدينة والأوقاف في أول حكومة للجزائر المستقلة.
من جهته، استعرض الدكتور بوعبد الله غلام الله، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى محطات مهمة من مسار أحمد توفيق المدني، الذي قال أنه المثقف الذي تمكن من الجمع بين العمل الصحفي والكتابة التاريخية والنضال السياسي، مع التزام وطني عالي ومسؤول، معتبرا أن كتابته الصحفية خلال افتتاحية جريدة البصائر ساهمت بقدر كبير في نشر الوعي الوطني، خلال تلك الفترة، وقد تأثر بها كثيرا الشباب الجزائري، وساعدته على مواجهة الحملات الاستعمارية التي عملت على طمس هويته وتاريخه، وقد كان كتابة (الجزائر) الذي ألف أيام احتفال فرنسا بمرور قرن على إحتلال الجزائر، موقفا ثقافيا وفكريا وسياسيا في أعلى مستويات الفكر والوعي.
الندوة عرفت مداخلة قدّمها المجاهد والمؤرخ محمد الصغير بلعلام الذي استعرض حياة المجاهد أحمد توفيق المدني متوقفا عند الكثير من المحطات البارزة في حياة المرحوم، وبالذات تلك المحطات التي عرفت تأليفه للكتب المهمة مثل كتاب حرب الثلاثمئة سنة بين الجزائر وإسبانية وكتاب حياة كفاح وكتاب المسلمون في جزيرة صقليه وجنوب إيطاليا، الندوة التاريخية التي نظمها المجلس الإسلامي الأعلى بالتعاون مع جمعية مشعل الشهيد، وعرفت حضور العديد من الشخصيات التاريخية والباحثين والطلبة.

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024