ووري الثرى، أمس الجمعة، بمقبرة قسنطينة جثمان المؤرخ والمختص في علم الاجتماع البروفيسور عبد المجيد مرداسي وسط حضور للأسرة الفنية والجامعية والأهل والأقارب.
حسب ما علم من عائلته، فقد تعرّض الفقيد إلى وعكة صحية ألزمته الفرا ش منذ أشهر، ليرحل عن الدنيا عن عمر ناهز 75 سنة، حيث شغل البروفيسور مرداسي استاذا بجامعة قسنطينة لعدة سنوات، وهو متحصّل على شهادتي الدكتوراه في التاريخ وأخرى في علم الاجتماع، وانصبّت جل اهتماماته على البحث التاريخي والدراسات الاجتماعية لحاضر المدن ومستقبلها، والعادات التي تحتكم إليها.
كرّس الفقيد حياته للكتابة في تاريخ الحركة الوطنية والحرب التحريرية، كما كتب عن الموسيقى الأندلسية، أو ما يعرف بالمألوف القسنطيني الذي تمتاز بها عاصمة الشرق الجزائري والعادات والفنون، ونشر مقالاته في الصحافة الوطنية والدولية، كما خاض تجربة الانتاج السينمائي في كتابة السيناريو، وقد تقلد آخر منصب له قبل أن يتعرض للوعكة الصحية، مستشار في الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة «أوندا» في عهد الوزيرة السابقة ابنته مريم مرداسي، وقد اعتبر كتاب وأدباء مدينة سيرتا رحيل.
زتيلي: ساهم في التّأريخ للموسيقى الأندلسية
كتب الإعلامي والأديب محمد زتيلي، واحد من شهود مدينة سيرتا الثقافية، «أن الفقيد ينحدر من عائلة عريقة ومثقفة بقسنطينة، أغلب ابنائها لهم إصدارات في مجالات مختلفة ومنهم من هو من روّاد الاعلام الثقافي في الجزائر، كنور الدين، جمال وهم اخوة عبد المجيد وكذا عبد العالي المهتم بالنقد الادبي والذي أصدر كتابا هو الآخر يؤرخ فيه ويعرف بالأسماء التي صنعت المشهد الثقافي والأدبي في مدينة الجسور المعلقة».
جروة وهبي: لم يكن منطويا في مكتبته بل كثير الحضور محبّا للحوار
من جهته، أكّد الكاتب والإعلامي علاوة جروة وهبي، في منشور له أن الفقيد «شغل منصب استاذ في علم الاجتماع بجامعة قسنطينة، وكان صديقا للمؤرخ الفرنسي بنجامين سطورا، يزوره بقسنطينة للقاءات الحوار والفكر، وكان الرجل آلة لا تتوقف عن البحث والكتابة والنقاش، وله مؤلفات، ولم يكن منطويا أو منعزلا في مكتبته أو محيطه بل كان كثير الحضور محبا للحوار»، وأضاف عميد الصحافة الثقافية في الجزائر: «ربطتني به صداقة طويلة لم تتخلخل يوما لسعة علمه وصدره، وكان آخر لقاء لي به في نهاية رمضان المنصرم بالديوان الوطني لحقوق المؤلف، في اختتام نشاط ثقافي فني رمضاني ليلي».