يشارك فيلمان قصيران جزائريان في البرنامج السينمائي الافتراضي «فيلم كلوب»، الذي ينظمه معهد غوته بتونس، وخصّصت دورته الأولى، التي انطلقت أمس الثلاثاء، لأفلام تمّ إنتاجها في فترة الحجر الصحي. يتعلق الأمر بفيلم «متى تأتي الموجة؟» ليانيس خلوفي، وفيلم «خلية استماع» من إخراج ليليا ناث وغليس، ويشارك الفيلمان إلى جانب أعمال من تونس، والمغرب، وفلسطين، وسوريا، ومالي.
اختير فيلمان قصيران جزائريان ليكونا ضمن الدورة الأولى من الأفلام التي يبثها معهد غوته بتونس افتراضيا ومجانا على منصة «فيميو». هذه الدورة التي انطلقت أمس وتتواصل إلى غاية نهاية الشهر، تحت تسمية «Confilmés»، مخصصة بالكامل للسينما من أفريقيا والعالم العربي، وتتعلق بأفلام حديثة تم إنتاجها أثناء الأزمة الصحية التي خلفها فيروس كوفيد 19.
شاهدنا الفيلمين الجزائريين المشاركين، وكان أولهما «وقتاش الموجة؟» (أو متى تأتي الموجة؟)، فيلم قصير من إخراج يانيس خلوفي (ماي 2020)، مدته 5 دقائق و51 ثانية، بالأبيض والأسود، وتمّ تصوير مشاهده بأحياء باب الزوار وشاطئ برج الكيفان. يبدأ الفيلم بمشهد حاسوب محمول على فراش بغرفة نوم، نشاهد على شاشته أمواجا ترتطم برمال الشاطئ، ثم ننتقل إلى مشهد آخر لعمارات بأحد الأحياء السكنية، ثم شبه حديقة يمارس بها كهل رياضة الجري، فحركة أمام متجر، فموقف حافلات، ثم بهو منزل، ثم شاطئ، وثلاثتها خالية، ربما تدلّ على حركية حياة يومية يشوبها بعض من خمول وهدوء حذر..ويختتم مشهد أمواج الشاطئ بعبارة (على الرمل..يكفي قمر، وموجة..لكي تُمحى..آلاف الخطوات).
أما الفيلم القصير «خلية استماع» من إخراج ليليا ناث وغليس، فمدته 6 دقائق و21 ثانية، بالأبيض والأسود. يبدأ الفيلم بمشهد عشب تتلاعب الرياح به وبأغصان أشجار مورقة، ثم نافذة مغلقة من الخارج، فالداخل، ثم نسمع سلمى» (بصوت الفنانة مونية آيت مدور) وهي تتصل بخلية الاستماع، وتعتذر لكونها لم تستطع الاتصال من قبل لأن الجميع في المنزل بسبب الحجر الصحي. تحاول «سلمى» أن تتحدث عن موضوع آخر ما عدا تعرّضها للتعنيف والضرب..تقول إنها تحلم بأن تصير مغنية، خصوصا وأنها تحب فيروز..ثمّ تغني: «سنرجع يوما إلى حيّنا..ونغرق في دافئات المنى..سنرجع مهما يمر الزمان، وتنأى المسافات ما بيننا».
تنقطع المكالمة..مطر غزير في الخارج..ثيمة الماء حاضرة بقوة في الفيلم: دموع المرأة، المطر، قطرات من الحنفية..الماء يعبّر عن الحزن، ولكنه يمثّل أيضا التطهّر وتجدّد الحياة.
كما يضم البرنامج أفلاما من دول عربية وإفريقية، على غرار «الماء والشمس» لأسماء العجيمي من تونس، «الحلم في زمن فيروس كورونا» لرجاء الصديقي من المغرب، «فيما انتظرناك» لمؤيد عليان من فلسطين، «أيار» لمها حاج من فلسطين أيضا، «إغلاق غير صحي» للسورية صفا مقده، «أختي أسماء تحت الإغلاق» لأيهم عطية من سوريا، و»العالم من حولي» لعصمان سامسيكو من مالي.
