الكاتبة أميرة لزيار لـ «الشعب»:

إصداري الأول جاء تكريما للمسرحي الرّاحل محمد بن جدي

حوار حبيبة غريب

  أميرة لزيار من مواليد برج بوعريريج، خرّيجة أدب إنجليزي بجامعة سطيف، محرّرة صحفية في العديد من الصحف والمجلات العربية، جمعت بين التنشيط وكتابة السيناريو، قدّمت برنامج «أسألك يا أمي» على قناة الشروق وكتبت سيناريو السلسلة الفكاهية «سوق النسا» على قناة جزائرية، تطل على قرّاء «الشعب» من خلال هذا الحوار للحديث عن تجربة أول إصدار لها بعنوان «كان حليبا أسودا».

الشعب: كيف جاءت فكرة مغامرة الكتابة الأدبية والإصدار؟  
 الكاتبة أميرة لزيار: عندما سافرت إلى مدينة وجدة المغربية لتغطية مهرجان دولي «كوميدراما» المسرحي، وكان لقائي بمنسق المهرجان الفنان محمد بن جدي الذي وجّه لي الدعوة وكنت حينها أعمل بجريدة «الصوت الآخر»، خلال أيام المهرجان كانت لي جلسة بمقهى مع الفنان الراحل محمد بن جدي وسرد عليّ وقتها قصة حياته، التي تتأرجح بين معاناته مع مرض عضال وبين حبه للمسرح وحبه الكبير للجزائر، وتطورت العلاقة الوطيدة مع فنانين مسرحيين قبل اغتيالهم فترة العشرية السوداء، وكان يزور وقتها الجزائر لحضور مهرجانات مسرحية. الجميل في القصة هو نجاحه وتحقيق مبتغاه، حيث كان له دور كبير في انتعاش الحركة المسرحية في المغرب، رغم المرض الذي لازمه طويلا، وقد وعدته حينها بتوثيق قصة حياته في رواية.
 ما هي المحطّات التي يتناولها الكتاب من حياة الرّاحل محمد بن جدي؟  
يحمل الكتاب السيرة الذاتية للفنان المغربي الرّاحل محمد بن جدي، الذي قاوم المرض العضال منذ أن كان طفلا صغيرا، وهو يتناول الكثير من الأحداث المتعلقة بالفترة التي كان يتردد فيها إلى الجزائر لحضور المهرجانات الثقافية خلال العشرية السوداء. فقد كان بن جدي صديقا للراحل عبد القادر علولة، صاحب عرض «أرلوكان خادم السيدين» ومسرحية «الأجاود» الشهيرة.
 ما هي أسباب اختيارك لعنوان «كان حليبا أسودا»؟  
اخترت العنوان «كان حليبا أسودا» لأنه كان سببا، أي الحليب، في إصابة بن جدي في طفولته مع العديد من الأطفال الآخرين بالشلل، لقد قاوم الصبي الأعرج والأحدب الاعوجاج الجسدي باستقامة مستقبله ونجاحه، ويرجع الفضل الكبير في ذلك لوالده الذي سانده طويلا، وبعد أن عاش طفولة قاسية، كان أول عهد له مع خشبة المسرح في سن الثامنة، وانفتح أمامه عالما غريبا وجميلا بعد أن وجد ديكورا قديما، وأزياء غريبة جدا في نظره وهي ألبسة لمسرحيات «موليير» في أول الخطوات إلى الكواليس استقرت سفينة شغفه عند مرسى المسرح لينطلق مشواره مع الفن الرابع. آمن بن جدي بأهمية المسرح في حياة الشعوب ومواساته للفنانين، اختزل المسافات والقارات من أجل أن تبلغ العروض المسرحية العالمية الآفاق وتصنع الفرجة للجمهور من خلال المهرجانات التي كان يشارك في تنظيمها.
كيف كانت تجربة الاصدارات من النّشر والتّرويج إلى الأنترنت؟
أول إصدار لم يكن صعبا، كان بموافقة الشخصية الرئيسية لتوثيق الرواية، فلم أكن بحاجة إلى الهيكل ونحت الشخصيات وكل مراحل الرواية التي تحتاج إلى الخيال بل كانت لدي كل المعلومات مسبقا، كما أرفقتها بأعمال مسرحية، تواصلت مع دار يوتوبيا للنشر، وهي دار نشر جزائرية أسّسها بعطوش عبد القادر ووالدته بتيارت مند سنتين، تولي أهمية بالغة بالإصدارات الأدبية والأبحاث، يديرها فريق عمل شاب تشارك بالمعارض الوطنية وقريبا الدولية، كما يتم البيع على منصات عديدة على الانترنت، وهذا ما جعلني أتعاقد معهم لنشر كتابي.
 بين الكتابة الأدبية والسيناريو، أين تجدين نفسك أكثر؟
الكتابة الأدبية متجذّرة في منذ الصغر وهي ملكة، كما أعتبرها شغفي في الحياة وليست مقيدة، فالكاتب يكتب ما لا يجب أن يكتبه، ويكتب عن قضايا عالمه العربي، وعن تاريخه وعن الخيال والإثارة وبلغة خاصة بالأدب، أما كتابة السيناريو فتتطلّب الكتابة برؤية إخراجية في أغلب الأحيان على حسب رغبة المخرج أو المنتج في كتابة عمل ما سواء كان درامي أو فيلم أو فيلم قصير، فهذا يعتمد على تقنيات تقنيات كتابة السيناريو، وهي تختلف تماما عن الكتابة الأدبية، وكتابة السيناريو أحبذها عند طلب كتابة عمل ما.
 كيف هي العلاقة بين أميرة والوطن الأم؟
 يبقى الوطن الأم الأصل والتاريخ والميلاد والهوية والتراث، فهو جزء لا يتجزأ من حياة أي مغترب وهو حاضر بكل جغرافيته وتاريخه في الذاكرة، كما أتابع بشكل يومي تفاصيل هذا الوطن الأم أملا في تغيير تصنعه معجزة في الساحة الأدبية بشكل خاص وفي الجزائر القارة بشكل عام.
 بين الإعلام والتّنشيط والكتابة، هل هناك مواهب أخرى ستكشفين عنها مستقبلا أو مجالات تريدين الخوض فيها؟
 أحب دائما تعلم أشياء وأقوم بأنشطة جديدة على غرار الكتابة، أجد نفسي في الرسم وتصميم الأزياء الجزائرية التقليدية خاصة، وأطمح لمشروع تجاري مستقبلا في هذا المجال والتسويق للموروث الجزائري خارج أسوار الجزائر، تعلم لغات جديدة مثل الروسية والاسبانية، التصوير الفوتوغرافي، وأطمح دائما لإضافات جديدة في مجالات مهمة تواكب سرعة وحداثة الحياة لتخدمني في مجالات أخرى.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024