المنصّة الرّقمية هاجسنا لنشر أعمالنا
بوحميدة مسعود عبد الرحيم، من مواليد 1992 ببلدية ضاية بن ضحوة، ولاية غرداية، جامعي تخصّص علم النفس العيادي، صاحب أول إصدار في فن الخاطرة «دموع قلم»، صدرت الطبعة الأولى في سنة 2019. نستضيفه في هذه الفضاء من أجل الاقتراب من عوالمه وهواجسه الأدبية.
الشعب: كيف تقيّمون نجاح تجربة الكتابة الإبداعية؟
بالنسبة لي استحالة أن يكون النجاح على طبق من ذهب، فإن لم تتعب وتنل منك الصعوبات والعراقيل المعنوية والذاتية، فلعلم أنه نجاح هش مبني على أرضية من ورق، بيد أن النجاح الذي تعرف له سبيلا وتعلم كيف تحافظ عليه هو النجاح الذي نال من راحتك في الليالي وقض مضجعك وأرهق سمعك بكلام المحبطين الذين لا يريدون تغيير حياتهم، إن النجاح ببساطة لن تكون له قيمة ومذاق حتى تكد وتجتهد وتتعب كالأجير في مهنة ما، كل ذلك التعب يصبح لذّة عندما ينال راتبه، وكذلك الكاتب في مسيرته.
العالم الرّقمي سلاح ذو حدّين، كيف توفّقون في استعماله؟
علينا اليوم اغتنام ساحة التواصل الإجتماعي، وذلك بعرض الموهبة والتعريف بها والنشر المكثف وإنتقاء الجمهور الملائم للموهبة، وذلك هو السبيل الذي يسهل في ما بعد اعتناق الكتاب من قبل مريدي القراءة، وبالتالي يصبح حقا موقع التواصل وسيلة تقربك من الناس بل والرّهان اليوم بكل صراحة هو على هذه المنصة، والذي يشاهد أصبح كل شيء يروّج له بواسطة هذه المنصات، فعلى من يريد أن يكون كاتبا أنصح بأن يهيئ المكان أولا بالتواصل مع مختلف الكتاب والقراء، ويعرف بنفسه ومواهبه ثم يبدع ويخرج كتابه فسوف يجد الإقبال بالتأكيد، أما أن تجعل الأمر عكسيا فتطبع كتابا دون جمهور، ودون ترويج فالمسألة ستكون صعبة لكي يصل القراء إليك.
ماذا بعد إصداركم الأوّل في فن الخاطرة «دموع قلم»؟
دخلت عالم الكتابة بواسطة هذا العمل الأدبي، والذي ترك بصمته لدى بعض القرّاء، أكسبني اسم «الكاتب»، فالكتابة عندي عرفتها منذ أيام الثانوي سواء تعبيرا عن ذاتي وما أحس به من مشاعر متقلبة بين الفرح والحزن، مدونة في المذكرات والأوراق، أو تلك المحاولات التي أشارك بها في حصص الأدب العربي، حيث يمكن للأستاذ أن يقيم أعمالي، وكانت آراء بعض أساتذتي دافعا للمواصلة حتى تمكّنت من إخراج هذا العمل «دموع قلم»، وهو أول إطلالة لي في مجال الكتابة، فالعبرة على الأغلب تكون بالملموس، ولا أزال مستمرّا في الكتابة فلديّ مثلا رواية قصيرة إلكترونية «مارية وقاطف الورد» وكتاب يحوي نصوصا نثرية وخواطر «تناغم»، وطبعا في الأفق هناك كتابين لا أدري متى ستحين الفرصة لإخراجهما.
في كلمة أخيرة ماذا يمكنكم قوله؟
كل الشّكر لـ «الشعب» التي منحتني فرصة التعبير عن نفسي، بعدما شعرت حينا باليأس لأنّي لم أجد من يدعّمني، ومن خلالكم أتوجّه للقائمين على الثقافة والإبداع، أقول لهم إنّنا نريد دعمكم لنا في طبع مخطوطاتنا، ومنحنا الفضاءات التي نلجأ اليها ساعة الخلوة مع الذات، فغياب دار ثقافة وقاعة مطالعة في جزائر 2020 أمر غيرمقبول، وتبقى التغطية الإعلامية عاملا أساسيا في بروز الكاتب.