الدكتـور أحمدبقــار:

أحاديث عن الأدب و«معركة التجريب» لما بعد «كورونا»

ورقلة: إيمان كافي

يتحدث الدكتور أحمد بقار عن جائحة كورونا بالمحنة والمنحة في الوقت ذاته، موضحا أن الناس منذ بدء الخليقة أنواع من حيث التماسك والتهالك أمام المحن، هناك من تصقله وتمنحه أكثر وضاءة ونضارة وتجعله يستقيم على الطريقة المثلى ليعيش سعيدا، وقد فهم حقيقة الحياة بسنة التدافع، وهناك من ينكص على عقبيه وتتكهرب حياته وتتأزم أيامه ولياليه، لأنه لا يستعمل الحيلة في التعامل العقلاني مع الشدة والكرب عند نزولهما.
قال أحمد بقار، أستاذ الأدب الجزائري الحديث والمعاصر بجامعة قاصدي مرباح، أن جائحة كورونا كانت من المحن التي مسّت سكان المعمورة جميعا، موضحا أن فيروس كورونا «كوفيد 19» أبان ضعف الإنسان في الأرض وقلة حيلته، لا ينفع معه إلا الصبر والتصبر والمجابهة بروح ذكية وقلب كبير، كما أن المثقفون وأهل الرأي في كل حال هم الذين يعوّل عليهم في التنوير والتوجيه وتجفيف منابع الخوف.
وعن المدة التي قضاها تحت الحجر، أوضح أنه تلقى الحجر بصدر رحب ؛ لأن الإيجابية برأيه كانت جزءا ضروريا من الحل، إن من الوجهة الاجتماعية أو السياسية أو الدينية أو الروحية، مشيرا الى أنه قناعة بضرورة عدم تحويل الحجر إلى ساحة خمول وكسل وضياع، أو أن نجعل من أنفسنا جزءا من المشكلة، فبعد المكوث لأيام من أجل ترقب الوضع وملاحظة شدة الخطر الداهم، كان من المهم تحديد البرنامج في صورة إكمال المشاريع المعطلة، من كتب وأعمال فكرية وسردية ومقالات، مع متابعة بحوث الطلبة وتلقي استفساراتهم في كل المجالات عبر مواقع التواصل الاجتماعية والالكترونية، وتغذية صفحة فايسبوك بما يفيد المتلقي في مواجهة الوباء.
يقول بقار: « ظل الحجر فرصة للعودة إلى كنف العائلة والأبناء والاهتمام بهم وبانشغالاتهم، وأن نسمع أشواقهم بحنين أعمق وقد أخذتنا عنهم سبل الحياة وتعرجها وطولها، وهذه وحدها مزية لهذه المحنة كما فتحنا لهم باب المطالعة وحبها وأنها تبعد عن آلام الحجر، وتفتح آفاقا أوسع من المحيط في الخارج «.
أما عن تأثير هذه الفترة ومساهمتها في توجيه بوصلة الأدب في طرح مواضيع جديدة حازت على اهتمام القارئ، أكد ذات المتحدث قوله: «ما بعد الكوفيد سيكون مختلفا عما قبله، كما قبل الحرب العالمية وبعدها؛ لأن كليهما هزة عنيفة هزت البشرية بالطول والعرض، ستدخل ماكنة الأدب في معركة التجريب، تجربة الغوص في الذات الفردية، التجريب في الخروج بنص يحاول قراءة المغيبات، نص يحاول إرجاع الإنسان إلى خالقه، نص يحاول استظهار المخبوء الذي يخيفه، المبطن الذي يصنع له الكوابيس التي تجعله غير آمن على صناعة مستقبله، وستتعمق أكثر علاقة الكاتب بذاته، كما لا تنسيه الشعور بآلام أخيه الإنسان».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024