علمان من شخوص السينما والشاشة الصغيرة في الجزائر يترجلان إلى سموات الخلود.. قامتين سامقتين في رحاب الخشبة، حيث كانت بداياتها الأولى...ثم التلفزيون الجزائري حيث استقر بها المقام إلى أن اختارتها الأقدار إلى جانبها.
نورية المرأة القادمة من قرى الغرب الجزائري مثّلت فأجادت، وبلّغت رسالتها الفنية بعيدا عن التكلف والتصنع، ما جعلها تحظى بمكانة أهّلتها في التربع على عرش التمثيل من أبوابها الواسعة، جمعت بين الأداء والكاريزما فأحبتها العائلات الجزائرية في عديد الأدوار، وشيئا فشيئا حتى صارت الفقيدة نورية واحدة من نجمات الشاشة دون منازع، وبفقدانها تفقد الجزائر واحدة من أبرز الممثلات اللواتي صنعن بأدائهن عزة المشهد الدرامي والتمثيلي.
ساعات قليلة قبل وصول جثمان نورية إلى المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي، نزل خبر رحيل الممثل القدير بشير بن محمد، المعروف باسم الخير، كالصاعقة على المعزّين من جمهور الفن وأسرة الشاشة والمسرح.
نوّدع في يوم واحد هرمين من ممثلي الجزائر، أبيا إلا أن يرحلا معا ونتقاسم الحزن لهما، بعد ان أدخلا البهجة على قلوب الجزائريين في حصص وأفلام ومسلسلات، تحفظ ذكراهما وتحميها من النسيان..