قصائد

السّاهرون على نبوءة

 صورية إينال

لا ينام الشّعراء في أول الليل
يتصبّبون أرقا وحيرة شجية..
يغادرون وهج النّهار
مثقلين بمفعول ضياع خصب
يسكب على أرواحهم
المزيد من أنخاب حياة مرتبكة
وكؤوس أطوار الغربة المرّة..
ليس الشّعراء كلهم
فلا إحصائية لضحايا القرف
ولأصحاب النّبل حتى النّخاع
هؤلاء
فئة من أعماق الكون المهول
خلاصة آدمية بلا استهبال؟
بلا أوجه قبح،
وبلا خطر على عالم السلام..
هم عرضة لشموس تتطوّر
وتشع من أجل أواخر الكينونة!
يسبحون في نهر الخيال الهادر
ثم يستسلمون على الضفاف
لغفوة حتمية
عند آخر الأرماق
حين تسير الكواكب
إلى مفترق الوجـود.

جوان 2020

 

نكتب
نحن الحبيبات البارّات
نشعل أضواء الكون في نفق الكهولة!
حين نرتّب مواعيدنا مع أفق خصب
تأتينا القبلات الرّصينة على جبهات الشّعر
نرسم شمسا ونجرّ دوائر عصيّة كأنها الأقمار
نستأنس بها في طرق التّحايل على الظّلام..
نحفّها بعناق الحب الشّرقي المتماثل لشفائه
من وعكات الفلسفة والطب وعلم الإجتماع..
لا علم للعارفين بكم خطوة تودّدنا لسخاء الفلك
كي تصدق التقويمات الجريئة
لمجال الأخذ والردّ من زمنٍ متأرجح المعالم،
نحن الملهمات واسعات الخلذ
لكنّنا
الشقيّات كلما زلّ النبض باتجاه شرس
وحاد القلب عن غير موطن...
نغفر للشّتاء الأليف ذنب البرود الزّائد!
نختلف مع ربيع ساحر في فكرة المتشدّدين..
نزن القيم بالعقل الناقص بالنسبة للناقصين؟!
تصيب منّا موازين البلاغة التي نصيبها
فلا يخيب العقل الخالص مهما نقص...
نحن العصيّات
الجامحات في سياق الدروب الوعرة..
الشّاعرات صانعات أسئلة القلق
القارئات النّاهمات لأبناء الأبجدية..
الآمرات النّاهيات
في تربة القصيدة  
وفي جنّة الأدب.

فيفري 2020

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024