واقع الجزائر ورهاناتها لحمزة لعريبي

صحفي شاب يكتب عن “زمن العصابـة”

باتنة: حمزة لموشي

وثّق الكاتب والإعلامي الشاب حمزة لعريبي محطّات عاشتها الجزائر في السنوات الخمس الأخيرة من زمن حكم الرئيس السابق، في مؤلفه الأول “في زمن العصابة”، عندما تغوّلت قوى المال الفاسد وسيطرت القوى غير الدستورية على الحكم فعاثت فسادا، تحوّلت إلى لهيب أحرقت شظاياه العصابة وحرّرت الشعب الذي خرج في حراك مبارك أذهل العالم وأنتج جزائر جديدة.

قال لعريبي في تصريح لـ “الشعب”، إنّ مؤلفه الصادر عن دار التوزيع والنشر “نقطة بوك”، كتاب جامع للأعمدة أو ما يسمّى بمقالات الرأي التي نشرت عبر صفحات جريدة “الأوراس نيوز” في الزاوية اليومية المخصّصة له “وجب الكلام”، حاول من خلالها نقل أحلام وآمال وآلام وواقع الجزائريّين في مستقبل مشرق، ودولة تصان فيها حقوقهم وتحترم فيها كرامتهم، حيث أنّ الأعمدة ـ حسبه ـ بمثابة مرآة لواقع البلاد خلال فترة كان الفساد قد فعل فعلته فيها وكانت له فيها الكلمة العليا، وعندما نقول الفساد فإنّنا نقصد بذلك الفساد في كل المجالات وعلى كل الأصعدة، يضيف لعريبي.
وتطرّق الأستاذ حمزة لعريبي في 300 صفحة من عصارة أفكاره طيلة 4 سنوات، إلى مستجدّات وأحداث عاشتها البلاد بأسلوبين، مرة ناقد بشدة وموضوعية وصرامة للوضع، وأخرى بسخرية فيها الكثير من الأسى، على ما آلت إليها الجزائر بطاقاتها وإمكانياتها وتاريخها، محاولا في كل عمود تقديم رؤية جديدة حول بناء الدولة وإعطاء قراءة استشرافية لما قد تؤول إليه الأمور وتبعاتها في أحداث عرفتها في زمن العصابة.
وبتصفّح الكتاب تتّضح ملفات وقضايا تطرّق لها الكاتب في مؤلفه الأول من نوعه من أحداث سياسية في البلاد والتي كانت لها الأولوية، من خلال التطرق إلى أمثلة عن فلسفة الحكم وبعض الذّهنيات السائدة في المجتمع الجزائري سواء تعلق الأمر بالمواطن أو بالمسؤول وغيرها من الملفات الأخرى، إضافة إلى تحليله للوضع في الوطن العربي والعالم على غرار طبيعة العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع بعض الملوك والرؤساء العرب.
وقد استقرّ حمزة لعريبي على عنوان “في زمن العصابة” ليعكس صدق نوايا رجال ونساء مهنة المتاعب في مواجهة الظلم وشراء الذّمم، وردّا واضحا على متهمي الصحفي الجزائري بأنّه خانع ومتملّق ووصفه بالمتغاضي عن معالجة مشاكل الواقع، والاكتفاء بتمييع القضايا والرهانات بالتطرق للمواضيع التافهة.
وقد جاء “في زمن العصابة” تجميعا لمقالات ناقدة وساخرة نشرت في “زمن العصابة” لا بعده، وهذا كاف لإثبات عكس ما يشاع، وكاف لتأكيد وجود أقلام نزيهة وصادقة ووطنية ومهنية لا تخشى قول كلمة الحق ولا كتابة الحقيقة ولا تصوير الواقع كما هو.
ووقع اختيار لعريبي أيضا كغيره من المبدعين والكتّاب الشباب على دار النشر والتوزيع نقطة بوك لنشر كتابه من الحجم المتوسط، لصاحبها الناشر رضوان غضبان، والذي يصفه لعريبي بنموذج الشباب العصامي الجاد، حيث يجتمع لعريبي مع غضبان في نقطة حداثة العهد بالنشر والتوزيع بالنسبة للدار، وحداثة العهد بالكتابة والتأليف للعريبي، فالتقت هذه التوليفة وأخرجت “في زمن العصابة”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024