أطلق مجموعة من الفنانين المحليين بورقلة، مؤخرا، مشروعا ثقافيا فريدا من نوعه يتوخى منه الشروع في بناء مسرح صغير على الهواء الطلق موجه لفائدة أطفال حي بوعامر والأحياء المجاورة.
من المنتظر أن ينجز هذا المشروع على أرضية مخصّصة للمرافق العامة تعود ملكيتها لبلدية ورقلة على مساحة 2050 متر، كما تم الاتفاق عليه وسيتم بناؤه بتمويل خاص من طرف شباب وسكان حي بوعامر وبمشاركة مختلف الناشطين الجمعويين والمهتمين بالنشاط الثقافي في المنطقة.
بحسب ما ذكره القائمون على الفكرة لـ»الشعب»، وسيساهم هذا الإنجاز في تسهيل متابعة العروض المسرحية بالنسبة لأطفال الحي والأحياء المجاورة،بعد أن كانت تقام على حافة الطرقات والأرصفة وأمام المنازل، كما من شأنه تعزيز استضافة مختلف المهرجانات وتقريب الطفل أكثر من الفنون المسرحية.
وعن أسباب اللّجوء لهذه الفكرة، أكد الفنان المسرحي حمزة رحماني في حديث لـ «الشعب» أن من أبرزها نقص الفضاءات أو الأماكن المخصّصة للعروض المسرحية، إضافة إلى تزايد ثقافة مشاهدة العروض لدى الأطفال وإقامة عروض في جانب الطرق، وهذا ما يشكل خطرا على الأطفال، إضافة إلى أهمية وجود مسرح للطفل متوفر على المتطلبات اللازمة وقادر على استضافة مختلف العروض والمهرجانات واستيعاب الجمهور بما يسمح له بالمساهمة في نشر ثقافة الفن المسرحي لدى الأطفال كل هذا -كما قال المتحدث- من بين أسباب اللّجوء إلى تجسيد الفكرة، يدعمه وجود قبول لدى الأولياء وتحمس من طرف الشباب للعمل على بناء المسرح ومن جهة أخرى، وجود بعض الوجوه المسرحية الشابة والمساعدة على تكوين جيل مسرحي، فضلا عن نجاح عدة عروض أقيمت في السنوات السابقة، الأمر الذي ساعد على وجود وتشكل جمهور مسرحي في وسط الأطفال، ومع مرور الوقت فإن إستقبال الفرق والوجوه المسرحية في مكان مخصّص للمسرح سيمكن من تحقيق الأهداف المرجوة من هذا المشروع والتي ستساعد على الاستمرارية في العروض المسرحية وتنشئة جيل مسرحي واع ومثقف وأيضا استقطاب ممارسي هذا الفن من فئة الأطفال وإقامة مهرجان سنوي للطفل.
وعلى هذا الأساس، فإنه من الضروري، كما أشار الفنان حمزة رحماني تضافر جهود الجميع، مؤكدا «هذا ما لمسناه من حرفيي البناء والشباب الهاوي والمحترف والجمعيات المختصة للمساهمة في الإنجاز»، إلا أن كل هذا لا يكفي بدون تسهيلات إدارية من طرف البلدية والولاية بمنح الترخيص للبدء في المشروع وإن كانت هناك أصداء إيجابية توحي بقبول الفكرة في انتظار الرد الكتابي، مضيفا أن المطلوب في الوقت الحالي هو الالتفاف حول هذه الفكرة وتقديم المساعدات الممكنة سواء من طرف السكان والشباب والمهتمين، وكذا المصالح الإدارية المختصة لتجسيد المشروع على أرض الواقع وفي أقرب وقت ممكن.