حِينَ كانت الساعة تشير إلى دهر من الزمان، وقف على حافة الجسر العظيم وأطلق عنان أحبابه الصوتية على ذلك النهر، راجيا الرد على كلامه من المستقبل البعيد.
لم يكن يدري أن صدى صوته ابتلعته أمواج المد والجزر وكان من الغابرين في قديم الزمان فكان يا مكان، وفي نقطة اللاعودة حيث أبى إلا أن يعمل على اكتشاف الحقيقة فأيقظ ماسح الأضواء المرئية واتسعت عيناه مع غسق آخر النهار ثم صغرت كأنها في تابوت الموت تُسرق منها آخر الأشعة الضوئية.
دقائق معدودات وأراد نسخ ما حوله من أجسام وأعلن حالة الطوارئ لرادار المهمات الخاصة فأشعل فتيل ذبذبات الدلافين والموجات الارتدادية للخفافيش وفَّعَل الضوء الأخضر لخط معالم الصورة الكاملة لرسم ما آل له المآل ولم يسمع قبله في سابق الأوان وكان المراد تحديد مقامه في البلاد.