هل هي قطعة أرض أم حديد؟ أم أرض تغني كل غريب..؟

فجأة اصطدم بضجيج المكان وأحس بالعزلة والأمان وقال: «ما أنا إلا بإنسان يطبق عليه قانون الغاب يأكل من الفتات ويشرب من الوديان حتى ينقلب على نفسه نعسان حراك».
أخد شهيقا عميقا ثلاث مرات حتى توردت خداه واحترقت رئتاه، تنفس حمما نارية من كثرة العتاب لكن حرارة المكان وندرة الأكسجين جعلته يتوقف حتى قبل أن تخطوا قدماه، فأسلم واستسلم وترك المجال لتحلّق أنفاسه مع أثير السماء.
لوهلة أحس سمفونية الحياة فنزع قميصه واتكأ على أنفاسه ليشعر بسهام الرياح وأوتاد البشر الغيلان حتى بات في مركز زوبعة تعرض أفلام البيداء وعوالم الأرض الخضراء. استمر على تلك الحال حتى ازرقت عروقه ودمعت عيونه وتصلبت أطرافه وانكسرت روحه وكأن الموت زاره والعهد خانه وملاك الله يدوّن أفعاله رقصت الحبال على هدوء المنظر وتطاير الندى حتى ملأ المكان وحلق الطير تحت قدماه. المصابيح في كل مكان والدقائق معدودات
توقف للحظة وعكف في كفن الأرض للسباحة في عوالم الأكوان ليرى ما خفي وما عظم. سرت الروح كل أعضائه وبدأ بتذكر أخطائه، فذا خير كثير وذاك ذنب عظيم. تلك حسنات كالجبال شامخات وهذه سيئات كالحفر هاويات. لحظة بصيرة جعلته يستفيق مما كان يعيش، وما أن فتح عيناه حتى كان على وشك الانتحار.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024