وقف حسام أمام شركة تصميم الملابس للرجال والدموع تنهمر من عينيه بعد أن تم رفضه للمرة العاشرة أو ربما أكثر. لكن هذه المرة كان جرحه أكبر فقد تحطمت كل أحلامه بعد أن تم رفضه في التصميم وهو المجال الذي يحبه منذ طفولته.
وصل إلى المنزل وهو يجر أذيال الخيبة. تردد كثيرا في فتح باب المنزل. لقد كان يفكر في إخوته الصغار الذين ينتظروا قدومه حاملا الحلوى وأقلام التلوين. فتح الباب بهدوء ليجدهم يتأملونه بعيون لامعة حاول حبس دموعه لكن دون جدوى. أخبرهم بأنه وجد المتاجر مغلقة وانه سيشتري لهم كل ما يريدونه عندما تفتح المتاجر. دخل لغرفة والدته فوجدها مستلقية ووجهها مثل حبة الليمون.
لقد أخبره الطبيب أنها تفتقر للفيتامينات بسبب قلة الأكل لكن ما باليد حيلة. نظر إليها نظرة اعتذار، فابتسمت بهدوء. دخل غرفته وأخذ يبكي بحرقة لقلة حيلته. وبينما هو كذلك اتصل به صديقه أو بالأحرى عدوه وما أن رد على المكالمة حتى بدا المتصل يستفزه بأنه قد أخذ المنصب المتبقي في شركة التصميم. لقد كان هذا الشاب يحسده كثيرا رغم أنه من عائلة ثرية وكان يحاول خلق العقبات في طريق حسام. أقفل حسام الخط بدون أن يقول ولا كلمة.
وبعد أيام تلقى حسام اتصال آخر لكن هذه المرة من شخص لا يعرفه أخبره أنه مدير شركة التصميم وأنه صديق والده الذي توفي منذ مدة وطلب منه إجراء امتحان مدير الشركة بعد أن سمع عن خبرته ليحل محله بسبب مغادرة المدير لمنصبه. كاد حسام أن يطير فرحا عند سماع هذا الخبر وفعلا نجح حسام وأصبح مدير الشركة وسط ذهول عدوّه الذي يبغضه وفرحة عائلته.