غاب الفعل الثقافي والفني وكل ما يرمز إلى الأنشطة الترفيهية من قائمة النقائص والحاجيات الأساسية التي يتطلع إليها مواطنو مناطق الظل، بولاية بومرداس في 322 نقطة أحصتها مصالح ولاية بومرداس، بالتنسيق مع البلديات ولم نسمع ولا مرّة في تصريحات المسؤولين المحليين أنه من ضمن هذه الانشغالات المتعلقة بمياه الشرب، غاز المدينة وتهيئة الطرقات هناك أيضا حاجيات ضرورية لتغذية الفكر غير مدرجة رغم أهميتها، كما تبقى مناطق بلا مركز ثقافي ودار للشباب ولا مكتبات جوارية من أجل ممارسة هواية خاصة وحق الاستفادة من برنامج ثقافي مسطر من قبل مديرية الثقافة وملاحقها بالبلديات، بل أكثر هناك بلديات، بل أغلبها بلا قاعة عروض مسرحية، في حين تبقى قاعات السينما حديث من الماضي.
اليوم وبفضل كوفيد 19، اكتشفنا الدور الأساسي لمثل هذه المراكز والمؤسسات الثقافية والفكرية المغيّبة للتكفل بانشغالات الشباب والأطفال بالخصوص المصدومين والمحصورين داخل بيوتهم، حيث لم يكن أغلبهم محظوظين في متابعة بعض الأنشطة الافتراضية التي سطرتها مديرية الثقافة على موقعها الالكتروني للتكيف مع تدابير الحجر الصحي وتوقف العام الدراسي مبكرا، لأن أغلب هذه الشريحة متواجدة في المناطق النائية التي لا تراها شمس العصرنة وليس بمقدورها التفاعل مع برامج افتراضية في غيابالأنترنت أو ضعف تدفقها.
كل هذا العبء وعدم مواكبة المشاريع الثقافية لبرنامج التنمية المحلية وتهميشها حتى في البرامج الانتخابية لرؤساء البلديات، وقع وزره على الأولياء الذين يتحايلون في ظرف صحي مقلق من أجل السماح لأطفالهم بالتوجه خلسة لبعض المنتزهات الصغيرة أو فضاءات اللعب لتفريغ شحنة متراكمة، منذ عدة أشهر أو لبعض الشواطئ الصخرية بعد منع دخول الشواطئ المسموحة للسباحة.
وبالتالي حان الوقت لإعادة ترتيب الأمور وإعطاء أهمية للفعل الثقافي والرياضي من أجل امتصاص الفراغ وتأطير فئة الأطفال والشباب وبالخصوص في هذه الفترة من الصيف، حيث كانت مدن بومرداس تعيش أوّج أيام موسم الاصطياف وكل ما يحمله من برامج ترفيهية وحتى تجارية بالنسبة لبعض القصر، في حين كانت الملاعب الجوارية والبلدية تمتص جانبا آخر من هواجس الشباب عبر تنظيم دورات رياضية ما بين الأحياء والقرى لم تعد موجودة في عصر كوفيد، وهو ما غذى ظاهرة «الحرقة» التي عادت بقوّة مؤخرا، بولاية بومرداس.