تداول مؤخرا العديد من الناشطين في المجال الثقافي وطنيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسم حملة «ولاية كاتب النشيد الوطني بدون دار ثقافة!»، وتسلط هذه الحملة الضوء على عدم توفر ولاية غرداية على دار ثقافة، وبحسب ما ذكر بعضهم فإنه من المؤسف أن تكون مسقط رأس شاعر الثورة وكاتب النشيد الوطني مفدي زكرياء والذي أطلق اسمه على العديد من الصروح الثقافية بمختلف المناطق في بلادنا، دون دار ثقافة ولا مركز ثقافي ولا مسرح جهوي أو هيكل ثقافي يؤسس لخصوصية المشهد الثقافي بهذه المدينة المعروفة بثقافتها العريقة.
أوضح مدير مكتب دار فواصل للنشر والإعلام، بغرداية، يحيى مدقن والذي كان أول من أطلق هذه الحملة عبر الفضاء الأزرق في حديث لـ «الشعب» أن واقع الساحة الثقافية في ولاية غرداية يثير استياء الكثير من المهتمين بالمجال الثقافي كما لا يستجيب لطموحات الشباب المثقف والفنان هنا، خاصة أن ولاية بهذا الزخم الثقافي قدمت ولازالت تقدم أسماء وحضورا يصنع الفارق في عالم الثقافة والإبداع لا تملك فضاء يجمع مثقفيها ويؤسس لواقع ثقافي يليق بها، ففي الوقت الذي تتوفر معظم الولايات على دور ثقافة، لا وجود لهيكل ثقافي، بغرداية، عدا المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ببلدية متليلي والتي تبعد عن عاصمة الولاية بـ40 كلم.
أشار المتحدث أنه كلما سعى مثقفون لتنظيم نشاط ثقافي يجدون أنفسهم أمام واقع عدم توفر هياكل قادرة على احتضان كل الفعاليات الثقافية والفنية وتنشيط المشهد الثقافي محليا، مضيفا أنه وتدعيما لهذا الموقف تم إعداد عريضة مطالب تحمل توقيعات فنانين وجمعيات ونوادي ثقافية ناشطة بولاية غرداية لمراسلة وزيرة الثقافة والفنون من أجل النظر في مطالب الناشطين في المجال الثقافي والفني بهذه الولاية والتي تتمثل أبرزها في إنجاز دار ثقافة ورفع التجميد عن هذا المشروع، وكذا تخصيص عملية لإنجاز مسرح جهوي وتسخير قاعة السينما التابعة لمديرية الثقافة لاحتضان مختلف الفعاليات الثقافية المنظمة من طرف الجمعيات والنوادي المختصة في المجال الثقافي والفني.
كما تجدر الإشارة إلى أنه وفي إطار هذه الحملة تم إنشاء صفحة عبر موقع الفايس بوك حتى تكون بمثابة همزة وصل بين مختلف الفاعلين من أجل المساهمة في طرح ونقل انشغالات الفنان والمثقف الغرداوي وإيصال صوته.
كشف مدقن في سياق متصل عن مشروع إنشاء جمعية «أجيال للثقافة والفنون» التي تضم نخبة من فناني وأدباء ولاية غرداية»، التي ستتبنى بصفة رسمية كل المطالب والانشغالات الثقافية، وتسعى جاهدة إلى تجسيدها، وعلى رأسها إنشاء مؤسسات لممارسة الفعل الثقافي، تضاف إلى المكتبة الرئيسة للمطالعة ودار للسينما، اللتان تشكلان الرصيد الضئيل من هذه الفضاءات الحيوية.