الرّواية جزء من الواقع المعيش تتناول جانبا من العشرية السّوداء
يتحدّث الكاتب يوسف تنوطيت لـ «الشعب» عن مسيرته في مجال الكتابة، والتي بدأها بروايات كانت هي الأخرى ضحية العشرية السوداء، بعد أن تعرّض المكان الذي كان يحتوي كتاباته الروائية إلى اعتداء إرهابي، حولت أوراقه إلى رماد، لتبقى مجرد أفكار لدى كاتبها الذي حاول إعادة صياغتها، قائلا: «إنه من غير الممكن إعادة كتابة رواية بنفس المشاعر والأسلوب».
يوسف تنوطيت مفتش التربية والتعليم الابتدائي منذ 26 سنة، كان أستاذا للتعليم الثانوي بالعلمة، وقبلها أستاذا بالتعليم المتوسط، خرّيج جامعة باتنة ليسانس لغات وأداب، لديه محاولات متعددة لمشروع روايات، أولها لم يكتب لها أن ترى النور. وفي هذا الصدد يفتح الكاتب يوسف تنوطيت قلبه لـ «الشعب» ليتحدث عن مسيرته الكتابية، قائلا: «حين كنت مشرفا على مقاطعتي زيامة والعوانة بولاية جيجل أين كنت أنتقل بينهما للإشراف على العمليات التربوية، تعرّضت دائرة العوانة إلى اعتداء إرهابي بوضع قنبلة أصابت أيضا المفتشية التي كانت ملتصقة بها، لتأتي على كل ما فيها، على غرار الحقيبة التي كانت تحتوي كتاباتي ـ يضيف المتحدث ـ وأنجو من الموت بأعجوبة حيث كنت ضيفا لدى مدير إحدى الإكماليات».
روايتي احتلّت المراتب الأولى في المبيعات
وأشار يوسف تنوطيت إلى أنه حاول استرجاع تلك الروايات وإعادة كتاباتها من جديد، إلا أنه من منظوره من السهل إعادة بعض أحدات الرواية، إلا أنه من الصعب تذكر مفرداتها والصيغ والتراكيب وكتابتها بنفس العاطفة، مؤكدا أيضا بأنه من المستحيل إعادة كتابة نفس القصة وذات الأحداث بنفس الأسلوب والمشاعر الصادقة الأولى.
وبعد هذه الحادثة، يقول الكاتب يوسف تنوطيت بأنه كانت له محاولات في كتابة قصص قصيرة، قام بنشرها في إحدى الجرائد العمومية، إلى أن جاءته فكرة كتابة رواية «شظايا من زمن القهر»، كاشفا في سياق حديثه إلى أنها تخمرت في ذهنه منذ حوالي 03 سنوات، حيث بدأ في كتابة أحداثها، لتصدر في 242 صفحةعن دار الماهر للطباعة والنشر والتوزيع بالعلمة لصاحبها ميلود كراشني.
وأكّد مفتش التربية والتعليم بأن الرواية وصلت إلى ألف نسخة بعد أن صدرت في 03 طبعات، مشيرا إلى أن الطبعة الأولى لاقت رواجا كبيرا، خلال المعرض الدولي للكتاب في الجزائر، بعد أن احتلت المراتب الأولى في المبيعات، ليضطر لإصدار الطبعة الثانية، وبعد انتهاء المعرض بفترة صدرت الطبعة الثالثة في 250 نسخة، حيث بقي الطلب عليها متزايدا من طرف قرّائه.
«شظايا من زمن القهر»..واقع ممزوج بالخيال
وعن مضمون رواية «شظايا من زمن القهر» كشف المتحدث يوسف تنوطيت بأنّها عبارة عن واقع ممزوج بالخيال، حيث تناول بعض الأحداث المؤسفة التي باتت تحصل باستمرار في مجتمعنا، مشيرا إلى أنه قام بتشخيصها بشكل انتقادي، من خلال معالجة بعض الظواهر الاجتماعية، على غرار ما يحدث في مستشفياتنا من أخطاء طبية، وظاهرة الأمهات العازبات، إضافة إلى نقد الجانب الاجتماعي من العشرية السوداء والأحداث المأسوية التي حدثت للكثير من العائلات الجزائرية في تلك الفترة العصيبة، قائلا بأن «نسرين» بطلة القصة واحدة منهن.
كما أفاد الكاتب ومفتش التربية يوسف تنوطيت بأنّه بصدد مواصلة كتابة رواية شظايا من زمن القهر «2» و»3»، على أن تكون ثلاثية وبأحداث منفصلة تختلف عن الأولى، مشيرا إلى أنه من الكُتّاب المتأثرين بالروائي المصري الكبير نجيب محفوظ، كما أنه من قرّاء الروائي يوسف إدريس، ومن المعجبين بأسلوب الروائي الجزائري ياسمينة خضرة.
من جهة أخرى يرى الكاتب يوسف تنوطيت بأن رواية «شظايا من زمن القهر» تصلح لأن تكون فيلما سينمائيا أو مسلسلا تلفزيونيا لأحداثها المشوقة، مشيرا إلى أن مخرج من ولاية بجاية قام بالاتصال به لتجسيد ذلك على أرض الواقع، إلا أن التزاماته في الوقت الراهن كمفتش للتربية والتعليم لم تسمح له للتواصل معه، مؤكدا بأنه حين الانتهاء من التزاماته سيدرس إمكانية تحويل عمله إلى فيلم سينمائي.