انتقدت أمس لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال المتاجرين بأخبار صحة الرئيس واصفة الذين يثيرون هذا الموضوع وكذا تفعيل المادة الـ ٨٨ من الدستور التي تتحدث عن شغور منصب رئيس الجمهورية بـ «الذين يدورون في حلقة مفرغة».
وقالت في ردها على سؤال «الشعب»، بأنها سألت مصدرا موثوقا ومقربا من الرئيس بحكم متابعتها للملف وأكد لها « ...أن صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في تحسن، وأنه يواصل العلاج، وأعتقد أنها ليست هذه المرة الأولى التي يمرض فيها الرئيس، وحتى وإن لم يتكلم كثيرا في الآونة الأخيرة غير أنه كان وراء القرارات المتخذة وحتى الوزير الأول يتحدث عن مشاروات مع الرئيس ».
وأشارت في الندوة الصحفية التي توجت اختتام اجتماع المكتب السياسي بمقر الحزب في الحراش، إلى استغرابها من إثارة المادة الـ ٨٨ من الدستور وشؤون الدولة تسير بطريقة عادية وحتى المواطنين، وبقدر ما يطالبون بآخر تطورات أوضاع صحة الرئيس إلا أنهم يمارسون حياتهم بطريق عادية.
وبررت منشطة الندوة عدم اللجوء للمادة السالفة الذكر بأنها تحتاج لقاعدة شعبية، وهو ما عبر عنه حزب العمال في الكثير من المرات، وقالت «إن السلطات مستمرة والوزير يقوم بنشاطه والوزراء في الميدان وامتحانات الباكالوريا تجري في ظروف حسنة ...فأين هو الشغور».
وأضافت في سياق متصل إن الحديث عن هذا الوضع لا يخفي الكثير من النقائص والإضرابات التي أخذت منحى غير مقبول مثلما يحدث في مجال الصحة.
وانتقدت حنون بعض وسائل الإعلام التي استغلت ملف صحة الرئيس لإشعال النار من خلال بث أخبار كاذبة ، مضيفة «لماذا إشعال النار وزرع البلبلة ...إنها محاولات لإضعاف البلاد كما أن البعض وبطريقة غير أخلاقية أصبح يقترح نفسه كرئيس....إننا في حزب العمال لا نستطيع أن ننتقد منافسينا السياسيين في حالة مرض ولا نتمناه لأحد ولا نتاجر بأخبار المرضى».
وطالبت بالمقابل الحفاظ على المصالح الاقتصادية الوطنية وتدعيمها من خلال مثلا «إدماج مبدأ امتلاك الجزائر لحصص ٥١ بالمائة من مشاريع الشراكة»، واعتبرت دسترها أمرا مهما.
وعن مبادرة تعديل الدستور فقد كان حزب العمال يأمل أن يكون قبل سلسلة قوانين الإصلاحات، وتحدثت حنون عن فشل تلك التشريعات خاصة في ظل الهشاشة التي يعيشها المجلس الشعبي الوطني مع ضرورة فتح النقاش.
ودافعت بقوة عن المؤسسة العسكرية ورفضت أية تلفيقات حولها مؤكدة « إن المؤسسة العسكرية يقودها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وهو شخصية مدنية، كما أن الحديث عن مشاركة العسكر في الحياة السياسية افتراء، وكما يعلم الجميع أن الجيش الوطني الشعبي منشغل بتأمين الحدود فالأمور مشتعلة على مسافة أكثر ٦٠٠٠ كم، وهذا لا يعني أن المؤسسة لا تبدي مواقفها في إطار المصلحة العليا للوطن».
وتطرقت في الكلمة التي ألقتها قبل الندوة الصحفية إلى أوضاع الجبهة الاجتماعية وعبرت عن مساندتها لتصريحات وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار شريف رحماني والأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد، عن عدم تراجع الجزائر عن مبدأ الشراكة ٥١ / ٤٩ وقالت بأنه موقف سيادي ومقاوم للتوجهات الرأسمالية المتوحشة التي يعرفها العالم.
ورحبت بقرار السلطات شراء أسهم «ميطال ستيل آرسيلور» وعدم تجديد العقد الذي يربطه معنا خاصة وأنه كان يستفيد من امتيازات ضخمة حيث كان يستفيد من تخفيض ٣٠ ٪ من فاتورة الكهرباء وكان لا يسدد فواتير المياه، وتكفل السلطات بأجور عمال الناشطين بعقود ما قبل التشغيل.
ونبهت إلى ضرورة التكفل بمطالب شباب الجنوب وإرجاع ميزانيات ١٧ وزارة التي تعرضت للتخفيض في قانون المالية ٢٠١٣.
ومن المواضيع التي خاضت فيها تثمين قرار الجزائر بمسح مديونية ١٤ دولة إفريقيا والعراق واليمن ومساندة مظاهرات تركيا التي ستكون مؤثرة لو تحدث تغييرا جذريا، وقالت حنون «إن زيارة الوزير الأول التركي للجزائر مرحب بها، وهذا في إطار احترام الأعراف الدبلوماسية».