صناعة الأدوية، الفوسفات جديرة بالاستثمار
الاقتصاد لابد أن يكون متكاملا ليضمن الاستقرار وسيادة المنطقة المغاربية، شرط أن يتنازل كل بلد من بلدانها للأخر أو للآخرين لخدمة مصلحة مشتركة، هذا ما أكده اسعاد مقداد رئيس جمعية يوغرطة للاندماج المغاربي، مبرزا ايجابيات الانفتاح على الجيران الذي يحقق الكثير من المنافع والمكاسب اقتصاديا.
دعا مقداد اسعاد من منبر ضيف «الشعب» في إطار التظاهرة المغاربية التي تقام بتونس سومي 5 و6 من الشهر الجاري، إلى تجاوز الإعانات والمساعدات التي «لا نجني منها أشياء هامة، لأن فائدتها ظرفية غير ممتدة في الزمان».
قال المتحدث في رده عن سؤال في الموضوع أن تكلفة عدم توحيد المغرب العربي باهظة جدا «وقد قدمنا ورقة في هذه المسألة، ماذا نريد في النهاية إرساء دعائم اتحاد المغاربي، ولا يعني ذلك إزالة الحدود، والجزائر تمتلك من المقومات، ما يجعل لها السيادة في المنطقة». وأوضح مقداد في سياق متصل أن فكرة السيادة المشتركة هي تنازل سيادي من سيادة وطنية لجيرانها، في قضايا معينة وخاصة في الجانب الاقتصادي، حيث يمكن التنازل عن إنتاج مواد فلاحية لبلد مغاربي لديه كل المؤهلات الطبيعية والإمكانيات اللازمة لتحقيق الوفرة المطلوبة في إطار التكامل الاقتصادي، معبرا في ذات الوقت عن أمله في الاستفادة من الثروة المغاربية، والرفع من القيود الجمركية، لتسهيل تبادل البضائع والسلع، والتقليص قدر الإمكان من التبعية الخارجية في المواد التي يمكن إنتاجها مغاربيا.
وقد ضرب مقداد وهو يتحدث عن التكامل الاقتصادي، عن السيارة المغاربية «ذات الماركات الأوروبية» المنتجة على أراضي دول المنطقة، والتي لا يستفيد منها كما قال المواطن في تونس، الجزائر أو المغرب، ولا يجني منها سوى القليل جدا، لأنه لم يترك له الكثير ليحققه عدا مجال ضيق يتعلق بالمناولة فقط، بينما كل مكونات السيارة مصنع في البلد الأم.
ويقترح المتحدث المجالات التي يمكن من خلالها إقامة شراكات في إطار الاتحاد المغاربي، في قطاع الصيدلة، حيث يمكن إقامة مشاريع مشتركة، بالاستثمار في الكفاءات التي تزخر بها البلدين (الجزائر وتونس)، ما يسمح بتقليص فاتورة الصادرات من الأدوية بملايير الدولارات. الفوسفات مجال آخر يمكن الاستثمار فيه ببعد مغاربي، فالمادة التي تنتجها المغرب، تحتاج لتثمينها الغاز الذي تزخر به الجزائر، ولذلك «نتطلع لإقامة استثمارات محلية في مثل هذه المواد وغيرها، والتي تساهم في بلوغ التنمية المغاربية، والاستثمار في الفرص التي تتوفر عليها كل دولة من المنطقة لخدمة اقتصاد متكامل وتنمية مشتركة، ولا يرى المتحدث أي إشكال في أن تتنازل دولة عن شيء هين لتحقيق هذه المصلحة.