هو الأديب الكبير المُكنّى شهاب الدين أبو العباس أحمد بن يوسف بن أحمد بن أبي بكر التيفاشي نسبة إلى قرية “تيفاش” بضواحي مدينة سوق أهراس بالشرق الجزائري.
المنطقة أنجبت العديد من فطاحل الفكر والأدب سواء قديما أو حديثا؛ ونذكر على سبيل المثال الأديب اللاّتيني الكبير أبوليو الذي ينحدر من امداوروش بضواحي سوق أهراس والذي يعتبر مؤسس فنّ السرد الروائي في العالم من خلال روايته الخالدة “الحمار الذهبي”، وكذلك الأديب الألمعي الأستاذ الشيخ الطاهر بن عبد السلام وهو من قيادات “المراهنة” بدائرة سوق اهراس والذي كانت فرنسا الاستعمارية تخشى صولاته وجولاته وتكلف فيلقا من اللّفيف الأجنبي لتتبع أخباره ومساراته، وقد مكننا مؤلف “ديوان شعراء الجزائر في العصر الحاضر “ الأديب الأريب محمد الهادي السنوسي الزاهري، طيب الله ثراه، من معرفة الدور النضالي الذي اضطلع به هذا الهمام سليل المراهمنة أيام الحقبة الاستعمارية الجائرة في أرض الجزائر؛ لذا لا يمكن أن نعجب إذا كانت هذه المنطقة من الشرق الجزائري غنية بالأسماء الكبيرة التي منحت التراث الثقافي الجزائري تألقا وتميّزا.
لقد أرّخ ابن فرحون في كتابه “ الديباج ...” للتيفاشي وذكر أنّ نسبه هو شرف الدين أبو العباس أحمد بن يوسف بن أحمد بن أبي بكر بن حمدون بن حجاج بن ميمون بن سليمان بن سعيد القيسي التيفاشي الذي ينتمي إلى أسرة ذات جاهٍ وحسَبٍ ونسَب شأن الأسر التي اشتهرت بالعلم وتقلد المناصب السامية في القضاء والوزارة والحِجَابة حيث شغل أديبنا التيفاشي منصب القضاء الذي شغله أبوه من قبلُ.
عرف التيفاشي بنزوعه الأدبي شعرا ونثرا، كما كان لعمّ والده باع طويل في الشعر أيام الخليفة الموحدي عبد المؤمن بن علي ( 555 هـ - 580 هـ ) والذي – ربّما - تعزى إليه القصيدة الذائعة الصيت التي قالها في مدح الخليفة الموحدي عبد المؤمن والتي لا نعرف منها سوى مطلعها الشهير :
ما هزّ عطفيه بين البيض والأسَلِ
مثل الخليفة عبد المؤمن بن علي
حيث تقول روايات مؤرخو الأدب أنّ صاحب هذه القصيدة الفذّة ظل لأكثر من عشر سنوات يتردد بها على الخليفة عبد المؤمن، الذي كان يكتفي بسماع مطلعها ويأمر للشاعر بالجائزة السنية وذلك لفرط إعجابه بمطلعها ؟ .
ولهذا الأديب البارع الذي ينحدر التيفاشي من سلالته ديوان شعر عنوانه “ طلُّ الأسْحار على الجُلِّنار “ جاء فيه ذكر لإحدى قصائده التي تصف الزلزال الذي ضرب منطقته قائلا منها:
أَمَا ترى الأرض في زلازالها عجَبًا
تدعو إلى طاعة الرحمان كلَّ تقي
أضحت كوالدة خرقاء مُرضعــــــــة
أولا دها درّ ثدْي حافل غَـــــــدِق
قد مهّدتهم مِهــــــادا غير مُضطرب
وأفْرشتهم فِــــراشا غير ما قَلــــق
حتّى إذا أبْصرت بعض الذي كرِهت
ممّا يشقُّ على الأولاد من خـــلق
هزّت بهم مهْدهم تشأ تنهنــــههم
ثمَّ اسْتشاطت وآلَ الطــــبعُ للخرق
فصكت المهدَ غضْبى فهيَ لافظة
بعضًا على بعضهم من شدَّة البرق
إنّ الأديب أبو العباس أحمد التيفاشي ينتمي إلى دوحة علمية وارفة الظلال، سواء من ناحية الأب والجد أو الأعمام، كان والده من كبار علماء المعادن والجواهر، وهو تخصص قلّ نظيره في التراث العربي الإسلامي، وكان شغف السلاطين والأمراء بأمثال هؤلاء العلماء فيه أكثر من ضرورة، فقد عاش والد التيفاشي في بلاط الخليفة الموحدي منصور بن عبد المؤمن وكان هذا الأخير ممّن يقدّرون العلماء، وكان له اهتمام خاص بعلم المعادن والأحجار الكريمة والجواهر، وكان والد التيفاشي من كبار المتخصّصين في هذا الشأن وممّن كانت له المنزلة الرفيعة لدى الخليفة الموحدي، وفي الوقت ذاته كان من الذين ورَّثوا هذا العلم النبيل لولده أبو العباس الأديب والشاعر، والطبيب والموسيقي الذي نحن بصدد تتبع خطوات حياته الغنية بالمآثر العلمية والفنية.
ولد أديبنا أبو العبّاس أحمد بن يوسف التيفاشي بقرية “ تيفاش” بضواحي سوق أهراس بالشرق الجزائري كما يذكر ابن فرحون في كتابه “ الديباج المذهب ...” وذلك عام 580 هجرية الموافق 1184 ميلادية ؛ أي في القرن الثاني عشر الميلادي،” وكانت تعرف بتيفاش الظالمة، وتحدث عنها ياقوت الحَمَوي في معجم البلدان، وكانت قديما تُعدُّ من قرى قفصة، المدينة التونسية المشهورة في الجنوب الغربي، وهي الآن من عمالة قسطنطينة بالقطر الجزائري”، وحتّى أوضح هذه الاشكالية نقول: إنّ جلّ من تعرض للتيفاشي بالدراسة والتحقيق وقع في إشكالية نسبة الأديب التيفاشي إلى تونس خطأ، كما وقع العديد من المستشرقين في هذا الخطأ التاريخي وأذكر على سبيل المثال المستشرق الإسباني الكبير إيميليو غارسيا غومس الذي ظل ينسب التيفاشي إلى تونس إلى أن مات عام 1975 وأورث هذا النسب إلى طلابه وآخرهم الأستاذة الدكتورة: مانويلا كورتاس Manuela Cortes المتخصصة بجامعة غرناطة حاليا في تاريخ الموسيقى الأندلسية والتي تنسب التيفاشي إلى تونس في محاضراتها التي ألقتها بالجزائر وبقسنطينة سنة 2014 / 2015 .
كما وقع في هذا الإجحاف في حق الجزائر وتراثها الثقافي كل من تعرض بالترجمة أو الدراسة للأديب التيفاشي من أمثال : ابن فرحون في كتابه الديباج المذهب والمؤرخ ابن العميد في كتابه “ بُغية الطلب في تاريخ حلب “ وكذلك الباحثة نجوى عثمان في كتابها “ أحمد بن يوسف التيفاشي وآثاره العلمية منشورات الندوة العالمية الرابعة لتاريخ العلوم عند العرب، جامعة حلب 1987، والأستاذ الدكتور محمد القطاط من تونس في بحثه عن مخطوط التيفاشي “ بُغية الأسماع في علم السماع لأحمد التيفاشي القفصي “ أعمال مؤتمر الموسيقى العربية السابع عشر القاهرة 1 – 9 تشرين الثاني / نوفمبر 2008، وكذلك الأستاذ محمد بن تاويت الطنجي “ مُتعة الأسماع في علم السماع، نشر مجلة الأبحاث عدد 432، صفحة : 114 – 115، 1968، بيروت / لبنان وهناك نسخة خطية من كتاب التيفاشي “ مُتعة الأسماع في علم السماع “ بصدد التحقيق من طرف الباحث التونسي الأستاذ رشيد السلامي ينسب المخطوط إلى أحمد القفصي التيفاشي، هذه بعض الأمثلة التي تُنسب إلى جُملة من الباحثين الذين ينسبون التيفاشي إلى القطر التونسي ولعلهم يفعلون ذلك كما فعل غيرهم من قبلُ مع الناقد الكبير ابن رشيق المسيلي الجزائري والذي أصبح يُعرف بابن رشيق القيرواني خطأ .
أمّا حياة التيفاشي فقد تناوبت بين مسقط رأسه تيفاش ومدينة سدراتة حيث تلقى معارفه الأولى بتيفاش على يد والده وراح مُوسِّعا من مداركه العلمية في مدينة “سدراته” التي تولى فيها والده القضاء، وورث عن والده مكتبة عامرة بالمصادر التراثية فشب بين أحضان هذه المكتبة شغوفا بكنوزها وهو ما جعله يقول في بعض مؤلفاته :« إنّي امرؤ استنبطت العلوم وحذقت النجوم وطالعت جميع الكتب من العلوم بأسرها على اختلاف أجناسها وأصنافها “ ومع ذلك لم تكن المطالعات وحدها هي مكمن اهتمامه بل كانت دقة الملاحظة وتقييد ما يصل إليه بالسماع، مع اعتماد التجربة في تأكيد المعرفة العلمية هي الخصوصيات التي عرف بها التيفاشي منذ ولعه المبكر في تحصيل العلم وتدوينه.
ثمّ انتقل إلى قفصة ومنها إلى تونس أواخر الدولة الموحدية وبدايات الدولة الحفصية فأخد عن شيوخ من أمثال : أبو العباس أحمد بن أبي بكر بن جعفر المقدسي.
ثمّ تاقت نفسه للتزود من العلم كأبناء عصره، فسافر وهو شاب إلى القاهرة وتعلم فيها على يد الشيخ مُوفق الدين عبد اللطيف البغدادي، وبعدها شدّ الرحال إلى دمشق وظل يتردد على مجالس العلماء والشيوخ، ثمّ استقر به المُقام بالعراق وكان من المقربين في بلاط الصاحب محي الدين الكبير حاكم جزيرة أم عمر بالقرب من الموصل الذي خصه بدار كبيرة وموفرا له كل لوازم الحياة والراحة وجعل خزائن مكتبتها المعروفة بالصاحبية تحت تصرفه يرتادها ليلا ونهارا وانتهى به المقام الرغد هناك إلى تأليف كتابه الشهير “فصل الخطاب في مدارك الحواس لأولي الألباب “ . كما كانت إقامته بالعراق محلّ مجالسات علمية لجُملة من أعلام الأندلس والمغرب حيث التقى بابن سعيد الأندلسي مؤلف كتاب “ المُغرب في أخبار المغرب “ وكتاب “ المُشرق في أخبار المشرق “
لكنّ المصادر التي أولت عناية بآثار التيفاشي لم تذكر لنا المدّة الأولى التي قضَّاها التيفاشي بالمشرق في طلب العلم، لكنها تشير إلى عودته إلى مسقط رأسه وتوليه منصب القضاء أيام الدولة الحفصية، ثمّ تشير إلى رحلته الثانية إلى المشرق وتؤكد على أنهّا كانت رحلة طويلة قطع خلالها التيفاشي أصقاع أرمينية والعراق وبلاد فارس ولعلها الرحلة التي مكنته من توسيع معارفه في علم المعادن والجواهر والأحجار الكريمة التي باتت من اختصاصه الذي عرف به في تراث الحضارة العربية الإسلامية وصار أحد الأعلام المبرزين فيه، ويؤكد ذلك مؤلفه الشهير “ أزهار الأفكار في جواهر الأحجار “.
وتشير المصادر كذلك إلى عودة ثانية للتيفاشي إلى القاهرة وتصدُّره لتدريس العلوم وتولي القضاء والعمل على خدمة سلاطين مصر إلى أن توفي بالقاهرة عام 651 هـ / الموافق 1253 م وقد ناهز السبعين من عمره ودفن بمقابر باب النصر بالقاهرة؛ وهي المقابر التي دفن بها العظماء من أمثال ابن خلدون وابن هشام النحوي صاحب كتاب “ المُغني اللبيب ...” الذي قال عنه ابن خلدون “ مازلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم في النحو أنْحى من سيبويه “، أمّا العالم الأريب ابن منظور صاحب معجم لسان العرب فهو من توَلَّى تهذيب كتاب التيفاشي “ سرور النفوس بمدارك الحواس الخمس “ الذي حققه الدكتور إحسان عباس، ونشر في المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت، لبنان 1980
إنّ التيفاشي الذي عاصر كبار العلماء في العصر الموحدي بالمغرب، وعاصر كبار أبطال الأمة العربية وأعلامها في عهد صلاح الدين الأيوبي، كان من المحظوظين في انتسابه إلى هذا العصر ؛ إنّه عصر يفورُ بتيارات متعددة في التصوف الشرعي والبدعي وفي علوم الدين، وعلوم اللغة والتاريخ والحكمة، والطب والفلك وغيرها.. فقد كان عصر التيفاشي عصر الحسن بن الشاذلي وابن عربي الحاتمي وابن دقيق العيد والعزّ بن عبد السلام ... وغيرهم؛ إنّه عصر انتصار الخليفة الموحدي المنصور بن عبد المؤمن بن علي على الإسبان في “ معركة الأراك “، وانتصار الظافر صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين في “ معركة حطين “ إنّ عصرا كهذا لجدير بإنجاب ابن خلدون والتيفاشي وابن هشام اللّخمي وغيرهم من عمالقة العلم واللغة، ومن حسن حظ التيفاشي أن ترث دولة الموحِّدين في بلاده الدولة الحفصية ويرث محط رحاله العلمي القاهرة سلاطين المماليك فيغرف من ميراث حضارة المشرق والمغرب ما أورى زِناده ومكنه من البروز في مختلف أنواع العلم والآداب، فمن التخصص الدقيق في علم الجواهر إلى الدراية التامة بطبوع الفن الموسيقي، إلى الفنون الغرائبية المستوحاة من أدب الرحلات وارتياد الآفاق التي عاشها وعايشها، وتفنّن في معاينها ورصدها في مُصنّفاته الدّالة على أمانته العلمية والتقصّي في الوصول إلى غاياته.
أمّا منجزاته العلمية الغزيرة فقد تراوحت بين الجوانب العلمية المحضة والجوانب الأدبية الإبداعية التخييلية؛ فالتيفاشي من علماء الجيولوجيا والمعادن، كما له مؤلفات في الطب والأدوية والطب الجنسي، وله مؤلفات في أدب السياحة والرحلات وارتياد الآفاق، كما مؤلفات في علم الأنواء والأرصاد الجوية وله مع ذلك مؤلفات في فنون الأدب شعره ونثره وله مؤلفات في الموسيقى وعلم الألحان ؛ ومن أشهر هذه المصنفات التي ذكرها مؤلف كتاب “ هداية العارفين “ :
1 – كتاب “أزهار الأفكار في جواهر الأحجار” الذي اعتنى بتصحيحه وتحقيه الدكتور محمد يوسف حسن والدكتور محمود بسيوني خفاجي ونشر في دار الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1977 . وهو كتاب مكرس لعلم الأحجار الكريمة والجواهر يظهر من خلاله التيفاشي المؤسس الكبير لمثل هذا العلم الجديد في الحضارة العربية الإسلامية . يقول في مفتتح كتابه :« هذا كتاب غريب عجيب الجمع، عظيم النّفع ضمّنته ذكر الأحجار الملوكية التي توجد مُعظمها في خزائن الملوك وذخائر الرؤساء ممّا لا يُستغنى عن اقتنائه ملك كبير ولا رئيس خطير لِمَا يشتمل عليه من عظيم المنافع وعجائب الخواص .ولم أُشرك بها ذكر شيء من الأحجار المتداولة في أيدي العوام ..”
2 – كتاب “المُنقذ من التَّهْلكة في دفع مضار السمائم المُهْلكة” وهو تصنيف في الطب ويُعتمد لمعالجة الأمراض الباطنية.
3 – كتاب “ الدرر الفائقة في محاسن الأفارقة “ وهو عبارة عن مشاهدات التيفاشي أثناء زيارته إلى أرض النوبة والسودان وجنوب مصر ومعاينته لطبائع المخلوقات في القرن الإفريقي أو ما يُعرف بالساحل الإفريقي.
4 – كتاب “ رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه “ وهو كتاب نادر في تأليفه اعتنى فيه التيفاشي بما يمكن تسميتة بالتربية الجنسية، ومثل هذه التصانيف وأخرى “ كالروض العاطر “ و« الحِصن الحصين “ وما إلى ذلك، كان لها الرواج الشائع فيما يعرف بالثقافة الشعبية التي استعصت على الرقابة الرسمية أو الدينية واحتلت مكانا على الأرصفة رغم الحظر والتحريم .مُصرّة على تبليغ رسالتها المسكوت عنها . وذكر بروكلمان أنّ مصدر التيفاشي في هذا التصنيف يمكن أن يكون كتاب الجاحظ “ العِرس والعروس “.
5 – كتاب “ سجع الهديل في أخبار النيل “ وهو مرجع اهتم فيه التيفاشي أثناء مشاهداته وقراءاته بنهر النيل وجغرافيته وفيضاناته وما يُزرع على ضفافه وهو ما يمكن أن يطلق عليه بالثقافة السياحية.
6 – كتاب “ سرور النفس بمدارك الحواس الخمس “ وهو الكتاب الذي هذّبه ابن منظور صاحب معجم “ لسان العرب “ وقام بتحقيقه الدكتور إحسان عباس ونشر في المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1980. ويقول عنه القلقشندي إنّه كتاب في وصف البلدان ولو أنّ عنوانه لا ينمّ عن ذلك.
7 – كتاب “ الشفا في الطب عن المصطفى “ يظهر أنّه كتاب فيما يُعرفُ بالطبّ النبيّ الشريف.
8 – كتاب “ قادمة الجناح في النكاح “ وهو كتاب يتحدث عن العلاقات الجنسية بين المرأة والرجل، وهو من الثقافة التي أولاها علماء ذلك العصر أهمية وعناية.
9 – كتاب “ الديباج الخُسْرُواني في شعر ابن هانئ “ وهو عبارة عن شرح أدبي لديوان الشاعر ابن هانئ الأندلسي الذي قال في حقه المعز لدين الله الفاطمي “ كُنَّا نريد أن نُفاخر به أهل المشرق “.
10 – دُرّة الآل في عيون الأخبار ومُسْتَحْسن الأشعار “ من المؤكد أنه كتاب في فُكاهات الأسمار ومُذْهبات الأخبار والأشعار والنوادر والأمثال.
11 – كتاب “ نُزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب “ ويظهر أنه من جنس أدب الرحلات .
12 – كتاب “ متعة الإِسماع في علم السماع “ وهو كتاب في فنّ الموسيقى، أو علم السماع والألحان، وهو الكتاب الذي توجد منه نسخة بخط المؤلف في المكتبة العاشورية والذي يعكف على تحقيقها كما علمنا الأستاذ رشيد السلامي التونسي. وفي هذا الكتاب النّادر يظهر فيه اطلاع التيفاشي الكبير على علم الألحان وخاصة الأندلسية منها والمغاربية، ولعل التيفاشي في هذا المخطوط هو أول من نبّه إلى الدور الموسيقي الكبير الذي اضطلع به الشاعر ابن باجه مؤسس المدرسة الأندلسية الموسيقىة التي عمد فيها إلى إحداث الخلطة التاريخية الفريدة من نموعها بين الطبوع الموسيقية المسيحية الإسبانية والعربية الإسلامية الأندلسية وخرج بما عبّر عنه التيفاشي في مخطوطه :«... إنّ أهل الأندلس في القديم كان غناؤهم إمّا بطريقة النّصارى وإمّا بطريقة حُداة العرب ولم يكن عندهم قانون يعتمدون عليه إلى أن تأثلت الدولة الأموية وكان ذلك زمن الحكم الرّبضي فوفد عليه من المشرق ومن إفريفية من يُحسن غناء التلاحين المَدَنية فأخذ النّاس عنهم إلى أن وفد الإمام المُقدم في هذا الشأن علي بن نافع المُلقب بزرياب غُلام إسحاق الموصلي على الأمير عبد الرحمان الأوسط فجاء بما لم تعهده الأسماع، واتّخذت طريقته مسلكا وتُنُسِيَ غيرها إلى أن نشأ ابن باجة الإمام الأعظم واعتكف مُدّة سنين مع جوارٍ مُحسنات فهذّب الاستهلال والعمل ومزج غناء النصارى بغناء المشرق واقترح طريقة لا توجد إلاّ في الأندلس مال إليها طبعُ أهلها فرفضوا ما سواها “.
13 – كتاب “ فصل الخطاب في مدارك الحواس لأولي الألباب “ وهو الكتاب الذي ألفه بالعراق كرد للجميل لصاحبه على الحفاوة التي حظي بها عنده ،وتقول المصادر إنّه موسوعة علمية من الطراز الرفيع تقع في حوالي أرعين مجلدا وهو بمثابة موسوعة في مختلف العلوم والتاريخ والآداب.