استشراف

التّفكــير «الاسرائيلي» بحثـا عـن المقــاومين

^ وليد عبد الحي

أولا: هذه ليست أوّل مرة:
قبيل الانتفاضة الأولى عام 1987، تمكّن ستة من رجال الجهاد الإسلامي (نفس التنظيم ونفس عدد أعضاء العملية الحالية) من التسلل من أحد السجون الإسرائيلية التي كانت مقامة في قطاع غزة الذي كان يخضع للاحتلال حينها، واستغرق البحث الإسرائيلي عنهم مدة خمسة شهور، وتمكّن الفارون من شن هجمات على أهداف إسرائيلية واستشهد خمسة منهم، وتمكنوا في أحد الهجمات من قتل احد ضباط المخابرات الإسرائيلية (الشين بيت) بينما فر المقاوم السادس إلى مصر، لكن العملية ذاتها - أي الهروب - حقن الجو وهيّأ الأوضاع لاشتعال الانتفاضة الأولى.
ثانيا: مأزق سلطة التّنسيق الأمني:
بينما انشغل المجتمع الفلسطيني بعملية الفرار، انشغل رئيس سلطة التنسيق الأمني بتهنئة وزير الدفاع الإسرائيلي بحجة رأس السنة اليهودية، وتقول صحيفة «تايمز اوف إسرائيل» غير معروف إذا كان موضوع المقاومين الستة قد جرى بحثه، ناهيك عن لقاء بين الطرفين سبق عملية تحرر المقاومين الستة بأيام قليلة.
ويبدو أن السلطة ستتعامل مع الموضوع بسرية تامة من خلال التنسيق الأمني والطلب من إسرائيل عدم نشر أية أخبار عن هذا الجانب يمس سمعة سلطة التنسيق الأمني لا سيما أن شعبية السلطة في الحضيض بعد وقف الانتخابات وبعد اغتيال نزار بنات، وبعد موجة الاعتقالات والتي توفي خلالها احد المعتقلين في سجون سلطة التنسيق الأمني.
ثالثا: أدوات البحث الإسرائيلية:
حاولت رصد وسائل الإعلام الصهيوني بمختلف الطرق، وتبين لي أنهم يرجحون انقسام المجموعة المقاومة إلى قسمين منفصلين عن بعضهما (وربما أكثر).
أما وسائل البحث التي أشارت لها التقارير الإسرائيلية فهي:
1- متابعة أقارب وأصدقاء المقاومين.
2- مراجعة كل الكاميرات المكشوفة أو غير المكشوفة والمنتشرة في مختلف الشوارع الداخلية والخارجية.
3- استخدام كلاب تتبع الأثر.
4- مراقبة الحدود البرية والبحرية.
5- مراقبة الاتصالات السلكية أو اللاسلكية.
6- مراقبة التنقلات على الطرق والتفتيش الدقيق للمركبات.
7- تسيير طائرات الهيلوكوبتر والمسيرات لتصوير الحركة في المناطق الجبلية والأودية.
8- التركيز على مخيم جنين والمنطقة المحيطة به استنادا إلى:
أ‌-  الروابط القديمة بين أحد المقاومين (الزبيدي) والمجتمع هناك.
ب‌- إنّ أغلب المقاومين الستة هم من سكان المنطقة أو قريبين منها.
ت‌- وجود أسلحة لدى المواطنين  في المخيم يمكن أن تستخدم للدفاع عن المقاومين.
ث‌- يمكن أن يذهب المقاومين للمخيم للحصول على السلاح على امل اختطاف اسرائيليين والمفاوضة عليهم.
ج‌- قد يكون المخيم هو النقطة الأقرب للاختباء فيه (يبعد عن السجن 15 كيلومترا).
9- الضغط المتواصل على سلطة التنسيق الأمني للمساهمة في البحث.
10- احتمال عرض مبالغ مالية لمن يدلي بمعلومات عنهم مع ضمان عدم الكشف عن اسمه.
11- مراقبة الشواطئ في ظل تدفق الإسرائيليين إلى هذه الشواطئ مما يسهل على المقاومين احتمال الاندساس بينهم والهروب عبر البحر.
12- بث الشائعات لخلق ارتباك بين صفوف المقاومين الستة
رابعا: الإرباك الإسرائيلي:
أ-في المنظور الإسرائيلي، فإن تعاون سلطة التنسيق الأمني مع إسرائيل سيدمر ما تبقى من فُتات التأييد لها في المجتمع الفلسطيني،
ب- إن استشهاد المقاومين الستة قد يكون إعادة للتاريخ كما حدث عام 1987 لتبدأ انتفاضة ثالثة..
ج-  إذا تمكّن المقاومون من النجاة والوصول لمكان آمن سيمثل ضربة جديدة  لأجهزة الأمن الإسرائيلية بعد ضربة التحرر من السجن.
د- إذا تمكّن المقاومون من اختطاف إسرائيليين والتفاوض عليهم سيكون بمثابة طعنة نجلاء للأمن الإسرائيلي.
وعليه، من الضروري على قيادات المقاومة التفكير في كيفية إرباك البحث الإسرائيلي عن المقاومة، سواء بعمليات عسكرية أو بالتصريحات المربكة أو ببث إشاعات تزيد الأمور تعقيدا أمام أجهزة الأمن الإسرائيلي...وهو أمر ضروري وأفضل من التصريحات التعبوية على الأقل في المدى الزمني العاجل.
وأخيرا تبقى «ربما».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024