صفحات مجهولة من تاريخ الحركة الإصلاحية بتبسة

جهـاد متميّز ونضال مضنٍ في سبيل القضيـة الوطنيـة

الأستاذ فوزي مصمودي باحث في التاريخ

خلال عام 1929 زار العلاّمة الشيخ عبد الحميد بن باديس مدينة تبسة، ضمن زيارة له شملت عدّة مدن بالشرق الجزائري، على غرار: الميلية، عين مليلة، أم البواقي، عين البيضاء، مسكيانة، مداوروش، سوق أهراس.. إلى جانب مدينة تبسة، وقد شَرَع في هذه الرحلة الإصلاحية بداية من فاتح محرّم الحرام 1348 هـ الموافق 9 جوان 1929، ونَشَر الحلقة الأولى منها بمجلته (الشهاب) في عدد شهر جويلية 1929.

والتقى حينها بعدد من أعلام وفضلاء وصُلحاء تبسة؛ كان منهم الشيخ العربي التبسي بعد عودته من الدّراسة بالقاهرة عام 1927، والمكي بن شعبان والأستاذ العربي الجَلاّلي المتطوّع بجامع الزيتونة بتونس، كما التقى بالفقيه الشيخ سليمان الطيّار تلميذ الشيخ حمدان لونيسي، وبالعالم الفقيه الشيخ محمد بن أحمد النفطي، والأستاذ عمر بن نابي خوجة، وعلي بن عباس بن حَمّانة النائب البلدي والعمالي لتبسة ونجل المصلح الكبير الشهيد عباس بن حَمَّانة؛ أحد روّاد الحركة الوطنية والإصلاحية ومؤسّس الصِّدِّيقية بتبسة عام 1913 كأول مدرسة عربية عصرية بالجزائر، والذي اغتالته سلطات الاحتلال الفرنسي، حيث أَغْرَتْ أحد المجرمين فترصّد له فشجّ رأسه بضربة فأس ــ استنادا إلى المؤرّخ اللبناني عادل نويهض في كتابه (معجم أعلام الجزائر، ص 123) ــ بتاريخ 16 جويلية 1914 حيث باغته وهو يقرأ الجريدة ببستان بيته بحي الزهور (حي المرجة) بمدينة تبسة ــ بحسب ما رواه لي ابن حفيده عدنان هامل الإطار بالولاية ــ بسبب عدم غلقه المدرسة ولمواقفه الثابتة، لاسيما فيما يتعلق برفضه التجنيد الإجباري، وكانت فرنسا حينذاك ــ رفقة دول الحلفاء لمواجهة دول المحور بقيادة ألمانيا ــ مقبلة على الحرب العالمية الأولى، وقد دُفن بمقبرة تاغدة بمدينة تبسة.
كما التقى بعبد الحميد شاوش النائب البلدي، وبالصادق العقيد التاجر الكبير، الذي وصفه الشيخ ابن باديس بـ “الدّاعي إلى الوفاق دائما والاتحاد” وبغيرهم من أعلام ووجهاء المدينة.
لكن الشيخ ابن باديس ــ وحسب ما كَتَب في مجلته الشهاب (ج 10، نوفمبر 1929) التي وثّقت رحلته التبسّيّة ــ تأسف لغياب مدارس وجمعيات تعمل وتسعى إلى رقي المجتمع المحلي وتعليم لغته العربية ومبادئ دينه الإسلامي، بقوله: “لكن تبسة ــ بالرغم مما فيها من ذكاء وتقدّم ومحبّة في العلم ــ ما قدرتها قدرها، وإلا فكيف لا يؤسّسون لهذا الأستاذ ــ وكان يعني الشيخ العربي التبسي ــ مدرسة لتعليم أبنائهم لغتهم ودينهم كما يتعلّمون اللّغة الفرنسية وعلومها فيكلمون فيها. هنالك أفراد يدركون هذا النقص والتقصير فعساهم أن يتداركوه ولو بتحمّل المشاق والأتعاب”. وفي سياقِ حثّه لهم للنّهوض التربوي وليبعث فيهم العزيمة للقيام بهذا الواجب، نجده يتدارك الأمر حتى لا يبثّ فيهم اليأس والرّكون إلى الدّعة، فيذكر رجال تبسة بالخير العميم ويثني عليهم، داعيا الله أن يوفّق بينهم بقوله: “.. ورجال كثيرون في تبسة ذوو حياة وعمل وغيرة دينية وقومية نسأل الله أن يتمّم عليهم بنعمة الوفاق الذي هو إكسير التقدّم والرّقي”.
أبناء تبسة يدعّمون مجلة الشّهاب:
وتدعيما لمسار مجلة (الشّهاب) الإصلاحية لمنشئها وصاحبها العلاّمة الشيخ ابن باديس، ليتمكن من مواصلة إصدارها شهريا وبصفة منتظمة ومستمرة، فقد بادرت مجموعة من مواطني وأعيان تبسة أثناء هذه الرحلة الميمونة بتسديد اشتراكاتهم المسبقة بالفرنك، حيث كانت مثلا (50 فرنك) تعادل مبلغ (10 دُورو)، ومبلغ (20 فرنك) يمثل (4 دُورو)، وقد تكفّل بمهمة جمع الأموال السادة: علي عباس، العربي التبسي، الصادق العقيد، وشملت قائمة هؤلاء الخيّرين ــ الذين أورد صاحب المجلة أسماءهم وقيمة الاشتراكات ــ كلاًّ من:
ــ الشيخ سليمان الإمام (50 فرنك)
ــ جلالي بوبكر (150 فرنك)
ــ ابن نابي عمر (200 فرنك)
ــ الصادق العقيد (50 فرنك)                          
ــ علي عباس (50 فرنك)
ــ عمار خليفة (50 فرنك)
ــ صالحي أحمد الفيلالي (50 فرنك)
ــ فارح الجودي (50 فرنك)
ــ حمنة بن صالح (20 فرنك)
ــ الحاج مسعود (20 فرنك)
ــ كنّوش عمار (50 فرنك)
ــ محسن (20 فرنك).
مدرسة تهذيب البنين والبنات 1932:
بعد هذه الزيارة الميمونة وما تخلّلها من عِتَاب أخوي وجّهه الشيخ ابن باديس إلى إخوانه من المصلحين بتبسة، ومع مطلع ثلاثينيات القرن الماضي شمّر أبناؤها وصلحاؤها عن ساعد الجدّ لمباشرة النشاط الإصلاحي والعمل الدؤوب والنّضال المثمر، حيث بدأت ملامح نهضة ثقافية وتربوية وجمعوية وكشفية بهذه المدينة وبإقليمها، وكان أول الغيث إنشاء مدرسة تهذيب البنين والبنات التي تأسست عام 1932 بمبادرة من أعيان تبسة، لتصبح في ذاكرة المدينة كعلامة تربوية مبرّزة وكإحدى مظاهر النهضة التعليمية والثقافية المشرقة في مسيرة الحركة الإصلاحية بتبسة.
ومما تجدر الإشارة إليه أن كثيرا من الباحثين والأساتذة يعتقدون أن مدرسة التهذيب بمدينة تبسة قد تم تأسيسها عام 1934، مستندين على ما نُقش على اللوحة التذكارية المثبّتة عند مدخل المدرسة حاليا، وهذا بعيد عن الحقيقة، حيث أن التأسيس الفعلي كان عام 1932 الموافق 1351 هـ، بحسب ما ورد في مقال: (جمعية التهذيب ودورتها الثالثة) لصاحبه الذي رمز لاسمه بـ (ش. ص. م) المنشور بجريدة البصائر (ع 130/ 09 سبتمبر 1938)، إلى جانب قصيدة معنونة بـ (في حفلة مدرسة تهذيب البنين بتبسة) للشاعر الذي وقّع قصيدته بـ (ابن تبسّة) المنشورة بمجلة الشهاب، والتي بالتأكيد تكون قد ألقيت في بداية الموسم الدراسي في خريف السنة الدراسية: 1932 – 1933، ثم أُرسلت في ذات الوقت لتجد طريقها للنشر بعد ذلك في مجلة (الشّهاب) الشهرية في عدد 12 مارس 1933، ومطلع القصيدة:
أما آن للأقوام أن يكثروا الحمدا  **  ويبتهجوا فالله أحيى لنا مجدا
وصبح الرجا قد أسفر اليوم بعدما  **  جزمنا بليل اليأس قد طال مسودا   
تساورني الأحزان في كل لحظة   ** وقد كنت قبلا أستطيع لها عدا
وما مصدر الآلام إلا نفوسنا   ***   وهل عذّب الإنسان غير الذي أبدى
وقد جعلوا على رأسها العلاّمة الشهيد العربي التبسي مديرا لها، بعدما شدّوا الرِّحال إليه وهو يومئذ بمدينة سيق (بولاية معسكر حاليا) حيث كان يدير مدرستها العربية الحرّة منذ عام 1929 إلى عام 1932، وترجّوه للعودة إلى مدينة تبسة والاستقرار بها لإدارة مدرستها الجديدة، وذكّروه بقول رفيق دربه العلاّمة ابن باديس الذي قال عنه: “هذا الأستاذُ نعمةٌ من نِعَم الله على تبسة”. فلبّى رغبتهم وعاد معهم، ليحلّ محلّه في إدارة مدرسة سِيق الكاتب المصلح الشيخ فرحات بن الدّرّاجي الليشاني.  
وقد قامت هذه المدرسة بدور طلائعي متميّز في مسيرة الحركة الوطنية والإصلاحية بتبسة، وأسّست لها جمعية تسيّرها هي جمعية تهذيب البنين والبنات، إلى جانب النشاط الدّعوي والاجتماعي الذي كان يضطلع به المسجد المحاذي لها، والشهير إلى اليوم باسم (مسجد الشيخ العربي) كما عُرفت هذه المدرسة العريقة كذلك باسم ذات الشيخ.
وقد استمر عطاؤها التربوي والتهذيبي إلى غاية السنوات الأولى من زمن ثورة غُرة نوفمبر 1954، حيث تم إغلاقها من قبل إدارة الاحتلال الفرنسي. وبعد الاستقلال تمّت إعادة فتحها أمام النشء الجديد، وما زالت إلى اليوم تؤدي دورها التربوي.
كما قام مصلحو المنطقة بتأسيس مدارس أخرى، على غرار مدرسة الهداية التابعة لحزب الشعب الجزائري بتبسة، مدرسة بئر العاتر بإشراف الشيخ الحبيب فارس، مدرسة الحياة بمدينة الشريعة، ومدرسة التربية والتعليم بالعوينات، ومدرسة مرسط..
وقد تطرّقنا بشيء من التفصيل إلى الدور الرّيادي؛ التربوي والتعليمي والنضالي والإصلاحي لمدرسة تهذيب البنين والبنات منذ إنشائها عام 1932، إلى جانب أخواتها المدارس الأخرى في كتابنا المخطوط (صفحات من تاريخ الحركة الإصلاحية بتبسة).
 إلى جانب الجهود الدعوية والتربوية والإصلاحية لبعض علماء تبسة وإقليمها على غرار صاحب التّصانيف الجَمّة والفتاوى الجريئة العلاّمة الحافظ الشيخ محمد الطّيب بن مبروك باشا الزّيتوني التّبسي الجزائري (1873 ـ 1952) الذي كان يحفظ موطأ الإمام مالك، وصحيحي البخاري ومسلم، بحسب ما يذكر الدكتور أحمد عيساوي في كتابه (الحياة العلمية والدعوية للشيخ سيدي محمد الطيب بن مبروك باشا الزّيتوني التّبسي الجزائري).
شُعَب جمعية العلماء المسلمين بتبسة:
بعد تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في 5 ماي 1931 بادر مصلحو ومعلّمو تبسة وإقليمها إلى تأسيس شُعَب (فروع) لها في عديد المدن، ومن هذه الشُّعب ــ الموثّقة لدينا بأسماء مؤسّسيها وأعضائها وتاريخ تأسيسها من خلال جريدة (البصائر) وغيرها:
شُعبة مُرْسُط 1939:
يبدو لي من خلال ما وصل إلى أيدينا من وثائق وجرائد وثّقت لشُعب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وتأسيسها بمدينة تبسة وإقليمها، أن شُعبة مدينة مُرْسُط تعدّ أول شعبة يؤرَّخ لها، وبالتأكيد أن هناك شُعَبًا أخرى تأسست قبل هذا التاريخ لكنها غير موثقة، ولذلك لم نتمكن من الوصول إليها ولا إلى أعضائها ولم نهتد إلى تاريخ تأسيسها.
وكان تأسيس شعبة مدينة مرسط خلال عام 1939، حيث تمّ عقد جمعية عامة حضرها جمعٌ من محبّي الفكر الإصلاحي، واتفقوا أن يتشكّل مكتب الشُّعبة من نخبة مصلحيها، وهم:
ــ هَوَّام أحمد بن الحفناوي (رئيسا)
ــ هوام علي بن الشريف (نائبا له)
ــ هوام الأخضر بن الهَوَّام (كاتبا عاما)
ــ هوام الحفناوي بن أحمد (نائبا للكاتب العام)
ــ عبايدية محمد بن عمارة (أمينا للمال)
ــ الأعور التهامي بن الأخضر (نائبا لأمين المال)
ــ شقروش الأخضر (مراقبا عاما)
 ولتوسيع دائرة أعضاء الشعبة، قامت الجمعية العامة الانتخابية بإضافة مجموعة من المصلحين كمستشارين للمكتب، كان من بينهم؛ بلقاسم الوهراني، هَوّام محمود بن مصباح، بوخاتم سعد، هوام علي بن الحسين، فارس أحمد بن عمار، هوام عبد الحفيظ، هَوّام الخذيري بن مصطفى، أبو هراوة الحفصي بن محمد، زروقي ناصر بن عمر، بحسب ما كَتب المصلح علي اليحياوي بجريدة البصائر (ع 175/ 21 جويلية 1939).
وما ميّز هذه الشُّعبة عن أخواتها بقية الشُّعَب الأخرى أنها حافظت على تشكيلة مكتبها لمدة عشر سنوات تقريبا، فلم تجدّد مكتب شعبتها إلى غاية 1948، حيث تم عقد جمعية انتخابية انبثق عنها مكتب جديد ضم كلاًّ من:
ــ الرئيس: محمد الهوّام هَوَّام
ــ نائبه: أحمد بن الحفناوي هوام
ــ الكاتب: عبد الرحمن بن أحمد هوام
ــ نائبه: السيد بلقاسم بن محمد بن الأطرش
ــ أمين المال: الحفصي بن محمد بوهراوة
ــ نائبه: الشافعي بن البشير هَوَّام
فيما اختارت الجمعية العامة أعضاء آخرين كانوا سندا للمكتب في مختلف أنشطته، باعتبارهم مستشارين، وهم: عبد الحفيظ عشِّي، الطيب خرشي، الطاهر بشاغة، أحمد بن عمار فارس، البشير بن علي هوام، الحفصي بن محمد فاسخ، صالح خرشي، استنادا لما جاء في البصائر (ع 51/ 27 سبتمبر 1948).

شعبة العوينات 1949:
بعدها بسنة تقريبا تم تأسيس شعبة جديدة بمدينة العوينات، لتضطلع بمهام تربوية وإصلاحية وثقافية، انطلاقا من الأهداف القريبة والبعيدة التي وضعتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عند تأسيسها.
 وقد أرّخت جريدة البصائر (ع 81/ 30 ماي 1949) لهذا التأسيس بتغطية صحفية مقتضبة، جاء فيها: “تأسست بقرية العوينات شعبة لجمعية العلماء تتركب من الآتية أسماؤهم:
ــ الرئيس: عمار كنوش.
ــ نائبه: عبد الله مؤمني.                       
ــ الكاتب: علي بن الشريف هَوّام.
ــ أمين المال: محمد الصغير دبّز.
ــ المراقب: حشّاني محمد.
 فيما ضمّت قائمة المستشارين: بن ناصر قبايلي، الحاج نصر بن جاب الله، عوادي الربيعي، علي بن العربي كنّوش، مسعود زرمط (في عدد آخر من البصائر: بن رمط مسعود) علي بن الحسين هوام.
وبعد سنتين قام أعضاء مكتب هذه الشعبة بعقد جمعية عامة لتجديد مكتبها لأسباب لم تتطرق إليها أسبوعية (البصائر)، باستثناء نشرها الطاقم الجديد المنتخب للشعبة وهم:
ــ الرئيس: الشيخ علي هَوّام.
ــ نائبه: عمار كـنّوش.
ــ الكاتب: مومني عبد الله.
ــ نائبه: كنوش علي.
ــ أمين المال: محمد الصغير دبّز.
ــ نائبه: محمد حشاني.
ــ المراقب: ابن رحّال عبد الله.
فيما تدعّم المكتب الجديد القديم ــ بحسب البصائر (ع 153/ 30 أفريل 1951) ببعض الأعضاء كمستشارين، كان من بينهم،: كحاحلية العربي، ابن سعود محمد، قبايلي بن ناصر، مشاكرة معمر، نبيلي بوعزيز، عبد اللطيف محمد، عبد اللطيف عيسى، بن رمط مسعود، عيسى حسين، بوراس يحيى، علي بن الحسين هَوّام، علواني محل العين، عثمان بوساحة.

تجديد شعبة الشريعة 1950:
من خلال هذا العنوان يتّضح جليا أن شعبة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بمدينة الشريعة كانت قد تأسست قبل هذا التاريخ بكثير، انطلاقا من لفظ “تجديد”. حيث في هذه السنة 1950 شهدت تجديد مكتب الشعبة بهذه المدينة الجنوبية بإقليم تبسة، وقد وثّقت فعاليات حفل التجديد جريدة البصائر (ع 108/ 20 فيفري 1950) التي أوردت أسماء مكتب الشعبة المُشكّل على النحو التالي:
ــ الرئيس الشرفي: الشيخ محمد قابة.
ــ الرئيس: إبراهيم درباسي.
ــ نائبه: المداني زرفاوي.
ــ الكاتب: محمد الصالح بن المكي.
ــ نائبه: الشافعي قواسمية.
ــ أمين المال: محمود قابة.
ــ نائبه: صالح العبيدي.
ــ المراقب: محمد قواسمية.
ــ نائبه: محمد عثماني.
وكعادة الجمعية العامة الانتخابية لشُعَب جمعية العلماء المسلمين فقد تمّت إضافة أعضاء مستشارين للشُّعبة، منهم: عبد القادر قواسمية، الوردي مطرف، محمد عابر، محمود شريف، العيد ماضوي، الطيب سليماني، الأزهري قابة، محمد زروال، علي ربيعي، الأكحل نصر الله، مسعود تونسي، عبد الرحمن معيوف، عمار كركود، صالح جلالي، عبد الحفيظ مقراني، الأخضر خالدي.
وبعد نحو سنة تقريبا وفي حدود عام 1951 عمد أعضاء شُعْبة الشريعة إلى تجديد مكتبها المسيّر، الذي أضحى يضمّ كلاًّ من:
ــ الرئيس الشرفي: السيد محمد قابة.
ــ الرئيس: إبراهيم درباسي.
ــ نائبه: المداني زرفاوي.
ــ الكاتب: محمود قابة.
ــ نائبه: عبد الرحمن معيوف.
ــ أمين المال: عبد الحفيظ مقراني.
ــ نائبه: العايش مصار.
ــ المراقب: مسعود تونسي.
 إلى جانب أسماء جديدة ــ في العموم ــ تزيّنت بها قائمة الأعضاء المستشارين، وهم: صالح العبيدي، محمد بن عباس، عبد القادر قواسمية، محمود شريف، العيد ماضوي، الأزهري قابة، محمد زروال، علي الربيعي، الأكحل نصر الله، الوردي بهلول، السبتي بوصيدة، الميداني بخوش، صالح جدّي، عثماني محمد بن رمضان، كما جاء في البصائر (ع 167/ 13 أوت 1951).
 ولاشك أن هذا التجديد المستمر والتغيير المتواصل في تشكيلة هذه الشعبة وغيرها من شُعب جمعية العلماء المسلمين قد أثّر سلبا على نشاط أعضائها وعلى أداء المحبّين لها والمتعاطفين معها.
تجديد شعبة مدينة تبسة 1952:
بالتأكيد أن أول شعبة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين إبّان فترة الاحتلال الفرنسي بإقليم تبسة (ولاية تبسة حاليا) كانت بعاصمة الولاية، وذلك راجع لعدة عوامل، منها مرابطة الشيخ العربي التبسي عضو المجلس الإداري لجمعية العلماء ومدير مدرسة تهذيب البنين والبنات بها، وكذا ازدهار الحركة الجمعوية والكشفية بهذه المدينة، وتركّز نشاط الحركة الإصلاحية والوطنية عموما بها..
وعند تفحّصنا الدّقيق لجريدة (البصائر) لم نعثر على توثيق لتشكيلات مكتب شعبة مدينة تبسة التي سبقت هذا التاريخ، إلى غاية عام 1952 حيث وجدنا خبرا خاصا بتجديد مكتب شعبة المدينة، أرّخت له هذه الأسبوعية بتاريخ الخميس 16 ذي القعدة 1371 هـ الذي يوافق تاريخ 07 أوت 1952 م.
وقد كتبت جريدة البصائر (ع 201/ 15 سبتمبر 1952) حول هذا التأسيس: “في يوم الخميس 16 ذي القعدة 1371 هـ اجتمعت شعبة تبسة بنادي الشّبّان المسلمين لتجديد أعضائها والنّظر في ما يخص أعمال الشُّعبة في الماضي والمستقبل”.
وبعد البحث في هذه المسائل كلها وتقرير ما يناسبها من القرارات لتقوم الشّعبة الجديدة بتنفيذها، انتخب الحاضرون الأعضاء الآتية أسماؤهم:
ــ الرئيس: الشيخ العيد مطروح.
ــ نائبه: الشيخ عيسى سلطاني.
ــ الكاتب: الشيخ مصطفى الزمرلي.
ــ نائبه: الشيخ مسعود صخري.
ــ أمين المال: عبد الله حمودي.
ــ نائبه: محمد هوّام
 فيما تمّت الموافقة على مجموعة من الأعضاء ليكونوا ضمن قائمة مستشاري مكتب الشُّعبة، وهم: الصادق بوذراع، لكسي شريط، يونس رسول، محمود مزهودي، صالح إدريس، مبروك شريط.
شعبة الشبان بتبسة 1954:
ونتيجة لفارق السّن بين المصلحين الذين يسيّرون شُعَب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بتبسة، وكذا لوجود اختلاف في الرؤى والطرح في إطار التباين في مستوى التفكير بين الشيوخ وبين الشباب، فقد عمد بعض شباب جمعية العلماء المسلمين إلى تأسيس شعبة خاصة بهم بمدينة تبسة، تطرّقت جريدة (البصائر) لهؤلاء الشُّبّان في عددها الصادر يوم 16 جويلية 1954 أي قبل اندلاع ثورة نوفمبر 1954 بما يقرب من أربعة أشهر، وقد توزّعت مهام هؤلاء الشباب في شعبتهم لتشمل:
ــ الرئيس: مصطفى الزمرلي.
ــ نائباه : مسعود معلم، محمد الطيب مشري.
ــ الكَتَبَة: إبراهيم روابحية، رشيد بوذراع، الطيب ملاح.
ــ أمين المال: محمود حواس.
ــ نائباه: علاوة العقيد، الزبير اليزيدي.
ــ الإرشاد: محمد الربعي يونس.   
ــ الرقابة: الأخضر رمضاني، أبوبكر زيد، الزين بوزغاية.
 ومن المستشارين الشباب الذين وقع الاختيار عليهم كما نقلت أسبوعية البصائر: بوشليقة يوسف، عبد العزيز أحمد شاوش، الأزهر منصوري، مبروك شريط، أحمد بن عمار.
نادي الشُّبّان المسلمين بتبسة 1937:
في مطلع عام 1937 أسّس مصلحو ومثقّفو وشباب تبسة نادٍ إسلامي ليكون بمثابة مركز ثقافي يجتمع فيه شباب المدينة وليغدو ملاذا لهم؛ لمناقشة مختلف القضايا الثقافية والدينية والفنية والرياضية وحتى السياسية، ويكون رافدا رئيسا من روافد الحركة الوطنية والإصلاحية ويغذِّيهما بدماء جديدة من المناضلين والإطارات، وكان مقرّه قريبا من الثكنة العسكرية الفرنسية.
(يتبع)
الحلقة الاولى


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024