تختلف العائلات الجزائرية في كيفية قضاء السهرات الرمضانية، فهناك من يفضل زيارة الأقارب وتمضية سويعات بعد الإفطار رفقة العائلة، ومنهم من ضرب موعد مع سهرات الكازيف وآخرون فضلوا التوجه إلى المراكز التجارية التي توفر فضاءات جديدة للترفيه والتسلية، ومنهم من اختار الموانئ وشواطئ البحر التي أصبحت قبلة العائلات نظرا للتعزيزات الأمنية التي توفرها أعوان الدرك الوطني والشرطة.
''الشعب'' استطلعت سهرات العائلات العاصمية شهر رمضان، حيث رصدت أجواء من الحركة تعيشها العاصمة في الليل وسط تعزيزات أمنية بعثت الراحة والطمأنينة لدى العائلات ،مما يسمح لها بالتجول في الشوارع دون خوف ويستخدمون وسائل النقل الحضري التي لا تتوقف خدماتها إلى غاية ساعات متأخرة من الليل.
المراكز التجارية تستهوي أصحاب الشكارة والبسطاء يتفرجون
تستقطب اكبر المراكز التجارية أعدادا هائلة من المواطنين منذ حلول شهر رمضان، ومن اجل معرفة كيف تقضي العائلات بالعاصمة سهراتها بهذه الفضاءات التجارية قمنا بجولات استطلاعية بكل من مركز ارديس بالمحمدية والمركز التجاري باب الزوار.
وبمجرد دخولنا الى المركز التجاري ارديس على الساعة الحادية عشر مساء وبعد صلاة التراويح شدت انتباهنا حظيرة السيارات التي كانت مملوءة عن آخرها بالرغم من المساحة الكبيرة المخصصة لركن المركبات ، وبعد دخول الزوار تجدهم ينتشرون في مختلف أماكن المركز، فهناك من يفضل حضور سيرك عمار المتواجد بمحاذاته .
أما عشاق الحفلات فتجدهم يقبلون على الخيمة التي نصبت منذ اليوم الأول من الشهر الكريم للاستمتاع بالعروض الغنائية التي تقدمها مجموعة من الفنانين ، و الشباب يتوجهون على العموم إلى المسبح المتواجد داخل المركز التجاري من اجل السباحة والتخلص من الحرارة الشديدة التي ميزت العاصمة .
ونحن نتجول بالمركز التجاري «ارديس» صادفتنا عائلة تتكون من ٤ أفراد ،كانوا جالسين على الكراسي الموضوعة مقابل البحر، حيث أكدت لنا الوالدة حميدة أنها تفضل جلب أبنائها إلى هذا المكان خلال أيام العطلة من اجل الترويح عن النفس واستنشاق الهواء ، مضيفة أن المركز التجاري ''ارديس'' خطف الأضواء نظرا للخدمات المتنوعة التي يعرضها وبناءه الفخم والتحف المعمارية التي زادته جمالا.
وقد وفر المركز التجاري في شهر رمضان خدمات متعددة فزيادة على طابعه التجاري فهو فضاء مخصصا للترفيه والتسلية لفائدة الأطفال وكذا المراهقين الذين يستمتعون بالسينما ثلاثية الأبعاد الموضوعة داخل المركز ، كما اغتنمت وكالات السيارات الفرصة من اجل إشهار بعض السيارات لكي تلقى رواجا اكبر لدى عشاق المركبات السياحية والإعلان عن التخفيضات المعروضة بمناسبة الشهر الفضيل ، لاسيما وان ادراة مركز ارديس قررت إبقاء أبواب المحلات مفتوحة إلى غاية منتصف الليل .
وككل سنة تقبل النساء بكثرة على الفضاءات التجارية لاقتناء ملابس العيد لأطفالهن نظرا للأسعار التي تلتهب في أواخر الشهر الكريم، فتجدهن يجوبون محلات بيع الألبسة والسلع المعروضة من مختلف الماركات العالمية الايطالية والالمالنية والتركية ،إضافة إلى إقبالهن على محلات بيع الافرشة والأواني ومستلزمات الحلويات تحضيرا لعيد الفطر الذي سيكون مميزا هذه السنة لدى العاصميين بفضل توفير عدة فضاءات تجارية تكون في متناول المواطنين طيلة الشهر الكريم .
ووجد أصحاب الشكارة الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن ضالتهم في اقتناء مختلف الماركات العالمية من المراكز التجارية ارديس وباب الزوار ،حيث نجدهم حاملين أكياس مملوءة عن آخرها غير مبالين بغلاء الأسعار المعروضة، ولو أن سعر الحذاء مثلا لا يقل عن ٧ آلاف دج ناهيك عن ثمن الملابس والأثاث والأدوات الكهرو منزلية، وبالمقابل تبقى العائلات البسيطة تتفرج على المحلات فقط نظرا لارتفاع أسعار السلع المعروضة وتكتفي بشراء بعض المواد الغذائية منه لكي لا تخرج فارغة الأيدي
شواطئ البحر قبلة الشباب والعائلات العاصمية
وبعيدا عن ضجيج الحفلات والحركة التي لا تنتهي بالمراكز التجارية شد بعض المواطنون الرحال نحو شواطئ البحر في كل سهرة رمضانية، بينها الشاطئ الأزرق الذي يستقطب عدد لا باس به من الشباب وحتى العائلات تأتي رفقة أطفالها كل ليلة للسباحة والترويح عن النفس من خلال ركوبهم للدراجات المائية وتناولهم للشاي الصحراوي حتى يتمكنون من قضاء أوقات رائعة لا تنسى.
وقد قام أعوان الدرك الوطني بمنع الشباب الذين يضعون الطاولات والكراسي في الشاطئ الأزرق من اجل كرائها للمتوافدين نظرا لعدم شرعية هذا العمل ، إلا أن العائلات استحسنت -على حد تصريحاتهم- فكرة وضعها على الشاطئ عوض الجلوس مباشرة على الرمال لأنها تشعرهم بالراحة.
كما أضفت الطاولات والكراسي الموضوعة على الشاطئ حسب مجموعة من الشباب وجدناهم يستمتعون بجمال البحر ونسيمه، طابعا جماليا زيادة على الأضواء اللامعة التي زادت المكان بهاء، ما جعل الحركة فيه لا تنتهي، مقارنة بشواطئ أخرى تبدو وكأنها مهجورة.
وصرح الكثيرون أنهم يفضلون قضاء أجمل الأوقات في أحضان البحر على التوجه لاماكن يتواجد فيها الضجيج والازدحام، لأن نسيم البحر يشعرهم بالهدوء والراحة.
موانئ العاصمة ...خيار العائلات
أصبحت موانئ العاصمة خيار العائلات خلال شهر رمضان حيث تشهد حركة كثيفة و تهافت غير مسبوق للمواطنين نظرا للخدمات الجديدة التي وفرتها من اجل السهر على ضمان راحة المواطن زيادة على توفير الأمن الذي جعل الإقبال يكون كبيرا ويزداد يوما بعد يوم.
وفي إحدى الأمسيات قمنا بجولة استطلاعية قادتنا إلى ميناء سيدي فرج و كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة والنصف مساء، وجدنا عددا هائل من العائلات الجزائرية ،حتى أن التجول أصبح صعبا نظرا للتوافد المنقطع النظير على ميناء سيدي فرج ،حيث وجدنا مجموعات من الشباب عبر طول الرصيف وعائلات في كل نواحي الميناء من اجل قضاء ليال رمضان في جو حميمي ، واغتنم بعض الباعة فرصة التوافد الكبير للمواطنين من اجل رفع أسعار الحلويات والعاب الأطفال المعروضة بالمدخل الرئيسي للميناء.
وبعيدا عن حرارة المنزل تفضل بعض العائلات التوجه إلى ميناء ''الجميلة'' بعين البنيان من اجل الاستمتاع بنسمات البحر المنعشة ، زيادة على تناول المثلجات في أماكن هادئة ، كما تم هذه السنة تحسين الخدمات المقدمة على مستوى ميناء «الجميلة» حيث نصبت طاولات وكراسي أين تجلس العائلات لتناول المرطبات والمشروبات مع تخصيص فضاء لألعاب الأطفال وفرقة موسيقية متنقلة تعرض إيقاعات غربية التي تستهوي بكثرة فئة الشباب وهو ما لقي استحسانا كبيرا لدى الزوار.
من جهتها أوضح رب عائلة قائلا: «ميناء جميلة مكان جميل للترويح عن النفس وتغيير الجو واخذ صور تذكارية رفقة العائلة وسط جمال البحر ،ونحن نقضي وقتا ممتعا في هذا المكان الجميل والمناسب للعائلات لأنه يتوفر على خدمات كثيرة ترضي جميع الزائرين» .
أما السيدة كريمة القادمة من دالي إبراهيم أفادت قائلة « اعشق الطبيعة والبحر واقترح على زوجي في كل أوقات راحته المجئ إلى هذا المكان العائلي من اجل استنشاق هواء منعشا يبعث في نفوسنا رغبة في البقاء وعدم مراوحة المكان» .
سهرات الكازيف ...لا تفوت
تضرب العائلات الجزائرية كل ليلة موعدا مع سهرات الكازيف التي تحييها مجموعة من الفنانين الجزائريين لإمتاع الجمهور بباقة من الطبوع الغنائية وصنع أجواء من المتعة والبهجة داخل مسرح هواء الطلق بسيدي فرج .
وتشهد حفلات الكازيف المنظمة من طرف الديوان الوطني للثقافة والإعلام وتحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إقبالا كبيرا من طرف الجمهور منذ افتتاحها وذلك بفضل الأغاني المتنوعة التي يعرضها الفنانين والتي تلبي مختلف الأذواق، وجعلت الجمهور يتجاوب معها من خلال الهتافات والرقصات التي لا تنتهي إلا مع انتهاء كل سهرة.
ونقلت« الشعب» انطباعات العائلات عن سهرات الكازيف حيث أكد جميع المتوافدين عليه ان العروض الغنائية التي تقدمها مجموعة من الفنانين الجزائريين تلقى استحسانهم بكثرة ، لا سيما الطبوع العاصمي والسطايفي والشاوي الحاضرة بقوة في سهرات الكازيف والذي يعشقه أغلبية الجزائريين.
ساحة كيتاني بباب الواد تصنع الفرجة
تصنع ساحة كيتاني بباب الواد الفرجة منذ حلول شهر رمضان من خلال الحركة التي لا تنتهي ،وأجواء من المتعة والبهجة تلمسها على وجوه كل العائلات المتوافدة ،لا سيما الأطفال الذين يستمتعون بالألعاب المعروضة.
أما بالنسبة للعائلات فتجدهم جالسين مقابل واجهة البحر ويستمتعون بنسماته وآخرون يتفرجون على أطفالهم الصغار وهم يلعبون بالعاب التسلية ،إلا أن ما يميز المكان هو توفير العاب جديدة يعشقها الأطفال منذ حلول شهر رمضان والتي عرفت إقبالا كبيرا من طرف البراءة ولقيت إعجابهم إلى درجة كبيرة.
وتقربت «الشعب» من بعض العائلات لمعرفة سبب إقبالهم على ساحة '' كيتاني'' حيث اجمع جميع المتوافدين أنهم يختارون التوجه الى المكان نظرا لقربه من مقر سكنهم، ومن اجل استنشاق نسيم البحر حيث يتركون الأطفال يلعبون في الفضاء المخصص للألعاب ، وبالمقابل يغتنم الأولياء الفرصة للجلوس في قاعات الشاي والمثلجات لأخذ قليل من الراحة والسكينة.