الماء، النقل وغياب مدرسة معاناة لم تنته
في إطار الإعلام الجواري الذي تقوم به «الشعب»، لمختلف المناطق النائية بالجزائر العميقة، حطّت الرحال هذه المرة بدوار مصلى بقرية المعايزية ببلدية فرندة في تيارت، راصدة انشغالات السكان ومعاناتهم مع التهميش والعزلة.
وصلنا الى الدوار بمشقة كبيرة نظرا للاهتراء الكبير للطريق الوحيد المؤدي الى المكان الذي يقطنه حوالي 20 نسمة. أتربة متناثرة على حافتي الطريق عاقت سير سيارة التي كنا على متنها، ما يؤكد رداءة الممر وعدم تكفل الجماعات المحلية بانشغالات السكان المرفوعة إليها منذ زمان.
وضعية الطريق أثبتت لماذا المنطقة محرومة من النقل سواء الجماعي أو سيارات الأجرة، ما حتّم على سكان الدوار على السير على الأقدام للوصول إلى الطريق الوطني رقم 14 ومن ثم إلى مدينة فرندة عبر المنحدرات.
وبمجرد وصولنا، استقبلنا السكان بالشكاوى لاعتقادهم أننا من السلطات المحلية وجئنا للنظر في قضاياهم ومطالبهم.
بعد التعريف بهويتنا شرع المواطنون في سرد انشغالاتهم المتمثلة أولا في الماء الشروب، حيث يجلبونه من قرية الجنان المجاورة، رغم أن دوار مصلى تنبع منه المياه التي تزود سكان الجهات المجاورة. وقد تمّ قطع القناة التي كانت تموّن الدوار بالماء منذ أكثر من15 سنة، بحسب تصريح الحاج يحيى عمر لـ»الشعب».
يحيى عمر الذي يشتغل مهنة ساعاتي قال لنا أنه، يتنقل يوميا إلى مدينة فرندة منذ أكثر من 10 سنوات ويتلقى عوائق متعدّدة، أولها مشكل الطريق.
وعن الماء صرّح محدثنا قائلا: «أن انعدام الماء يعود إلى قطع القناة الرئيسية التي كانت تزود السكان طيلة عشريات متعاقبة، رغم أنها كانت متصلة بقرية المعايزية المجاورة ورغم قطع الماء عن المعايزية وإيصالها من قناة أخرى، إلا أن الماء المتدفق عبر القناة يجهل سيلانه».
المدرسة هاجس آخر يؤرق سكان هذا الدوار، هذا ما جعل التلاميذ يتنقلون مشيا على الأقدام إلى قرية معايزية ويقطعون الطريق الوطني رقم 14 المحفوف بالمخاطر لكونه لا تتوقف حركة العربات به ليلا ونهارا، ولا سيما في فصل الشتاء، حيث تقل خلال النهار.
وقال لنا الأولياء أنهم يخشون على أبنائهم من مخاطر الحيوانات المفترسة كون الدوار تجاوره غابة تمتد إلى ولاية معسكر، لذا يطالبون بإنشاء مدرسة بالدوار
وتجنب الأطفال عناء التنقل والتعب، وقد أثر التنقل اليومي حسب عبد اللطيف على المستوى الدراسي.
ولإعطاء كل ذي حقّ حقه في الإعلام والرد توجهنا إلى مركز الجزائرية للمياه، حيث صرح ناصري محمد رئيسه لـ»الشعب»، أن سبب قطع الماء عن جزء من الدوار مرده إلى عدم تخليص الفاتورات التي تصلهم دوريا.
ودعا طلب منهم عبر الشعب الاتصال بالمصلحة لإيجاد حل يستطيعون من خلاله الدفع وفق رزنامة تضبط بالاتفاق بين الطرفين.