إرشادات طبية

جذري المياه..عدوى فيروسية مُعدية

جمعتها: نضيرة نسيب

 يُعدّ مرض جذري المياه، المعروف أيضًا باسم الحُماق، من الأمراض الفيروسية المعدية التي تصيب الأطفال بشكل رئيسي. يتسبّب في هذا المرض فيروس الحُماق النطاقي الذي ينتمي إلى عائلة الفيروسات الهربسية. ينتج عنه ظهور طفح من البقع المملوءة بالسائل المنتشرة فوق الجسم، وعلى الرغم من أنه يُعتبر مرضًا شائعًا ومعتدل الخطورة لدى الأطفال، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في بعض الحالات.

 تظهر أعراض الحماق عادةً بعد فترة حضانة تتراوح بين 10 إلى 21 يومًا من التعرض للفيروس. تبدأ الأعراض بحمى خفيفة، وصداع، وإرهاق عام. بعد ذلك، يظهر الطفح الجلدي المميز للحماق، والذي يبدأ كبقع حمراء صغيرة تتحول إلى بثور مملوءة بالسائل. تنتشر هذه البثور بسرعة على الوجه والجذع، ثم إلى باقي أجزاء الجسم. تصاحب الطفح حكة شديدة، وقد تتحول البثور إلى حويصلات تتقشر، وتجف خلال أسبوع إلى عشرة أيام.

كيـف يكون انتقـال العــدوى؟

 يُعتبر الحماق مرضًا شديد العدوى، حيث ينتقل الفيروس بسهولة عبر الرذاذ المتطاير من الفم والأنف أثناء السعال أو العطس، وكذلك عبر التلامس المباشر مع السوائل الموجودة في البثور. يمكن للمرضى أن يكونوا معديين من يومين قبل ظهور الطفح وحتى تجف البثور وتتقشر بالكامل. هذا يجعل المرض سهل الانتشار، خاصة في الأماكن المزدحمة مثل المدارس ورياض الأطفال.

ما هي الوقاية؟

 التطعيم هو الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من الحماق. يتوفر لقاح الحماق ضمن برامج التطعيمات الروتينية للأطفال في العديد من الدول. يعطى اللقاح على جرعتين، الأولى في عمر 12-15 شهرًا، والثانية في عمر 4-6 سنوات. أثبت اللقاح فعاليته في الحد من انتشار المرض، وتقليل شدة الأعراض في حال الإصابة.

فيـم يتمثّـل العـلاج؟

 يركز علاج الحماق على تخفيف الأعراض ومنع المضاعفات. يمكن استخدام مضادات الهيستامين لتخفيف الحكة، وخافضات الحرارة مثل الأسيتامينوفين لتقليل الحمى. من المهم تجنب إعطاء الأطفال الأسبرين لأنه قد يرتبط بمتلازمة راي، وهي حالة خطيرة. في الحالات الشديدة أو عند الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، يمكن استخدام الأدوية المضادة للفيروسات مثل الأسيكلوفير.

مــا هـي أهــم المضاعفــات؟

 على الرغم من أن الحماق يُعد معتدل الخطورة لدى الأطفال الأصحاء، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب الجلد، والتهاب الرئة، والتهاب الدماغ. تكون هذه المضاعفات أكثر شيوعًا عند الرضع، والبالغين، والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة. قد تتطلب بعض المضاعفات العلاج في المستشفى، وفي حالات نادرة، يمكن أن يكون الحماق مميتًا.

مـا فائـدة التوعيـة والتثقيف؟

 تلعب التوعية دورًا هامًا في الوقاية من الحماق. من الضروري تثقيف الأهل والمعلمين حول أهمية التطعيم، وضرورة إبقاء الأطفال المصابين في المنزل حتى يختفي الطفح الجلدي لتجنب نقل العدوى للآخرين. كما يُنصح بتعليم الأطفال كيفية الحفاظ على نظافة اليدين وتجنب حك البثور لمنع العدوى الثانوية.يظل مرض جذري المياه أو الحماق تحديًا صحيًا شائعًا بين الأطفال. من خلال التوعية والتطعيم والتعامل الصحيح مع الأعراض، يمكننا الحد من انتشار المرض وتقليل مضاعفاته.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024