مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك، تبرز الحاجة إلى التوعية بالصحة الهضمية والعادات الغذائية الصحيحة، التي تساهم في الحفاظ على التوازن الصحي خلال الصيام وبعده. في هذا السياق، نظّمت الجمعية العلمية لطلبة الصيدلة بالجزائر (ASEPA) حملة توعوية تحت عنوان “حملة التوعية بأمراض الجهاز الهضمي”.
امتدت حملة جمعية الطلبة “ASEPA” من 20 إلى 28 مارس 2025، بهدف نشر الوعي حول المشاكل الهضمية الشائعة، وسبل الوقاية منها، مع التركيز على التغذية الصحية، العلاج بالنباتات الطبية، وأهمية نمط الحياة الصحي.
أهداف الحملة
بحسب البيان الصحفي الرسمي للجمعية، هدفت الحملة إلى توعية الجمهور حول أمراض الجهاز الهضمي الأكثر انتشارا، مثل حرقة المعدة، الانتفاخ، الإمساك، وعسر الهضم، مع تصحيح المفاهيم الخاطئة المنتشرة.
فمن خلال الحملة التوعوية التزم أعضاء الجمعية التعريف بنمط غذائي متوازن خلال شهر رمضان وبعده، من خلال تقديم نصائح عملية حول اختيار الأطعمة الصحية وتجنّب العادات الغذائية السيئة. كما سلّط الطلبة الناشطين بالجمعية الضوء على العلاجات الطبيعية باستخدام النباتات الطبية مثل الزعتر، الكركم، البابونج، والزنجبيل، التي تساعد في تحسين صحة الجهاز الهضمي. وكان لهم الفضل في إبراز أهمية النشاط البدني وإدارة التوتّر في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، مع التأكيد على دور النوم الجيّد في تحسين عملية الهضم.
البرنامج الميداني للحملة
نظمت الجمعية على مدار أسبوع كامل حملة توعوية عبر فعاليات ميدانية في أماكن عامة لزيادة التفاعل المباشر مع الجمهور، وكان ذلك ابتداء من يوم 22 مارس عبر التوعية في ساحة الشهداء، ثم في 23 مارس برمجت جلسة توعوية بمحطة الترامواي بمحطة رويبة، كما أقامت الجمعية في يوم 25 مارس ورشة تثقيفية في مركز التسوق “Garden City”. واختتمت الأيام التوعوية الميدانية في 27 مارس بنشاط توعوي بمحطة مترو تافورة.
للعلم فقد تضمّن البرنامج الميداني ورشات خاصة حول النباتات الطبية، حيث تم تقديم شروحات عملية حول فوائدها وطرق استخدامها لتحسين صحة الجهاز الهضمي.
البرنامج الرّقمي للحملة
إلى جانب الفعاليات الميدانية، حرصت الجمعية على نشر التوعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال عرض فيديوهات تثقيفية بالتعاون مع أطباء حول أمراض الجهاز الهضمي الشائعة. وفيديو تعليمي مع طاهٍ محترف لتحضير وجبة صحية ومتوازنة للإفطار مدعمة بفيديو آخر حول تقسيم مكوّنات الوجبة بين الكربوهيدرات، الدهون، والبروتينات وكيفية تحقيق توازن هذا النوع من الوجبات الصحية. شهادات مباشرة لأشخاص مصابين بسرطان القولون، لمشاركة تجاربهم مع المرض. كما نشرت الجمعية فيديو يشرح كيفية الانتقال التدريجي من النمط الغذائي الرمضاني إلى النظام الغذائي العادي بعد انتهاء الشهر الفضيل.
المشاكل الهضمية الشائعة
خلال الحملة، قدّم خبراء التغذية والصحة مجموعة من التوضيحات حول أبرز الأمراض الهضمية التي يعاني منها الصائمون، ومنها: حرقة المعدة بسبب تناول وجبات دسمة أو حارة مباشرة بعد الإفطار، والانتفاخ والغازات الناتجة عن تناول الطعام بسرعة أو شرب المشروبات الغازية، الإمساك بسبب نقص شرب الماء وانخفاض استهلاك الألياف الغذائية، عسر الهضم جرّاء الإفراط في تناول المقليات والأطعمة الدهنية.
صحة الجهاز الهضمي
من خلال الفعاليات المختلفة، قدّمت حملة الجمعية توصيات غذائية وصحية مهمة، منها البدء في الإفطار بالتمر والماء، لتنشيط المعدة تدريجيا مع تجنّب الأطعمة الدسمة والمقلية، واستبدالها بالأطعمة المشوية أو المسلوقة. ومن الضروريات تقسيم وجبة الإفطار إلى مراحل، لتسهيل عملية الهضم. ضف إلى ذلك الإكثار من شرب الماء بين الإفطار والسحور لتجنّب الجفاف. كما أنّ تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه للحفاظ على صحة الأمعاء والتركيز على اختيار أغذية تحتوي على كربوهيدرات معقدة مثل الشوفان والأرز البني للحفاظ على طاقة متوازنة.
العلاج بالنباتات الطبية
خصّصت الحملة جزءا هاما للتوعية بالعلاج بالنباتات الطبية، حيث تم عرض فوائد بعض الأعشاب الطبيعية مثل عشبة الزعتر الذي يساعد في تحسين عملية الهضم والتقليل من الانتفاخ، وأبرزت أيضا أهمية الكركم لأنه يعرف بخصائصه المضادة للالتهابات والمفيدة للمعدة. أما البابونج من جهته يعمل على تهدئة المعدة والتخفيف من التقلّصات المعوية والزنجبيل يبقى من بين الأعشاب الفعالة في تقليل الغثيان وتحفيز عملية الهضم، بحسب ما قدّم من عرض عبر منشورات الجمعية.
الانتقال إلى النمط الغذائي الطبيعي بعد رمضان
مع اقتراب نهاية الشهر الفضيل، شدّدت الجمعية على ضرورة التدرّج في العودة إلى النظام الغذائي المعتاد، من خلال تجنّب الإفراط في تناول الطعام بعد رمضان مباشرة وتناول وجبات خفيفة ومتوازنة، والابتعاد عن الأطعمة الثقيلة والمقلية كما يُنصح بأن يُشرب الماء بكميات كافية للحفاظ على ترطيب الجسم. وأبرزت الجمعية أهم هذه النقاط من أجل الاستمرار في العادات الصحية المكتسبة خلال رمضان، مثل الأكل المتوازن وممارسة الرياضة.
أكّدت حملة “ASEPA” أنّ التوعية بأمراض الجهاز الهضمي والتغذية الصحية ليست مقتصرة على شهر رمضان فقط، بل يجب أن تكون أسلوب حياة. ومن خلال هذه المبادرة، ساهمت الجمعية ولازالت تُساهم في تعزيز الوعي الصحي بين المواطنين، ومساعدتهم على اتخاذ قرارات غذائية سليمة تحميهم من الأمراض الهضمية، سواء خلال الصيام أو في الحياة اليومية.