مع اقتراب عيد الفطر، تزداد العائلات إقبالا على شراء أو تحضير الحلويات، لكن العديد منها، خاصة التجارية، تحتوي على إضافات اصطناعية قد تشكّل خطرا على الصحة. هذه المواد تشمل الملوّنات، المنكّهات، المواد الحافظة، وشراب الجلوكوز الصناعي، والتي تستخدم لتحسين المذاق والمظهر وإطالة فترة الصلاحية، لكنها قد تؤدي إلى مشكلات صحية على المدى الطويل.
تمثّل المواد المضافة في الحلويات التجارية مخاطرا على الأطفال والبالغين فمن جهته، حذّر طبيب عام من الحلويات الجاهزة التي تحتوي على ملوّنات صناعية ومواد حافظة قد تسبّب مشاكل صحية، خصوصا لدى الأطفال. وأوضح أنّ بعض الملونات مثل “E102” و«E129” ترتبط بمشاكل سلوكية واضطرابات في الجهاز الهضمي، ما يستدعي الانتباه إلى مكوّنات المنتجات الغذائية.
تأثيرات غير متوقّعة للملوّنات
تُضاف الملوّنات الصناعية إلى الحلويات لجذب الانتباه وإضفاء مظهر جذاب، لكنها قد تحمل مخاطر خفية. بعض هذه الملوّنات، مثل “E102” (التارترازين) و«E129” (الأحمر ألورا)، قد تسبّب تفاعلات تحسسية واضطرابات سلوكية لدى الأطفال. كما تربط بعض الدراسات بين استهلاك الملوّنات الاصطناعية وزيادة فرط النشاط لدى الأطفال، ممّا يجعل من الضروري تقليل استهلاكها، خاصة في الحلويات التي تستهلك بكميات كبيرة خلال العيد.
أمّا المنكّهات الاصطناعية، فتستخدم لإعطاء نكهة الفانيليا أو الفواكه، لكنها غالبا ما تحتوي على مواد كيميائية قد تؤثّر على صحة الجهاز العصبي. في المقابل، يمكن استبدال هذه المنكّهات بإضافات طبيعية مثل الفانيليا الطبيعية أو مستخلصات الفواكه الطازجة.
مخاطر على التمثيل الغذائي
يضاف شراب الجلوكوز والفركتوز إلى الحلويات لزيادة الحلاوة وتحسين القوام، لكنه من أخطر المكوّنات على الصحة، خاصة لدى مرضى السكري. يؤدي استهلاك هذه السكريات المكرّرة إلى ارتفاع سريع في مستويات السّكر في الدم، ممّا يزيد من خطر السمنة، مقاومة الأنسولين، وأمراض القلب. كما أنّ الاستهلاك المفرط للسكريات المعالجة يؤثر سلبا على صحة الكبد، حيث يزيد من تخزين الدهون فيه.
المواد الحافظة مثل “E211” (بنزوات الصوديوم) و«E220” (ثاني أكسيد الكبريت)، تُستخدم أيضا لمنع تلف المنتجات الغذائية، لكنها قد تسبّب تهيّج الجهاز الهضمي والحساسية لدى بعض الأشخاص. يمكن تجنّب هذه المخاطر بالاعتماد على طرق الحفظ الطبيعية مثل استخدام العسل أو التبريد المناسب للحلويات.
كيف نختار الحلويات الآمنة؟
للحدّ من المخاطر الصحية، ينصح الأطباء وخبراء التغذية بالاعتماد على الحلويات المصنوعة منزليا بمكونات طبيعية. يمكن استخدام العسل أو التمر كمحليات بديلة للسّكر الأبيض، والدقيق الكامل بدلا من الدقيق الأبيض لزيادة نسبة الألياف. كما يمكن تحضير حلويات بمواد طبيعية مثل المكسّرات، الشوفان، والفواكه المجفّفة، ممّا يوفّر بدائل صحية ولذيذة.
قراءة الملصّقات الغذائية عند شراء الحلويات التجارية خطوة ضرورية لمعرفة المكوّنات المستخدمة. كما يجب تجنّب المنتجات التي تحتوي على إضافات كيميائية غير معروفة، والبحث عن بدائل طبيعية في الأسواق أو تحضيرها في المنزل.
الاعتدال هو الحلّ
حتى عند اختيار الحلويات الطبيعية، يظل الاعتدال في استهلاكها ضروريا للحفاظ على التوازن الغذائي. الإفراط في تناول السكريات، حتى الطبيعية منها، قد يؤدي إلى زيادة الوزن واضطرابات في مستوى السّكر في الدم. لذلك، ينصح بتناول الحلويات بكميات محدودة، مع التركيز على نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والبروتينات الصحية.
فرحة العيد دون الإضرار بالصّحة
الاحتفال لا يعني التضحية بالصحة. يمكن الاستمتاع بحلويات العيد بطريقة أكثر أمانا من خلال اختيار مكوّنات طبيعية، وتقليل الاعتماد على المنتجات التجارية التي تحتوي على إضافات اصطناعية. بالتوعية والاختيارات الذكية، يمكننا جعل الاحتفال بالعيد أكثر صحة ومتعة للجميع.