الدكتور محمد الهادي جبلون:

لا تترك دواءك في رمضان بحُجة أنه مُفطر

نضيرة نسيب

 جرعات الأنسولين تحتاج إلى عدم الصّوم

من بين الأمور المرتبطة بالمشاكل الصّحية التي يحتار أمامها الصائم في رمضان، خاصّة أصحاب الأمراض المزمنة، تعرّضهم لمواقف تتطلب منهم أخذ حقنة علاجية أو دواء معين، وحينها فقط تطفو الحيرة لدى هؤلاء، وتجدهم أوّل ما يسألون عنه الطبيب المعالج هو: هل يتسبب أخذهم للعلاج بالحقن في إفطارهم، وهذا ما حرص على توضيحه الدكتور محمد الهادي جبلون، طبيب عام، في لقاء مع جريدة «الشعب».

خصّ الدكتور جبلون، في سياق حديثه عن موضوع الأدوية المفطرة، بمناسبة شهر الصيام، أصحاب الأمراض المزمنة، ومن بينهم مرضى السكري من النوع الأول الذين يتحتم عليهم احترام جرعات محددة من الأنسولين في اليوم حيث يعتبر أنهم بحاجة لتناول وجبة غذائية قبل أخذها، لأن هذا النوع من الحقن يساهم في تعديل نسبة السكر في الدم، ففي حالة صيامه قد يتعرض الشخص إلى هبوط حاد للسكر ويتوّجب عليه أخذ جرعاته ولو كانت حالته مستقرة، لأن عدم أخذها في الوقت المناسب يضّر بصحة المصاب فعدم تناولها في وقتها يؤدي إلى حدوث خلل لديه، فبإمكانه الدخول في حالة غيبوبة لذلك يوصي جلّ الأطباء بعدم صوم هذه الفئة من المرضى.  أما فيما يتعلق بسؤال حول المصابين بالسكري من النوع الثاني الذين لا تتطلب حالتهم أخذ حقن الأنسولين، يضيف الدكتور، أنه إذا كانت الحالة الصحية لهؤلاء المرضى متوازنة بمعنى نسبة السكر في الدم لديهم معتدلة وليس لدى المريض انخفاض يمكنه في هذه الحالة الصيام بشرط استشارة الطبيب، بهدف الإقدام على الصّيام بطريقة صحيحة ويبقى إفطار أو صوم هذه الفئة، بحسب الحالات ودرجة استقرارها، ويجب مراعاة عدم تسجيل تعقيدات صحّية لدى هذا النوع من المصابين.
 الحقن المغذية جُلّها مُفطرة..
 وحول الأدوية والحقن التي تستدعي الإفطار من عدمه لدى الشخص المريض، ذكر الدكتور نوعين من الحقن، الأوّل يمثل، بحسبه، الحقن المغذية التي تشمل كل الحقن المرتبطة بمنح القوّة والنشاط للجسم منها الفيتامينات مثل الفيتامين ب 12 ،  المقوّيات والمنشطات، وهذا النوع من الادوية أكثريتها يتم تناوله عن طريق الفم، فهي إذا أخذت في النهار فإنها تفطر لذلك ينصح الطبيب بتناولها بعد الإفطار في إحدى وجبتي الفطور أو السحور.
 الحقن الوريدية لا تفطر الصائم
أما النوع الثاني فيمثل الحقن العلاجية الوريدية التي يظنها كثير من الأشخاص أنها مفطرة، لكنها ليست كذلك وتمثل تلك التي تؤخذ عن طريق الوريد، مثل المضادات الحيوية ومضادات الالتهابات التي تعطى في حالات التهاب المفاصل الحادّة، بالإضافة إلى حقن أخرى تستعمل في بعض حالات حدوث تشنجات معوية تخص المرضى الذين يعانون من أمراض باطنية كالتي لها علاقة وطيدة مع مختلف الأمراض المعدية أو الأمعاء، وتخص الحالات الاستعجالية أو التي تكون كتعقيدات صحية نتيجة مرض مزمن.   
  كل الأدوية في شكل حبوب مُفطرة
 يوضّح الطبيب جبلون أن المريض يحتاج في حال تناول دوائه عن طريق الفم لشرب الماء لذلك عند أخذه للدواء بهذا الشكل فإنه يفطر، لأنه يصل إلى المعدة من خلال تناوله عبر الفم، وهذا أمر مفطر و لا نقاش فيه، بحسبه، وبالرغم من ذلك يصبح من الضروري أخذ العلاج في الحالات الاستعجالية الخاصة حتى ولو كان المريض صائما، ويقول عليه إن لا يمتنع عن أخذ دوائه حتى ولو كان مفطرا في مثل هذه الحالات الطارئة، حيث يقترح إمكانية استبدالها بحقن تأخذ عن طريق الوريد، إن توفرت بالطبع، لتعويض الجرعة الدوائية في شكل حبوب إجتنابا للإفطار.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024