سجل الوضع الوبائي بولاية ورقلة، خلال الفترة الأخيرة، انحسارا في الموجة الثالثة، حيث انخفض عدد المصالح المخصصة لكوفيد من 7 إلى حوالي 3 مصالح وهذا عقب مرحلة صعبة مرّ بها مستشفى محمد بوضياف كغيره من مستشفيات الوطن، بلغت فيها حالات الاستشفاء أقصاها واستدعت استغلال الطابق الثاني وثلاثة مصالح بالطابق الثالث وكذا نقل عدة مصالح استشفائية نحو مستشفى طب العيون.
الدكتورة ابتسام لعاتي، الأستاذة الاستشفائية المختصة في الأمراض المعدية على مستوى المؤسسة الاستشفائية العمومية محمد بوضياف بورقلة، ذكرت في حديث لـ»الشعب» أن عدد المصالح المفتوحة لاستقبال حالات الكوفيد انخفض إلى النصف، بعد غلق الطابق الثاني، خلال فترة العشرة أيام الأخيرة، وبهذا الصدد أكدت أن هناك انحسارا في عدد الحالات الخطيرة وهو ما يشير إلى أن الوضع الوبائي إذا استقر على ما هو عليه اليوم، فيمكن القول بأننا قد تخطينا الصعب.
لكنها أشارت، في الوقت ذاته، إلى أنّ التخوّف الكبير سيكون من الدخول الاجتماعي وعودة العائلات المتواجدة خارج الولاية ومع ذلك اعتبرت أن من شأن الخطوات المتخذة لتلقيح العاملين في التربية وكذا التكوين المهني وفي الجامعات، سيساهم في تخفيف حدة أيّ موجات محتملة، مؤكدة أن وعي المواطن سيكون له دورا كبيرا جدا لتجاوز كل هذه التخوّفات عبر الالتزام بالتوصيات، حيث سيبقى دوره الفيصل في تحديد مسار المرحل القادمة، خاصة إذا كان هناك إقبال أكبر على تلقي اللقاح المضاد لفيروس كوفيد وتقيد بارتداء الكمامات واحترام مبدأ التباعد الاجتماعي من أجل صحة الجميع.
وأفادت الدكتورة لعاتي أنها خلال متابعتها للحالات المتواجدة في المصلحة التي تعمل بها لم تصادف أي حالات تلقت جرعتي اللقاح وشكلت الإصابة بالفيروس خطورة على صحتها أو استدعت الحالة الصحية للمصاب الدخول لمصلحة الكوفيد للاستشفاء، عدا بعض الحالات التي ذكر أصحابها أنهم قد ثبتت إصابتهم بالفيروس ولم تكن إصابة خطيرة وتم استشفاؤهم في بيوتهم دون الحاجة للتنقل إلى المستشفى وهذا مؤشر جيد عن فعالية التلقيح في حماية الأفراد من أي مضاعفات صحية خطيرة قد تتسبب فيها الإصابة بالفيروس.
وقالت الدكتورة لعاتي أن الأطباء بورقلة على غرار كل العاملين في القطاع الصحي عبر الوطن كانوا قد عايشوا الموجة الثالثة بظروف مختلفة، حيث أن الوضعية كانت مقلقة بالمقارنة بالموجات السابقة فعدد المرضى كان هائلا والحالات الخطيرة أيضا، خاصة في فئة الشباب التي تأثرت جدا بهذه الموجة التي فقدنا خلالها أفرادا في العشرينات والثلاثينيات والأربعينات من العمر وبعضها حالات لا تعاني من أي أمراض مصاحبة للإصابة بالفيروس.
ونظرا لخطورة الوضع، فضل الكثير من الأطباء عدم الخروج في عطلة للمساهمة في مواجهة هذه الموجة، رغم صعوبة الوضع خاصة بعد نقل المصالح الصحية المختلفة إلى مستشفى طب العيون واستغلال المصالح المتواجدة بمستشفى محمد بوضياف بورقلة لاستقبال مرضى الكوفيد فقط وهو ما شكل عبئا مضاعفا عليهم لمتابعة الحالات المتواجدة في هذين المنشأتين الصحيتين معا، إلا أنّ عودة استقرار الوضع والحفاظ على ذلك خلال الفترة القادمة قد يساهم في إعادة فتح المصالح الصحية من جديد.
وللحفاظ على مؤشرات استقرار الوضع الوبائي يبقى وعي المواطن ضروريا وهو ما أكدت عليه مصالح الصحة بالولاية التي اعتبرت أن الكرة اليوم في ملعب الجمعيات الفاعلة، الشخصيات الفاعلة من ممتهني الصحة، إعلاميين محليين، أئمة، شخصيات مؤثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للقيام بدور تحسيسي منظم ودحض مختلف الشائعات.
فالمعركة المقبلة مع الفيروس ستكون معركة وعي، حسب ذات المصادر، وأولى خطواتها هي عدم التراخي ومواصلة الإجراءات الوقائية (تباعد اجتماعي، تفادي التجمعات، التعقيم، ارتداء الكمامات) كما نوّهت إلى أن الخطوة الأهم هي ضرورة الوعي بأهمية التلقيح بوصفه الوسيلة الوحيدة المتاحة حاليا من أجل عودة الحياة الطبيعية كما نشاهده في البلدان التي بلغت أكبر نسبة من التلقيح.
تجدر الإشارة إلى أن مديرية الصحة بورقلة ومصالح الصحة الجوارية تتيح إمكانية التلقيح لجميع المواطنين عبر مختلف العيادات وقاعات العلاج والأماكن العامة والمساجد، الصيدليات الخاصة.. وغيرها كما يرتقب تنظيم يوم مفتوح للتلقيح عبر الأماكن والفضاءات العامة، يوم 4 سبتمبر، وهذا بهدف الرفع من نسبة الأشخاص الذين تلقوا اللقاح والتي تبقى محتشمة رغم الأشواط التي عرفتها.