من مخلفّات أزمة كورونا الصّحية، تسجيل الأطباء لزيادات مهمة في الوزن لدى عدد كبير من الأشخاص، في هذا الموضوع يتناول الدكتور فؤاد بلعبد الوهاب، المختص في الطب الداخلي والتغذية العلاجية مجموعة من الإرشادات والتوضيحات.
س. بلغة الأرقام، ما هي نسبة زيادة الوزن أو السُمنة في بلادنا خلال الفترة الماضية من الحجر الصّحي؟
ج. عرفت بلادنا تطورا سلبيا في النمط المعيشي، مما أدى إلى ارتفاع النسب المتعلقة بالسمنة لاسيما عند كلا الجنسين، ففي دراسة لوزارة الصّحة نجد إحصائيات مُخيفة نوعا ما قد تنتج عنها عواقب صحية سلبية في المستقبل حيث سجلت نسبة الجزائريين الزائد وزنهم بـ 52 %، ومنه سجلت نسب متفاوتة من السمنة عند الرجال بـ 14 %، وعند النساء بـ 30% .
س. بعد انتهاء فترة الحجر، لازال يشتكي عدد كبير من الأفراد، كبارا أو صغارا من زيادة الوزن، ما هو رأيكم دكتور؟
ج. صحيح أن مشكل زيادة الوزن في ظل جائحة كورونا أصبح يمثل ظاهرة عالمية، ولا تقتصر على الجزائر فقط، حيث أن إحصائيات المنظمة العالمية للصّحة سجلت نتيجة زيادة الوزن بمعدل 3 إلى 5 كغ، وهذا راجع لعاملين، الأول يعود إلى نقص في الحركة ناجم عن الحجر الصّحي، ومكوث الناس في البيوت وبالخصوص مع غلق قاعات الرياضة والمنتزهات، وأما العامل الثاني فيتمثل في ظاهرة تخزين الأغذية مثل: العجائن والمصّبرات، ومما زاد الأمر حدّة هجر أسواق الخضر والفواكه.. ومنه الأكل المفرط غير الصّحي لكل ما هو سكريات ونشويات وغيره من المواد الغذائية غير الطبيعية كالمشروبات الغازية والعصائر غير الطبيعية، ونضيف إلى هذين العاملين العامل النفسي الذي تسبب فيه تغير النمط المعيشي، مما جعل الأشخاص يشتكون من القلق، قلّة النوم واستبدال ساعات النوم ليلا بالنوم نهارا.
س. كيف تتعاملون مع مثل هذه الحالات عند تشخيصكم لها، ومن هم الأكثر تضررا صحيا؟
ج. اقتنع الناس بإلزامية التعايش “السلمي” مع فيروس كوفيد 19، والعودة إلى الحياة العادية تدريجيا، ونجم عن كل هذا إرادة العودة إلى وزن صحي من قبل الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في الوزن، وتعاملنا مع هذه الحالات يتم عن طريق فحص طبي مختص، والكشف عن أسباب فرط الوزن والبحث عن الأعراض الجانبية، نذكر إحدى الإصابات التالية من بينها: السكري، ما قبل السكري، الكولسترول، التشحم الكبدي.. ، ويتم اقتراح الحلول المناسبة لكل حالة. وكأمثلة على هذه الحالات نجد الناس الأكثر ضررا هم المسنين، مرضى السكري والضغط الدموي..
س. هل صحيح من السهل زيادة الوزن، إذا توفرت الشروط لذلك، لكن يقال إن العودة إلى الوزن الطبيعي أصعب ما يكون؟
ج. الله عز وجل “خلق وفرّق”، فلسنا سواسية أمام الميزان، البعض بإمكانه أن يزيد من وزنه بسهولة والبعض الآخر يعاني النحافة. هناك صنف من الناس يسجل لديهم أمراض خمول الغدة الدرقية، والسكري من النوع الثاني، صنف الأندومورف، وهم من يسهل عليهم زيادة الوزن، كلما نقصت الحركة لديهم، أو أفرطوا في الأكل حيث يصعب على هؤلاء الأشخاص العودة إلى وزن صحي، مما يستلزم عليهم بذل مجهودات معتبرة.
س. ما هي أنجع الحلول في مثل هذه الحالات، وهل ينطبق العلاج على كل الحالات؟
ج. هناك مجموعة من الحلول المناسبة بعد الفحص والكشف عن أسباب فرط الوزن لكل حالة وبعدها، يتم أولا علاج أعراض كل مرض على حدى، بحسب نوعية وخصوصية الأمراض لاسيما تلك المتعلقة بمرض السكري، الغدة الدرقية، الضغط الدموي أو نقص فيتامين د ..، وغيره من الإصابات، ثم نقوم بتقديم نصائح لتعديل الأنماط الغذائية فليس كل الناس تحتاج إلى حمية. لما يكون الشخص في حالة سمنة هنا نقترح حمية صحية لإعادة التوازن الغذائي. ففي كل الحالات ننصح بالحركة فهي بركة: إن ممارسة الرياضة يكون على الأقل 3 مرات أسبوعيا، وأضعف الإيمان رياضة المشي.
س. كيف تكون طريقة المشي والمدّة الزمنية؟
ج. تكون طريقة المشي في الحركة لمدة 150 دقيقة أسبوعيا أو 30 دقيقة 5 أيام في الأسبوع. المشي 5000 إلى 10000 خطوة بالهرولة باستعمال تطبيقات تعد الخطوات podometre.
س. ما هي شروط المتابعة العلاجية لتطوّر حالات السُمنة على مستوى عيادتكم؟
ج. من بين أهم شروط المتابعة العلاجية ونجاحها هناك عاملين مهمّين هما: الإرادة والعزيمة؛ لأن تغيير نمط الحياة،بما فيه تغيير النمط الغذائي، والعودة إلى الرياضة لا يمكنه التحقق بدون إرادة وعزيمة؛ لأن تغيير نمط الحياة، بما فيه تغيير النمط الغذائي، والعودة إلى التغذية الصّحية وإلى الرياضة ليس من السهل من جديد، بعدما اعتاد الجسم على نمط آخر غير صحي، فهنا تكمن الصعوبة لدى مجمل الأفراد، وهذا مقارنة بطول المدة التي اعتاد فيها الجسم الأكل العشوائي والخمول.