انتقال الشخص من نظام غذائي مضطرب في شهر رمضان طغى عليه الإفراط في كل شيء، سكريات ومملحات، ومواد دسمة، إلى نظام صحي متوازن أيام الإفطار، يعتبر سؤال مهم من بين الأسئلة التي يجيب عليها الدكتور بلعبد الوهاب، المختص في الطب الباطني والتغذية العلاجية في ركن س. ج. في صحتك.
- هل يحتاج الجسم إلى فترة معينة للاعتياد على نمط غذائي جديد بعد الصيام؟
يمكن لجسم الإنسان أن يتأقلم بسهولة بعد ثلاثة أيام من العودة إلى النمط الغذائي المعتاد عليه في الأيام العادية عند الفطر، لأن الجسم يملك ما يسمى بالذاكرة الأيضية التي تسجل لديها النمط الغذائي الخاص بالجسم بالإضافة لنوعية النمط المعيشي مع العادات الرياضية، وهذا ما يسمح للعودة إليها بسهولة، ولكن يجب أن تكون التغذية المعتمدة في مدة 3 أيام صحية لكي لا يصاب الشخص باضطرابات هضمية ولا ننسى أن الكثير من الأشخاص ذوي الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم الذين يتناولون السكريات والأكلات الدسمة أمام كل ما يتوفر من حلويات أيام العيد وكأطباء نسجل رقما قياسيا في الاستعجالات كل سنة ولهذا نحذر من التعقيدات الخطيرة لمثل هذه التصرفات غير العقلانية.
- ما هو التصرّف السليم أمام عرض أشهى الحلويات وألّذ وأطيب الأكلات التقليدية ؟
لا يمكن أن يتحكّم عرض أشهى المأكولات والحلويات في خياراتنا الغذائية، صحيح أن تغييرات عديدة أضيفت على عاداتنا الصّحية ونوعية حلويات العيد التي كانت تحضّر أيام أجدادنا من السميد وأصبحت اليوم معظمها تحضّر من الفارينة البيضاء مع إضافة الدسم وعسل السكر إليها غير الصّحية. لكن لا يمكن إلغاء طريقة الاحتفال بالعيد، ويبقى الأهم تحديد ما نأكله على المستوى الشخصي كل واحد يتوجب عليه تحكيم خياراته، لكن من خلال توعيته من الممكن الانتقال السلس لخيارات غذائية صحية تدريجيا.
- كيف نحسّن من نمط غذائنا، بعد اكتسابنا عادات غزت تقاليدنا على امتداد أزمنة؟
لا يجب أن يتوه الأشخاص بين كل ما يعرض من مأكولات وحلويات تقليدية، لأن مثلا 100 غ من حبة البقلاوة تحوي 500 حريرة، و100 غ من الغريبية تحوي تقريبا 400 حريرة ونعني بـ 100 غرام هنا ما يعادل خمس إلى ست حبات يتم تناولها في اليوم كله دون أن نشعر بصفة متقطعة والاستهلاك العشوائي في نسبة الحريرات هذه يجعل الأشخاص الذين يتناولونها بصفة عشوائية يصابون بالسمنة وأمراض السكري وغيره من الأمراض، لذلك من الأحسن الابتعاد عن هذا النوع من الحلويات وتفضيل الحلويات التي تحوي نسبة الدهون والعسل بنسبة أقل لذلك يجب أن يتكون لدى الشخص وعي بخطورة ما يستهلكه من سعرات حرارية عن طريق التصرف العشوائي وغير الواعي يمكن أن نصل إلى استهلاك 1200 سعرة حرارية إذا تناولنا حبة حلوى من هنا وهناك.
فؤاد بلعبد الوهاب (مختص في التغذية العلاجية):
انتقـال سلـس إلى نظام غذائي مناسـب
نضــيرة نسيــب
شوهد:865 مرة