خلال 3 شهور فقط، شفي 12مريضا من بين 14 ممن يعانون من سرطان الدم المستعصي على الشفاء، باستخدام علاج جديد، شكل ما يمكن أن يوصف باختراق طبي وعلمي كبير.
كشفت شركة «ميديكس» عن علاج جديد رائد لشكل غير قابل للشفاء من سرطان الدم، وهو لوكيميا الأرومة اللمفاوية الحادة أو ابيضاض الدم اللمفاوي الحاد، دون أن يترك أي أثر للمرض في المرضى.
ووفقا للبحث، الذي نشر في مجلة «نايتشر ميديسين» ، فقد قامت الشركة بتجربة العلاج الجديد في مستشفى «غريت أورموند ستريت» على 14 مريضا يعانون من سرطان الدم اللمفاوي الحاد، بنوع من علاجات السرطان، الذي يستخدم الجهاز المناعي في الجسم ضد الخلايا السرطانية.وبعد 3 أشهر فقط، شفي 12 مريضا، من المرضى الأربعة عشر.
مع الإشارة إلى أن معظم المرضى هم من الأطفال، حيث أصبح 5 من هؤلاء المرضى خاليين تماما من السرطان، بحسب ما ذكرت صحيفة ذي صن البريطانية.
أما العلاج الثوري فهو عبارة عن نسخة سريعة المفعول من العلاج «كار – تي» CAR-T، الذي يعمل عن طريق أخذ خلايا الدم التي تساعد على الحماية من العدوى خارج الدم، وتعديلها وراثيا في المختبر بحيث تكون أفضل بكثير في العثور على الخلايا السرطانية وقتلها، ثم إعادتها مرة أخرى في الدم لمحاربة السرطان.
وقال كبير الباحثين في الدراسة بيرس أمروليا «إن العلاج باستخدام كار-تي يعد مثالا رائعا على استخدام قوة الجهاز المناعي لاستهداف الخلايا السرطانية على وجه التحديد».
وأضاف أنه على الرغم من أن العلاج «لا ينجح مع جميع المرضى، فإنه يوفر الأمل لهؤلاء الأطفال الذين نفدت لديهم الخيارات الأخرى»، مشيرا إلى أن هذه هي «البداية فقط» لهذا العلاج الجديد.
جدير بالذكر أن علاج كار-تي عادة ما يقتصر على الأطفال والبالغين حتى عمر 25 عاما، ويمكن أن يسبب آثارا جانبية عصبية خطيرة مثل انخفاض الوعي والهذيان والارتباك والاضطراب وغيرها.
ومن بين الأطفال الذين اشتركوا في تجربة العلاج، أوستن سويني، البالغ من العمر 10 أعوام، الذي تم تشخيص إصابته بسرطان الدم الحاد عندما كان في الثانية من عمره.
وجاء استدعاء أوستن للمشاركة في التجربة بعد أن استنفد جميع خيارات العلاج الأخرى، الأمر الذي دفع والده سكوت إلى اعتبار ابنه المريض «محظوظا جدا» لأنه تمكن من المشاركة فيها.
ووفقا للمستشفى، فإن حوالي 400 طفل بريطاني يصابون بسرطان الدم الحاد كل عام، وأنه في حين أن غالبية الأطفال قد يشفون من المرض بواسطة العلاج المعياري والكيماوي والزراعة، فإن قلة منهم لا يستجيبون للعلاجات المختلفة.
وبلغت نسبة الشفاء من المرض بين الأطفال حوالي 90 في المائة، بعد أن كانت لا تزيد على 10 في المائة في ستينيات القرن الماضي.