إجباريـــــة التعليــم لمواجهة تركـة المستعمر الغاشم
استعرض المجاهد «المسعود شليق» المحكوم عليه بالإعدام وصاحب العديد من العمليات الفدائية إبان فترة الاستعمار الفرنسي في حديثه لــ»الشّعب»، محطات هامة في مسار التنمية والإصلاح الذي تعيشه الجزائر في مجال الصناعات، والتي انطلقت -حسبه- من عدم إبان فترة الاستقلال نظرا لسياسة التدمير والعزل الممارسة من طرف المستعمر في حقّ الجزائريّين طيلة فترة احتلاله للجزائر.
تحدثّ المجاهد عن مسيرة التعليم الإجباري والمجاني الذي بدأته الجزائر بعد الاستقلال لمواجهة التركة العظيمة التي تركها الاستعمار من جهل وتجويع في حق الجزائريّين، خاصة على مستوى القرى والأرياف التي كانت تمثل غالبية سكان الجزائر. وأبرز في السياق، الدور الكبير الذي لعبته السياسات الحكومية المتعاقبة بعد الاستقلال في مواجهة مختلف التحديات التنموية، تطبيقا لمبادئ أول نوفمبر 54 من تشييد للمدارس التعليمية وتطوير للتعليم جعلت من الجزائر وأبنائها يكسبون رهان معركة بناء المؤسّسات على غرار تأميم المحروقات وتطوير المؤسّسة الجزائرية في شتى المجالات يديرها أبناء المدرسة الجزائرية، وهو حلم تحقّق ويجسّد الآن.
واعتبر المجاهد «مسعود شليق»، أحد أبرز الوجوه التي أشرفت على تكوين المعلمين وتأطيرهم طيلة 40 سنة بعد الاستقلال بولاية برج بوعريريج، عن أهم المكاسب الصناعية والتنموية التي تحقّقت في شتى المجالات على غرار شقّ الطرقات وتشييد المؤسّسات والربط بالكهرباء خاصة خلال السنوات الأخيرة، التي ساهمت حسبه في فك العزلة عن القرى والمناطق الجبلية من شق للطرقات وتشييد للمؤسّسات على مستوى الأرياف والقرى التي كانت بمثابة حلم لدى ساكنة هذه المناطق.
تطوير الفلاحة ووقف النزوح الريفي
كما تطرّق ذات المتحدث، إلى أهم المكاسب التنموية التي تحقّقت في مجال الفلاحة وتطوير مختلف الشعب الفلاحية على مستوى القرى والأرياف، الأمر الذي ساهم -حسبه- في القضاء نهائيا على فكرة النزوح الريفي وهو التحدي الذي ظل مطروحا لدى الأجيال التي جاءت بعد الاستقلال، أبرزها تلك الإصلاحات الهيكلية الشاملة التي أطلقت خلال السنوات الأخيرة، تجسّدت في مختلف مناحي الحياة، وبدأنا نجني ثماره اليوم ونعيش ثمرة المنتوج الجزائري الأصيل بعيدا عن الاستيراد وعن الريع النفطي. وهي مسارات إصلاحية وتنموية نابعة -حسبه- من دراسة معمّقة للأوضاع التي تعيشها الجزائر، ساهمت في حفظ كرامة المواطن الجزائري لاسيما تلك المكاسب والإنجازات التاريخية في مجال التنمية الاجتماعية، التي ركّزت على محاربة البطالة، واستحداث مناصب للشغل ورفع من منحة البطالة وعلاوة المتقاعدين والفئات المعوزّة، وهي أشياء تدعو للفخر كانت بمثابة الحلم إبّان فترة الاحتلال الفرنسي الغاشم.
مسار مشرّف في تطوير الاقتصاد
كما تحدث المجاهد «مسعود شليق»، لـ «الشّعب»، عن تلك المكاسب الاقتصادية المحقّقة في مجال الصناعة، والتي بدأت حسبه منذ الإعلان عن تأميم المحروقات، ومكاسب جديدة بدأت تتحقّق في مجال الصناعات المتنوعة، منها الصناعات الإلكترونية الجزائرية، التي بدأت تقتحم الأسواق الأجنبية، في مجال صناعة المكيفات والثلاجات وغيرها بأيدي جزائرية، استطاعت خوض معركة الصناعة الإنتاجية بعيدا عن الريع النفطي.
وهي مؤشّرات إيجابية تدل -حسبه- على أننا في الطريق الصحيح، فضلا عن غيرها من الصناعات الأخرى المرتبطة بصناعة التعدين التي تؤهّلنا لإعادة تشكيل خارطة التعدين العالمي، شمل الزنك والفوسفات والحديد والذهب واليورانيوم والنحاس، وهي معادن تعد نفيسة جدا يزداد الطلب عليها في مجال الصناعات الإستراتيجية، تبشّر على أننا ماضون في الطريق الصحيح في مسار بناء الجزائر القوية المسقية بدماء شهدائها وأبنائها الوطنيّين.