المسيرة مستمرة من أجل جزائر جديدة مُنتصرة

المـواطن شريك أساسي في صناعة القرار

حمزة لموشي

  بكثير من الفخر والاعتزاز يستذكر المجاهدان بوهنتالة عبد المجيد وبن فرحي أحمد بن موسى بطولات الجزائريّين، إبان الثورة المجيدة وتضحياتهم الجسام من أجل نيل الاستقلال، بعد أن خاضوا حربا ضروسا من الكرامة والعزة ومن أجل الحرية ضدّ الاستعمار الفرنسي البغيض، ليمضوا بعدها قُدما في مسيرة البناء والتشييد في جزائر حُرة مُستقلة أبية ومُزدهرة، تتنفّس تنمية عميقة في كل شبر من أرضها الطاهرة، بفضل الجهود الكبيرة التي تم إنتهاجها، مند فجر الإستقلال وإلى غاية الذكرى 63 لاسترجاع السيادة الوطنية، والمسيرة يقولان: « مستمرة من أجل جزائر جديدة مُنتصرة».

يعتبر المُجاهدان بن فرحي أحمد بن موسى، وعبد المجيد بوهنتالة وهو أمين قسمة المُجاهدين بأولاد عوف، بدائرة عين التوتة ولاية باتنة، من الأشخاص اللذان عاشا مرارة الاستعمار وتمتّعا بعدها بالحرية بنيل الاستقلال، حيث يستذكران في لقاء مع «الشّعب»، التطورات الكثيرة والمُتسارعة التي عاشتها الجزائر المستقلة، من أجل كسب معركة البناء والتشييد.
وفي هذا الإطار ثمّنا ما تحقّق من إنجازات على المستوى الوطني والمحلي، خدمة للسكان، خاصة في ظل الجزائر الجديدة المنتصرة.
فعمي عبد المجيد بوهنتالة، بعد الاستقلال إلتحق بسلك التعليم وتدرّج فيه، أين ربى أجيالا وأجيالا، ليترأس بعدها المجلس الشعبي البلدي لبلدية عين التوتة، التي شهدت ولا تزال تنمية مقبولة في حدود الإمكانات المالية المتاحة، وفرت معها الدولة كل شروط الحياة الكريمة للساكنة بما في ذلك القاطنين في الأرياف، خاصة بعد برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الخاص بمناطق الظل، فقد تم ربط السكنات بالكهرباء والغاز ومدّ شبكة المياه الشروب وفك العزلة وتقريب الصحة من المواطن. ليست المناطق الحضرية وحدها التي استنشقت أنفاس التنمية في عهد الجزائر المستقلة، حسب عمي عبد المجيد، بل كل مناطق الوطن، فالتعليم أصبح متاحا للجميع ومجانا ونفس الشيء بالنسبة للصحة، وغيرها من القطاعات الحيوية التي لم تعد تؤرق المواطن، وفي أي نقطة من بلديات الولاية 61.
نفس الشيء ذهب إليه المُجاهد بن فرحي أحمد بن موسى، الذي ورغم تعب السنين وتراجع الصحة الجسدية له، إلّا أنه لا يزال يتذكّر مآثر الثورة وإنجازات الاستقلال، خاصة وأنه أحد أبرز شُهود العيان الذين عايشوا حادثة غار إيفيس (ايفيس كلمة شاوية تعني حيوان الضبع الذي يسكن الغار إلى يومنا هذا)، التي حاولت فيها فرنسا الإجرامية قتل أكثر من 78 مُجاهدا خنقًا بالغاز في مُحاولة لتصفية الثورة بمنطقة أولاد عوف التاريخية.
ويرى عمي أحمد أنّ الكثير من الإنجازات التنموية قد تحقّقت وأنّ أجيال الحاضر تنعم بالحرية والتنمية، بل وأصبحت حياة الساكنة مريحة في المدن والأرياف، حيث أصبح في متناول الفلاحين حفر الأبار وربط منازلهم المُتفرّقة والنائية وفي المناطق الوعرة بمُختلف الشبكات الأمر الذي مكّن الساكنة من حياة أفضل، فمثلا بلدية أولاد عوف استفادت من عدة مشاريع تنموية هامة منذ الاستقلال ساعدت على الاستقرار في الأرياف وتنمية تلك المناطق، التي كانت مهجورة وموحشة خاصة في العشرية السوداء.
التنمية المحلية حسب المجاهدَيْن، عمي عبد المجيد وعمي أحمد واقع حقيقي في الجزائر منذ الاستقلال، فولاية باتنة مثلا تشهد سنويا العشرات بل المئات من المشاريع الهامة والحيوية في كل القطاعات، والتي تركت بصمتها في حياة المواطن ويومياته، فقاعات العلاج أصبحت مفتوحة في كل الأوقات والمياه الشروب تزور الحنفيات باستمرار والكهرباء متوفّرة، والقادم أفضل.  فبلادنا تعيش نهضة تنموية خاصة في السنوات الأخيرة، حيث تم اشراك المواطن في صناعة القرار على المستوى المحلي في إطار الديمقراطية وأصبحت المشاريع التنموية تأخذ في الحسبان الجودة والسرعة والمقاييس الجيدة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025