تتواصل عملية تسجيل الشهادات التاريخية لعدد من المجاهدين والمجاهدات الذين شاركوا في الثورة التحريرية المجيدة بعاصمة الاوراس باتنة، والتي يتكفل بها المتحف الولائي للمجاهدين، حيث كشفت مصادر عليمة تمكن فريق مكتب التراث التاريخي بذات المتحف من جمع 810 شهادة حية لمجاهدين واكبوا التحضيرات الأولى للثورة المجيدة.
وأشارت مصادر متابعة للملف، أن توثيق هذه الشهادات لمجاهدين أحياء، قد انطلقت منذ سنة 2000، تم تسخير إمكانيات مادية وبشرية كبيرة لإنجاح العملية التاريخية، التي تحظى باهتمام كبير من طرف وزارة المجاهدين.
وقد تم إلى غاية نهاية العام المنصرم، جمع أزيد من 370 ساعة هي مدة شهادات تاريخية أصبحت تعتبر مادة تاريخية دسمة لمرحلة هامة من تاريخ الجزائر، من شأنها أن تكون مرجعا هاما لمختلف الباحثين والاكاديمين والمهتمين بالتاريخ، كونها تضم –حسب مصادرنا- تسجيلات حية ونادرة لعدد كبير من المجاهدين الأوائل والمؤثرين في تاريخ الثورة خاصة الذين كانوا رفقاء للشهيد مصطفى بن بولعيد ويعرفون الكثير عن الثورة وأدق تفاصيلها.
ورغم رحيل العديد من المجاهدين خلال السنوات الأخيرة بباتنة، إلا أن مجهودات متحف المجاهد لا تزال متواصلة من أجل تسجيل شهادات حية لمن تبقى منهم على قيد الحياة مهما كانت طبيعة مساهماتهم في الثورة التحريرية بالمنطقة.
ويقوم فريق المتحف إما باستدعاء المجاهدين الذين يتمتعون بصحة جيدة، للمتحف لتسجيل شهادته اوالقيام بالتنقل مباشرة لمقر إقامته خاصة بالنسبة للمجاهدات والمجاهدين الكبار في السن والذين يعانون من أمراض، واستحضار ماعاشه من أحداث مهما كانت خلال الثورة المجيدة وتوثيقها.
وعن المشاكل التي يواجهها فريق التوثيق هوالمرض والسن المتقدم لأغلب من المجاهدين الأحياء إضافة إلى كبر مساحة باتنة وشساعة رقعتها الجغرافية وصعوبة التضاريس التي احتضنت التحضيرات الأولى للثورة.
ولكن ورغم فقد ذلك تم حسب مصادرنا إلى غاية نهاية العام المنصرم 2019 توثيق عدد كبير من الشهادات بالصوت والصورة،خاصة لمجاهدي الرعيل الأول من الثورة رفقاء الشهيد الرمز أسد الثورة مصطفى بن بولعيد قبل ان توافيهم المنية في السنوات الأخيرة.
وتعتبر شهادات المجاهدين ناجي نجاوي وعمار بن شايبة رفقاء الشهيد مصطفى بن بولعيد من أبرز الشهادات التاريخية الموثقة بالصوت والصورة كونهم رافقا البطل بن بوالعيد في تحضيراته الأولى لاندلاع الثورة، كما تم تسجيل شهادات المجاهدين محمد بيوش وأوصيف لخضر اللذين حضرا اندلاع الثورة مع بن بوالعيد وشاركا في الهجوم على الثكنة العسكرية بوسط مدينة باتنة وكذا في معركة تبابوشت الشهيرة بكيمل.
ومن بين الشهادات الهامة –حسب ذات المصادر- تسجيل نادر للمجاهد أحمد قادة، الذي توفي قبل عامين وكانت «الشعب»، قد وثقت بدورها شهادته في لقاء خاص جمعها به، بمنزله بطريق تازولت، تم نشرها في عدد سابق.كما كان للحضور القوي والمميز للعنصر النسوي في شهادات متحف المجاهد بباتنة، تأثيره الكبير على توثيق الحقائق التاريخية، حيث تم تسجيل عشرات الشهادات لمجاهدات على غرار البطلة مهاني بوستة المعروفة بالشهيدة الحية والتي مازالت على قيد الحياة.
والجدير بالذكر أن، متحف المجاهد بباتنة هومرفق عمومي تاريخي يتواجد بمحاذاة طريق تازولت بمدينة باتنة أطلق أولى عمليات تسجيل أحداث الثورة التحريرية بلسان صناعها يوم 28 فبراير من سنة 2000، حيث كانت أول شهادة وثقها المتحف ترجع للمجاهد الراحل ناجي نجاوي رفيق الشهيد مصطفى بن بولعيد.