يرى رئيس منظّمة الصّوت الوطني للطّلبة الجزائريّين عبد اللطيف بختة، أنّ طالب اليوم تنتظره تحدّيات كبرى، أبرزها المساهمة في معركة الوعي المجتمعي للنّهوض بالأمة الجزائرية، مع توفير الظروف الملائمة لتفجير طاقته، مشدّدا على ضرورة التحكم في التكنولوجيات الحديثة، وأشار في حديث لـ «الشعب ويكاند» بمناسبة الذكرى الـ 66 لإضراب الطلبة التاريخي، أن الجامعة هي المكان الخصب لأية انطلاقة اقتصادية.
- الشعب ويكاند: كيف يمكن الإستلهام ممّا قدّمه طلبة الأمس للنهوض بالاقتصاد الوطني، وهل طالب اليوم يمكن التعويل عليه؟
عبد اللطيف بختة: شاهدنا كيف طلبة الأمس ملتصقين بالحركة الوطنية، وكانت لهم نفس ميولها وتوجّهها السياسي، وشاهدناهم كيف أنشأوا المنظمات الطلابية والاتحادات مثل الاتحاد العام للطلبة الجزائريين الذي تجمع فيه جموع الطلبة الجزائريين، في خندق وتوجه واحد رغم إختلاف جميع ايديولوجياتهم وأفكارهم.
إلاّ أنّهم اتّفقوا على فكرة واحدة، هي الوقوف مع شعبهم من أجل الحرية رغم الترهيب والقمع، إلا أنهم اختاروا أن ينظموا إلى أبناء جلدتهم في معركة الكفاح، مثلما كانوا من قبل دوما منظمين، وكانوا فئة من فئات الشبيبة الجزائرية.
نعم طلبة الأمس كانوا في المستوى المطلوب منهم، شاهدنا كيف قادوا ثورة عظيمة ضد المستعمر سواء بالسلاح أو مشاركتهم في مفاوضات، نعم طلبة اليوم هم مسؤولين أمام شعبهم، أيضا شاهدنا عددا كبيرا يتوجه نحو الجامعة الجزائرية.
1600 ألف طالب عدد مهول وكبير، هؤلاء يعوّل عليهم من أجل بناء اقتصاد وطني، كل ما يملكونه من معارف وزاد معرفي وتكوين خاصة يوظفونه في الميدان، وبالتالي الطالب أساس أي نهضة اقتصادية لأنه ينتظر منهم أن يكونوا الوقود من أجل تحريك الاقتصاد الوطني.
- ماذا تنتظر الطّالب اليوم من تحدّيات؟
نعم تنتظره العديد من التحديات سواء في الشق الاجتماعي أو الشق الاقتصادي، قلنا من قبل إنّه تنتظره تحديات اقتصادية من خلال مساهمته في بناء الاقتصاد، لكن التحدي الأكبر هو المساهمة في معركة الوعي المجتمعي الذي هو أساس أي نهضة اقتصادية، أو اجتماعية، أو ثقافية.
نهضة الشّعوب تنطلق من وعيهم بحاضرهم ومستقبلهم، الطلبة الجزائريون ينبغي عليهم قيادة هذه المعركة التوعوية، والقاطرة الأمامية لأي نهضة، وينبغي عليهم المساهمة في إيجاد مجتمع نموذجي لقيادة هذه الأمة الجزائرية.
- وكيف يمكنهم المساهمة في البناء الوطني؟
نعم يستطيعون المساهمة، بل أقول إنّهم يتحمّلون الجزء الكبير في بناء هذا الوطن من خلال طموحاتهم وطاقاتهم ومواهبهم وأمانيهم، ومن خلال العمل الجاد والمثابرة، يجب أن توفّر لهم قبل كل هذا الظروف الملائمة من أجل تفجير طاقاتهم.
شاهدناهم كيف يبدعون في الدول الأوروبية، وكيف يتقدّمون إلى الصفوف رغم العراقيل، لكن شاهدنا كيف يتقدّمون بكل ما أوتوا من قوّة. ننتظر منهم رفع التحدي هنا في بلدهم، ويتقدّمون من أجل تشكيل الصفوف الأولى لهذه الأمة في جميع تحدّياتها.
- ما هو دور الجامعة في اقتصاد المعرفة، وأهم تحديات هذا الصرح العلمي؟
الجامعة الجزائرية هي أساس أيّ تحرّك اقتصادي وبنائي نحو الاقتصاد لأنّها هي من تملك المعرفة، وتملك التكوين وتملك الفكر من أجل أن تشارك في أي اقتصاد يبنى عن طريق معارف جادة.
يجب أن تتوجّه الجامعة الجزائرية إلى الرقمنة، إذا أردنا التوجه إلى اقتصاد المعرفة يجب القيام برقمنة القطاع، واستعمال التكنولوجيات.
لا يمكن التوجه إلى اقتصاد المعرفة الذي بات ضروريا في عصرنا الحالي خاصة بعد جائحة كورونا، بدون التحكم في التكنولوجيا ورقمنة القطاع، نحتاج إلى الكثير من المعلومات والسرعة في نقل هذه المعلومة، والجامعة هي المكان الخصب من أجل أي انطلاقة في اقتصاد جديد.
تأخّرنا كثيرا في هذا المجال، الدول المتطوّرة سبقتنا في التكنولوجيات الحديثة.
- كلمة أخيرة بمناسبة الذّكرى الـ 66 لإضراب الطّلبة التّاريخي؟
فقط ألفت انتباه إخوتي الطّلبة أنّ كل التحديات الموجودة في السّاحة يجب أن تؤمن بهم، وأنّ شعبهم يعوّل عليهم من أجل رفع التحدي.
في اعتقادي الشّخصي أنّهم يملكون الزاد لقيادة هذه المسيرة مثلما شاهدنا طلبة الأمس قادوا مسيرة الكفاح والنّضال الشّريف ضد أعتى قوّة استعمارية في ذلك القرن، يمكن لطلبة اليوم الاقتداء بأسلافهم، ومواصلة المسيرة نحو غد أفضل.