وضع المعرض ضمن أبعاد جيواستراتيجية

الرئيس تبون يكرّس انتماء الجزائر الإفريقي

حمزة.م

وضع رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، معرض التجارة الإفريقية البينية، الذي تستضيفه الجزائر، في أبعاده الجيواستراتيجية، حاثا الأفارقة على التحلي بالمنطق البراغماتي لتغيير المؤشرات الاقتصادية ودفعها نحو مستويات أعلى، باعتبارها الضامن الوحيد لتبوئ مكانة مستحقة ضمن التحولات العالمية الجارية.

استهل الرئيس تبون، في كلمته، أثناء افتتاح أشغال الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية، بالإشارة إلى الظرف الدولي الخاص الذي تنعقد فيه هذه التظاهرة الاقتصادية الكبرى، ولفت إلى أن العالم يشهد تحولات متسارعة، تهدد أركان المنظومة الدولية الحالية، وقيام نظام عالمي جديد، محذرا من أن تجد القارة الإفريقية نفسها مرة أخرى، ضحية لهذا النظام الجديد الذي بدأ في التبلور.
ومنذ قيام النظام العالمي الحالي، ظلت إفريقيا الحلقة الأضعف، بحيث دفعت الثمن الأكبر في كل السياسات الدولية المنتهجة وفي كل الأزمات تقريبا بما فيها ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث تعتبر أكبر المتضررين رغم أنها ليست مسؤولة عن الانبعاثات الغازية.
وجاءت كلمة الرئيس تبون، لاستنهاض عزيمة الأفارقة، والاستعداد المطلوب للمرحلة المقبلة، حتى لا تقع فريسة للتحولات الجارية، لأنه ليس قدرا محتوما أن تكون هذه القارة في موقع الضحية دائما.
وأظهر رئيس الجمهورية، الأرقام التي تؤكد ضعف مكانة إفريقيا في الاقتصاد العالمي وفي صناعة القرار الاقتصادي العالمي، بحيث أصبحت مجرد حقل لتجارب التدخلات الأجنبية، وساحة صراع دائمة بين القوى الدولية الكبرى الساعية وراء الثروات الباطنية على حساب حاجيات الشعوب الإفريقية.
وألمح رئيس الجمهورية إلى ضرورة تغيير الواقع الذي يضع إفريقيا في ذيل كافة التصنيفات والمؤشرات الاقتصادية الدولية، سواء في الاستثمار أو التجارة أو التجارة البينية بين دولها رغم حيازتها على نسبة 30 بالمائة من الثروات الطبيعية العالمية.
ولا تتجاوز نسبة التجارة البينية بين الدول الافريقية نسبة 15 بالمائة (الاتحاد الأوروبي 60 بالمائة) ولا تتعدى حصة إفريقيا من التجارة العالمية نسبة 3 بالمائة.
وعبر الرئيس عن ضرورة تفعيل الطموح الإفريقي بقوله: «لن ننكر أننا أحرزنا إنجازات معتبرة خلال العقدين الماضيين، أبرزها تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية وانضمام الاتحاد التجاري الإفريقي إلى مجموعة العشرين وربط علاقات شراكة مع أكبر القوى والمنظمات الاقتصادية في العالم»، ليستدرك بالقول: «لكن الطريق لا يزال مع ذلك طويلا لتصحيح المظالم التاريخية في حق افريقيا وافتكاك المكانة التي تليق بها في الاقتصاد العالمي».
وتحدث الرئيس تبون بضمير «نحن» أي الأفارقة، مطالبون بتحقيق مزيد من الإنجازات العملية لتحقيق الاندماج والتكامل الاقتصادي، ليس فقط في التجارة، بل في البنى التحتية والرقمنة والنقل والاتصالات، وهي قطاعات تشكل فجوات كبيرة، تؤدي إلى انخفاض الناتج الداخلي الخام سنويا بنسبة 2 بالمائة، قبل أن يجدد التزام الجزائر، بالمساهمة الفعالة في تنفيذ الأهداف المسطرة ضمن أجندة الاتحاد الإفريقي والمتعلقة بالتجارة البينية.
وأشار الرئيس تبون إلى أن جميع المشاريع الهيكلية المتعلقة بالتكامل الجهوي مع دول الجوار قيد الإنجاز ومنها ما تم الانتهاء منه، كمناطق التبادل الحر، والطريق العابر للصحراء، والربط بالألياف البصرية، وجدد تمسكه بإنجاز مشاريع السكة الحديدية مع دول الجوار في الساحل الإفريقي، ومد خطوط النقل البري والبحري مع معظم البلدان الإفريقية، معتبرا أنه ليس من صميم الانتماء إلى إفريقيا أن يمر التنقل بين بلدانها عبر عواصم أوروبية.
الرئيس تبون كرس بذلك الانتماء القاري للجزائر، وجدد العزم على الوفاء بكل متطلبات الاندماج الاقتصادي والتجاري مع البلدان الإفريقية، بتمكينه من الولوج إلى نافذة البحر الأبيض المتوسط في وقت زمني لا يتجاوز 24 ساعة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19867

العدد 19867

الخميس 04 سبتمبر 2025
العدد 19866

العدد 19866

الأربعاء 03 سبتمبر 2025
العدد 19865

العدد 19865

الثلاثاء 02 سبتمبر 2025
العدد 19864

العدد 19864

الإثنين 01 سبتمبر 2025