يرى محمد العيهار أستاذ التاريخ القديم بجامعة بشار، أن الطالب الجزائري دوما مرتبط بالقضايا الوطنية، باعتباره إطار المستقبل، وقال: «نحن ندرك مدى أهمية أعمال الطلبة ونشاطاتهم ومشاركاتهم في إحياء الوعي الوطني والتمسك بالقضايا الوطنية وطرح كل الإشكاليات التي تعوق التنمية والتحديات الداخلية والخارجية».
أضاف: «هذا الوعي يزيدنا تمسّكا بمسايرة التطور الحضاري العلمي، والتكنولوجي مثلما كان يعيه أسلافنا الطلبة الذين تركوا مقاعد الدراسة في 19 ماي 1956، والتحقوا بصفوف جبهة وجيش التحرير الوطنيين تلبية لنداء الاستقلال».
وذكر الأستاذ الجامعي بما قدمه اتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين خلال هذه الفترة من التاريخ، حيث حملوا على عاتقهم بناء الدولة الجزائرية الحديثة.
وأكد أن الطلبة هم عماد الدولة ومستقبلها، وأن الطالب الجزائري لكونه شريحة اجتماعية، فهو يؤثر ويتأثر بمحيطه الاجتماعي ويعاني، دون شك، من نقص في متطلباته اليومية خاصة المادية منها، وأحيانا يفكر في مستقبله وكيف يحصل على وظيفة، أو كيف تتاح له الفرصة في مشروع مقاولاتي حر حتى يساهم في بناء الدولة بدلا من أن يبقى مكتوف اليدين.
وأشار الأستاذ، أنه إذا كان الطالب يقضي سنوات في طلب العلم والتكوين ثم يحال إلى وظيفة غير تخصصه، يعود ذلك بالضرر على التنمية الوطنية، خصوصا أن الدولة الجزائرية أولت عناية كبيرة للتربية والتعليم والتكوين، وخصصت لها ميزانية كبيرة منذ الاستقلال إلى يومنا هذا.
وقال: «لا يعقل أن تخصص كل هذه الموارد المالية الكبيرة، في سبيل إعداد الإنسان الجزائري دون استثمارها في التنمية الوطنية».
وأضاف: «حسبما لاحظته أن هناك جدية في توظيف الكفاءات العلمية والتقنية واستثمارها في بناء التنمية الوطنية، عبر إشراك النخب الشابة في العمل السياسي والثقافي والرياضي، وهو ما تتطلبه مرحلة بناء الجزائر الجديدة».
ويرى محدثنا أن تحديات الطالب اليوم، تتمثل في نشاطه في المستقبل، وكيف يوظف كفاءته في الحياة اليومية، لأن من شأنه المساهمة أيضا في البناء الوطني عبر إنشاء نشاط اقتصادي، يساعد على استثمار إمكاناته المعرفية والتقنية وبناء مستقبله المهني والإجتماعي.
وأبرز أن الطالب الواعي بإمكانه بواسطة وعيه الوطني أن يكون سدّا منيعا، بثقافته، لإيقاف كل خطر يزيّف الهوية الوطنية والتاريخ الوطني ويقضي على قيمنا الحضارية.
وقال: «الطالب الواعي يكون لبنة في البناء الحضاري الصحيح والسليم، خصوصا في عصرنا هذا الذي أصبح منفتحا على العولمة الثقافية، بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي». وأضاف، أنه رغم أهميتها في تكريس حرية الرأي والتعبير على نطاق واسع، إلا أنه من الضروري أن يدرك أبناؤنا كيفية استغلالها بشكل إيجابي، يساهم في تقديم إضافة لفائدة توطيد الاستقرار والسلم المدني، وحماية تراثنا الوطني، المادي واللامادي.