أحيا الشّاعر بشعره البطولة وحب الوطن والتضحية في نفوس الجزائريّين، فكان يتحسّس هموم ومشاكل الأمة، وخلّد مآثرها في شعره، مدافعا عن أبناء جلدته. كما واكب النص الشعري المقاوم انتفاضات الشّعب الجزائري وهو نص حي مكتنز بالحقائق التاريخية، ومتمرّد على الاستعمار والواقع المأساوي الذي أوجده الاحتلال
مولود فرعون..اهتم بتصوير جرائم المحتل
نقلت كتابات مولود فرعون معاناة الشعب الجزائري، واهتم الكاتب بتصوير جرائم المحتل، ودعا من خلال رواياته إلى التمسك بالعادات والتقاليد وبالإسلام.
وكانت الثورة المحور الأساسي في أعمال فرعون، ثورة ضد مستعمر أراد مسخ الجزائريين وتحويلهم إلى فرنسيين، وعبّر الكاتب عن فترة اليأس والقنوط التي عاشها الشعب الجزائري بعد الحرب العالمية الثانية.
ومن خلال «ابن الفقير» في 1953، «الأرض والدم» في 1957، «الدروب الصّاعدة» في 1969 و»الذكرى» في 1972، استطاع الروائي التعبير عن المأساة التي يعيشها الطفل الجزائري زمن الاستعمار، وصور مأساة فلاحين كادحين في أرض ليست ملكهم، مقابل المرض والتعب والسقم.
محمد ديب..رائد الرّواية الجزائرية
من جانبه تناول محمد ديب، رائد الرواية الجزائرية، حياة تعيسة للأسرة الجزائرية في المدينة والقرى، على السواء. ونشر رواية «الدار الكبيرة» في 1952، تناول فيها حياة الناس في ظل الثورة، وما تكبّدوه من فقر وجوع، وفي 1955 الجزء الثاني من ثلاثية «الحريق».
وفي 1959 أنتج رواية «صيف إفريقي»، واكب من خلالها الثورة الجزائرية، وتطرّق لشخصيات المجاهد، الشهيد، والثوري والخائن.
مفدي زكرياء..صاحب اللّهب المقدّس
تفرّد مفدي زكرياء بنصوص لا ينافسه فيها أحد، من بين أعماله: النشيد الوطني قسما، فداء الجزائر، نشيد الشهداء، نشيد جيش التحرير الوطني، نشيد الاتحاد العام للعمال الجزائريين، اتحاد الطلاب الجزائريين، المرأة الجزائرية، بربروس، إلياذة الجزائر.
ويقول مفدي زكرياء: «لم أعن في اللهب المقدس بالفن والصناعة عنايتي بتعبئة الثورة وتصوير وجه الجزائر الحقيقية بريشة من عروق قلبي غمستها في جراحاته المطولة».
وكانت له مساهمات فعالة في النشاط الأدبي، تظهر من خلال ديوان له بعنوان «أطلس المعجزات»، والذي جعله سجلا لأحداث الثورة ومناقبها ومآثرها. كما كان ينتهز كل مناسبة لإثارة الحماس والدعوة إلى الكفاح أو الإشادة بالانتصارات والتضحيات.
محمد العيد آل خليفة..شاعر المقاومة
محمد العيد آل خليفة، من أبرز شعراء المقاومة، في كل قصيدة يبدعها يحاول إيقاظ الهمم من أجل الشعور بالحياة الكريمة، وتجاوز الأخطار التي تحيط بالأمة.
كانت اهتماماته موزّعة على كل القضايا التي تتعلق بالوطن والعقيدة والهوية.
وعمل على تهيئة النّفوس لتغيير الواقع والتخلص من مآسيه وهمومه، كان غيورا على الأصالة وحريصا على مقومات شخصية الأمة.
وكان لشعره الأثر القوي في تبصير الأمة بمخططات العدو، والاستعداد لمقاومته.
كما كان محمد العيد آل خليفة واسع الأفق، متحرّر الفكر عن كل تعصّب، متفتّحا على التجارب الإنسانية، داعيا إلى الإفادة منها ومن كل منهج لا يمس بمقومات الشخصية الإسلامية العربية، ويهدف إلى بناء الحاضر والمستقبل.
أحمد رضا حوحو..النّاقد السّاخر
اسم آخر بارز هو أحمد رضا حوحو، أحد أعلام الأدب الجزائري في القرن العشرين، رائد القصة القصيرة في الجزائر، عُرِفَ بمناهضته للاستعمار الفرنسي، ودعوته لمقاومة المحتل.
ناقد ساخر، يهوى الفن والتمثيل والموسيقى، يمتاز أدبه بطابع الخفة والصدق والانتقاد. ومن مؤلفاته «غادة أم القرى» (قصّة طويلة 1947)، «مع حمار الحكيم» (مقالات قصصية ساخرة 1953)، «صاحبة الوحي» (قصص 1954)، «نماذج بشرية» (قصص 1955)، دون أن نغفل جانباً مهمّاً في نشاطه الفكري وهو القصص القصيرة.
ويعتبر حوحو رائد القصة القصيرة الجزائرية، له بعض القصص، منها «يأفل نجم الأدب»، و»ابن الوادي»، و»الأديب الأخير».
ولد أحمد رضا حوحو بقرية سيدي عقبة ببسكرة في 1910، التحق بالمدرسة الإبتدائية وأكمل دراسته الأهلية في 1928، لكنه لم يستطع أن يتابع دراسته الثانوية نتيجة السياسات التي كان المستعمِر الفرنسي يتبعها بمنع أبناء الجزائريين من التعليم.
واشتغل الشّهيد بمصلحة البريد فترة قصيرة، ثم هاجر إلى الحجاز والتحق بكلية الشريعة في المدينة المنورة، حصل منها على أعلى الدرجات؛ ما أهَّله للعمل بها بعد تخرُّجه في 1938، وعُيِّنَ بعدها سكرتيرًا للتحرير في مجلة المنهل بمكة المكرمة بقصص يترجمها من الأدب الفرنسي ومقالات في مجلة الرابطة العربية المصرية، وذلك مدة عامين.
كما انتقل رضا حوحو إلى مكة المُكَرَّمَة، وعمِل في مصلحة الهواتف والبرق، عاد إلى الجزائر في 1946، وانضمّ إلى جمعية العلماء المسلمين، وكان عضوا نشِطًا بها وعمل مدرسا فمديرا ثم مفتشا للتعليم.
وفي 25 سبتمبر 1946، نشر أول مقال في جريدة «البصائر»، وفي 1948 انتخب عضوا في المجلس الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، مثّل الجزائر خير تمثيل في مؤتمر باريس الدولي للسّلام في 1949.
واشتغل أيضا في الصحافة فكانت له مقالات في جريدة «البصائر»، أثارت الكثير من الجدل والنقاش بعناوين: ما لهم لا ينطقون؟ ما لهم يثرثرون؟ وكتب في جريدة «الشعلة» الأسبوعية التي تصدر بقسنطينة بأسلوب تهكمي ساخر قصد جلب الانتباه والتأثير على القارئ.
في 29 مارس 1956، اغتيل محافظ الشرطة بقسنطينة، واعتقل حوحو من منزله على الساعة السادسة مساء ذلك اليوم ليعتقل بسجن الكدية، ومنه حُوّل إلى جبل الوحش وأعدم هناك.
محمد الأمين العمودي..كاشف آلام الجزائريّين
سبق عصره، كان من روّاد الدعوة إلى الأصالة والمعاصرة وتعليم المرأة، إنتاجه جمع بين الأدب نثرا وشعرا والصحافة والترجمة والسياسة والوطنية. محمد الأمين العمودي كان شاعرا وأديبا، شعره اجتماعيا ساخرا يتميز بالدعاية والطرفة الهادئة، يدعو للنهوض بالأمة بسلاح العلم والمعرفة والتحرر من الفكر الخرافي. تميزت كتابته بالبساطة والموضوعية.
وعمل على إيصال صوت الجزائر إلى المحافل الدولية والتعريف بقضيتنا، إيمانا منه بأن كسب المعركة العسكرية يمر عبر كسب رهان المعركة الدبلوماسية.
يقول الأستاذ حاج عبد القادر يخلف، في مقال عنه بعنوان «محمد الأمين العمودي شهيد القلم والكلمة»، أنّ العمودي أحد رموز النهضة الوطنية، ومن رواد الحركة الأدبية والفكرية والسياسية في النصف الأول من القرن الـ 20 إبان العهد الاستعماري بالجزائر، ولا يزال مجهولا حتى بين الأوساط المثقفة من أبناء الجزائر.
ولد العمودي في 1890 بوادي سوف، تلقى تعليمه بمسقط رأسه، تخرّج بشهادة تسمح لصاحبها بتولي منصب عون قاض أو وكيل لدى المحاكم الشرعية أو عدل بمحكمة القاضي من المدرسة الفرنسية الإسلامية بقسنطينة.
عمل كاتب عدل، ثم وكيلا شرعيا في بسكرة والجزائر العاصمة، وعميدا للوكلاء الشرعيين في العاصمة.وشغل منصب الأمين العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين في السنوات الخمس الأولى من تأسيسها، ترأّس جمعية شباب المؤتمر الإسلامي الجزائري في جوان 1937.
وبرزت الموهبة الصحفية للعمودي منذ شبابه، خاصة وأنه كان يتمتّع بإتقان وامتلاك اللغتين والثقافتين العربية والفرنسية، فمنذ صغره كان يكتب القصائد الشعرية والخطب القوية.
ومن بين الجرائد التي كتب فيها باللغتين العربية والفرنسية، «الإقدام»، «النجاح»، «المنتقد»، «الإصلاح»، «صدى الصّحراء»، «الجزائر»، «الشهاب»، «الجحيم»، «الشريعة»، و»الصّراط السوي».
إضافة إلى جرائد «البرق»، «البصائر»، «الأمّة» و»ألجيري ريبوبليك»، كتب في الجرائد التونسية باسمه وبأسماء مستعارة مثل الفتى الزيباني وسمهري.ونتيجة لمواقفه اللاّذعة، تعرّض للمضايقات والسجن، ويؤكّد الأستاذ يخلف أنّ هناك الكثير من الوثائق التي تشير إلى براعة العمودي في الترجمة، اشتغل ببسكرة مساعد الترجمان الشرعي، فكان يقوم بفرنسة المطالب والشكاوى والعقود، وما يتقدم به المواطنون من وثائق، زيادة على الترجمة الفورية بين المواطنين وأعوان السلطة الاستعمارية، الذين كانوا لا يعرفون اللغة العربية.
وقال العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس: «لا أرضى بغير العمودي ترجمانا لي، فهو الذي يستطيع تبليغ أفكاري وترجمة كلامي إلى المسؤولين الفرنسيين، وينقل إليّ كلامهم بأمانة وإخلاص، فالأمين العمودي هو لساني (الأمين) الذي لا أبغي به بديلا».
توّج العمودي تجربته الصحفية بإنشاء جريدة باسم «لاديفنس» (الدفاع) صادرة باللغة الفرنسية لإيصال الرسالة الكاملة والواضحة لمبادئ ومشروع التيار الإصلاحي الجزائري، وللرد على إشاعات الإدارة الإستعمارية.
صدر عددها الأول في 26 جانفي 1934، وكانت تصدر كل يوم جمعة واستمرت خمس سنوات كاملة، ولم تتوقف إلا بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية. كان خطّها السياسي يتمثل في الدفاع عن الجزائريين ضد تجاوزات وتعسف المستوطنين، وممثلي الإدارة الفرنسية.
أوقفت صدورها في 1937، ويصفه أحمد توفيق المدني وهو أحد من عرفوه عن كثب بأحد رجالات الصحافة البارزين. قال: «إنّه ما لبث أن أصبح من رجال الصحافة المبرزين، وكان قلمه فرنسيا بديعا يضاهي أو يفوق أقلام مهرة رجال الصحافة الغربيين».
وندّد بقانون شوتان الصادر في 8 مارس 1938، الذي ينص على منع ومعاقبة التعليم العربي دون رخصة، مستهدفا جمعية العلماء ومدارسهم الحرة، وقد طالب بإلغاء هذا القانون الظالم.
خرج ذات يوم من منزله بحي سانت أوجان إلى المحكمة الشرعية بالجزائر، فخطفته عناصر من منظمة اليد الحمراء الإرهابية ولم ترحم كبر سنه ومرضه، فقتلته بكل برودة وعثر عليه قرب البويرة في أكتوبر 1957.
عبد الكريم العقون..المناضل بالكلمة
كان عبد الكريم العقون شاعرا ملتزما، تحمّل عناء الكلمة إبان الاحتلال والثورة بكل جرأة وشجاعة، لم يفقد الأمل في الاستقلال وكان يردّد دائما: لا تخر فالنصر يأتيك غدا…فتأهب للفدى في كل حين.
كان يوقّع قصائده باسمه الحقيقي ولم يستخدم اسم مستعار، ناضل بالكلمة وشارك في الحركة الإصلاحية مع شيوخ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ثم انضم إلى الثورة التحريرية، وانخرط في صفوف جبهة التحرير الوطني.
وتؤكد الدكتورة مليكة بن بوزة، من جامعة الجزائر 2 في دراستها حول الشهيد، أنه كان يعمل جاهدا على نشر الوعي السياسي والوطني بين الجزائريين، سواء من خلال التعليم أو داخل المساجد أومن خلال المحاضرات التي كان ينشطها ضمن الحلقات الفكرية التي كانت تشرف عليها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، نادى الشباب الجزائري عام 1949 وحثهم على الثورة.
وخصّص العقون باقي قصائده للثورة ولكفاح الشعب الجزائري والتنديد بالاستعمار، ومجازر 8 ماي 1945. أشاد بثورة الجزائر وتاريخها، دعا للمحافظة على الوحدة الوطنية ومقومات الشخصية والهوية الجزائرية.
ولد العقون في 1918 بقرية العقاقنة ببلدية برج الغدير ولاية برج بوعريريج، في أسرة محافظة في بيت أدب وعلم، اهتم والده بتعليمه وتحفيظه القرآن الكريم.
تتلمذ على يد العلاّمة الشيخ عبد الحميد بن باديس، ومجموعة من العلماء والأساتذة من جمعية العلماء في الجامع الأخضر بقسنطينة بين 1933 و1936، وابتداء من 1936 واصل تعليمه بجامع الزيتونة بتونس.وعاد إلى الجزائر في 1939 ونشر قصائده الأولى في الجرائد الوطنية كالبصائر والمنار والإصلاح، وأحسّ بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه، وهو يرى أبناء شعبه يتخبّطون بين براثين الجهل والأمية والفقر. فقرّر تكريس حياته لخدمة وطنه، واختار المشاركة في الحياة الإصلاحية.
وأنشأ مدرسة حرة بشارع صالح بوعكوير بالعاصمة، أطلق عليها اسم الفلاح بمساعدة زميله الطيب العقبي، واشتغل معلما لمدة خمس عشرة سنة وهو يربي الأجيال ويغرس فيهم مبادئ الإسلام والوطنية.
كما منحته وظيفة الإمامة من محبة الناس وتقديرهم ما لم يمنح غيره من الأدباء، كان عضوا نشيطا في جمعية العلماء، كان يؤدي دور الواعظ والمرشد في المسجد، والمعلم والمربي في المدرسة ودور الشاعر المبدع في قصائده.
ونشر في 1948 قصيدتين «روحي تناديك» و»عبرة» في مجلة إفريقيا الشمالية التي كانت تصدر شهريا بمدينة الجزائر ما بين 1948 و1949، توقف عن النشر بداية الثورة.
ونشرت آخر قصيدة له بعنوان «مسجد أعظم من مسجد» في 21 ماي 1954، معظم قصائده التي كتبها عن الثورة أتلفها أو أحرقتها زوجته عندما ألقي عليه القبض حتى لا تعثر عليها الشرطة الفرنسية.
عندما اندلعت الثورة، انتقل من جهاد الكلمة إلى الجهاد الثوري، انضم إلى صفوف المنظمة المدنية التابعة لجبهة التحرير الوطني التي اختارته أمينا لصندوق المال بالمرادية، وكان على صلة بالفدائيين يأويهم وينسق بينهم ويمدهم بالسلاح.
وفي فجر 15 جانفي 1959، اقتحمت القوات الاستعمارية منزله، وألقت عليه القبض، ذاق كل أنواع التعذيب في سجن الكورنيش بباب الوادي، وبعد ثلاثة أشهر نقل إلى سجن الدويرة أين أعدم يوم 13 ماي 1959.
عندما عرضت عليه جبهة التحرير الوطني فرصة مغادرة وطنه والهروب إلى المغرب، قال كلمته بكل ثقة «الجزائر بحاجة إلي، فكيف سأتركها في محنتها وروحي فداء لها؟».
الربيع بوشامة.. الشاعر المجاهد
يعتبر الربيع بوشامة من بين الشعراء الذين أطلق عليهم الشاعر المجاهد، كان واحدا من بين كثير من شهداء الكلمة في الجزائر.
هو متعدد الإسهامات بالكلمة المناضلة في كل الميادين، مصلحا ومربيا، وكاتبا وخطيبا وشاعرا، ومن قصائده «يا شهابا قد تجلى» في جانفي 1947، وقصيدته «شجون «في1958، شعره لم ينشره .
وزع نتاج شعره على مرحلتين من مراحل الشعر الجزائري الحديث أولهما مرحلة الإعداد للثورة ما بين 1939 و1954، ومرحلة مواكبة الثورة من 1954 إلى 1962، هو من الرعيل الثاني من جيل النهضة في الجزائر.
وظل الشاعر المجاهد في هذه الجبهات، غلب على شعره المضمون الثوري اشتملت جملة من القصائد على الثورة تمجيدا ومباركة لها، حاثا على الانضمام إليها ومصور بطولات مجاهديها وندد بجرائم المحتل.
جمع نتاج شعره وقدم له الدكتور المرحوم جمال قنان تناول فيه حياة الشاعر من الولادة إلى الاستشهاد، جهوده في مختلف وجوه الحياة الوطنية مصلحا مربيا، خطيبا وشاعرا، مجاهدا وشهيدا.
استمر الشاعر في نضاله بصفوف الثورة متنقلا ما بين الجزائر العاصمة، وسطيف وغيرها من الولايات إلى أن ألقي عليه القبض يوم 16 جانفي 1959، وهو في مكتبه بإدارة المدرسة واقتادوه إلى السجن، وظل به خمسة شهور يلقى ألوان التعذيب حتى استشهد على أيدي جلاديه في13 ماي 1959.