تطلّب رفع الحظر عن مزاولة نشاط الاستغلال المنجمي للتنقيب عن الذهب، إعادة النظر في مدوّنة البرامج التكوينية الخاصة بالمناجم والمحاجر وإثرائها من خلال استحداث تكوين تأهيلي، قصير المدى لفائدة الشباب المهتمين بهذا النشاط على مستوى ولايات الجنوب الثلاث المعنية وهي، إليزي، تمنراست وجانت. حيث سيتمكّن الشباب المستفيد من الدورات التأهيلية من الاستفادة من مختلف صيغ التمويل التي تمنحها مختلف مؤسسات الدعم التي استحدثها الدولة خصيصا لمرافقة الشباب حاملي المشاريع.
قدّمت المديرة الفرعية للمراجع والبرامج، بوزارة التكوين والتعليم المهنيين، حمامة نسيب، في اتصال مع «الشعب»، شروحات وافية عن التكوينات التي تم استحداثها مؤخرا من أجل إثراء مدونة البرامج بذات الوزارة في مجال التنقيب عن الذهب.
ملف الاستغلال المنجمي في المجال الحرفي، حسب المديرة الفرعية، ملف فتي لا يتجاوز العامين حيث تم فتحه سنة 2020، وهذا بعد زيارة العمل لكل من الوزير الأول رفقة وزيرة التكوين والتعليم المهنيين، وزير التعليم العالي، وزير الطاقة، وزيرة البيئة والوزير المكلف بالمؤسسات المصغرة، يومي 28-29 سبتمبر 2020 إلى كل من إليزي وتمنراست من أجل الانطلاق الفعلي لمشروع الاستغلال المنجمي.
وأوضحت نسيب أنّ زيارة العمل هذه، أعقبتها عدة لقاءات تنسيقية مع إطارات القطاعات المعنية، لإعداد برنامج تكوين للاستغلال المنجمي للذهب لتمكين الشباب من الاستغلال الأمثل لهذه الثروة بعيدا عن العشوائية . البرنامج التكويني التأهيلي قصير الأمد، تضيف حمامة نسيب، سيتوّج بشهادة التأهيل المهني، وبعد ذلك تم إطلاق أول دورة تكوينية على مستوى تمنراست، لمجموعة من الشباب الذين استفادوا من طرف وزارة الطاقة والمناجم من رخص خاصة بالاستغلال والتنقيب عن الذهب في المناطق الجنوب.
وخلال سنة 2021 تمّ الاستمرار في تكوين أفواج من الشباب في نفس التخصص بولاية اليزي في 38 شابا، و178 شاب في جانت، حيث تمّ تأطير هذه الدورات التكوينية من طرف أساتذة في التكوين المهني رفقة مهندسين من قطاع المناجم، والهدف الأول من هذا التكوين هو السماح بالاستعمال الناجع والمرخصة لهذه الثروة سواء بالاستغلال أو التنقيب.
بالنسبة للبرنامج الذي تمّ تسطيره، تقول حمامة نسيب، أنّ هذا التأهيل القصير الأمد يندرج ضمن الشعبة المهنية للتكوين المهني في مجال المناجم والمحاجر، الذي يضم في مدونته 28 شعبة مهنية، فهو تكوين تأهيلي يستفيد بموجه الشخص المكون من الاستغلال للذهب بطريقة حرفية مستعملا في ذلك وسائل يدوية خاصة احتراما للقانون الساري المفعول، التخصص هذا لا يستدعي آلات كبيرة أو ثقيلة ،وذلك بعدم تجاوز الاستغلال المنجمي الحرفي.
أما عن المكتسبات المعرفية والثقافية للشاب المستفيد من هذا التكوين التأهيلي، يجب أن يتمتع بالمفاهيم الأولية في القراءة والكتابة والرياضيات، بحيث ليس هناك شرط مستوى دراسي لهذا النوع من التكوين، في حين أن مدة مدته محددة بـ 12 يوما، وبعدها تمنح له شهادة التأهيل المهني.
وبخصوص الوحدات الملقنة في هكذا نوع من التكوين، تتعلق بالتعرف على القوانين المتعلقة بالمناجم وهو أمر مهم جدا، وتلك المتعلقة بالبيئة، ووحدة التعرف على وسائل الاستغلال من أجل ضمان الاستغلال الناجع والعقلاني لهذه الثروة الثمينة، التطبيق لقواعد النظافة والأمن والمحيط، وهي وحدة موجودة في كل القطاعات والشعب، أما الوحدة الرابعة فتتعلق بإنشاء وتسيير المؤسسات والمقاولاتية، من أجل تلقينهم المبادئ الأساسية في هذا الخصوص تحضيرا لهم للدخول عالم المقاولاتية.
أما الوحدة الخامسة فتتعلق باستعمال تقنيات التعبير للسماح للشاب المكون في كيفية التعامل والاتصال مع محيطه، ويضاف هذا التأهيل إلى تكوين الشباب في مناطق الجنوب، سيسمح من إثراء مدونة الشعب المهنية لقطاع التكوين والتعليم المهنيين، علما أن إدراج أي تخصص جديد هو تلبية لحاجيات قطاعات معينة.
أما الولايات المعنية بهذا التكوين فهي ثلاث ولايات تتمثل في إليزي، جانت وتمنراست، وقد تم إعطاء تعليمات لمديريات التكوين الولائية بفتح الفرع في هذا التخصص مباشرة بعد إعداد برنامج التكوين الخاص بهذا التأهيل المهني القصير الأمد استجابة لطلب وزارة الطاقة والمناجم.
من جهة أوضح المدير الولائي للتكوين بولاية اليزي يوسف حمداني، أنّ عملية التكوين في التعدين الحرفي عن الذهب بمناطق الجنوب، انطلقت بعد ترخيص السلطات العليا للبلاد الاستغلال المنجمي للذهب، حيث عملت مديرية التكوين الولائية على تجسيد هذه القرارات من خلال التنسيق على المستوى المحلي، مع مديرية الصناعة والمناجم، وقد تم عقد عدة اجتماعات تنسيقية وجلسات عمل من أجل تجسيد هذه العملية، بعد زيارة العمل التي قام بها الوفد الوزاري المكون من وزيرة التكوين والتعليم المهنيين ووزير الطاقة إلى ولاية اليزي.
وتمّ إبرام اتفاقية تعاون وشراكة مع مديرية الصناعة والمناجم، تمّ من خلالها ضبط المواقع المتعلقة بعملية الاستغلال الحرفي للمناجم، ثم إحصاء وضبط قوائم المؤسسات المعنية بالعملية التكوينية، أين قامت مديريتنا بإعداد برنامج تكويني يشمل كل البلديات المعنية بالتنسيق مع المعهد الجزائري للمناجم وكذا مدرسة المناجم بالعابد بتلمسان.
وتم إحصاء 132 مؤسسة ممن استفادوا من العملية التكوينية على مستوى ثلاث بلديات تابعة لولاية إليزي موزعة كما يلي، 94 مؤسسة على مستوى بلدية جانت، 31 مؤسسة على مستوى بلدية اليزي و7 مؤسسات على مستوى بلدية برج الحواس، والمؤسسات المعنية عبارة عن مؤسسات صغيرة تسيّر من طرف مسير وشركائهم، حيث استفاد 236 مسير وشريك.
بالنسبة لبرنامج العملية التكوينية، فقد تمحورت حول التكوين في بعض المواد الأساسية التي تسمح لمسير المؤسسة وشركائه بممارسة نشاطه وفقا للمعايير القانونية والتقنية المعمول بها في عملية الاستغلال الحرفي للذهب، حيث تلخصت المحاور الخمس في: تقنيات الاستغلال المنجمي أو طرق وأدوات الذهب الحرفي، القوانين والتشريعات المنجمية، تقنيات إنشاء وتسيير المؤسسات الناشئة،تقنيات التعبير ومحور حول الصحة والسلامة البيئية، يتلقاها الشباب المسجل في الدورات التأهيلية في مدة زمنية، تتراوح من 15 إلى 21 يوما تسمح للشباب التحكم في تقنيات هذه العمليةا تتوج بشهادات تأهيل تسمح للشاب المؤهل من الاستفادة من مختلف صيغ التمويل والقروض التي تمنحها الدولة عبر مختلف مؤسساتها المالية على غرار الوكالة الوطنية لدعم المقاولاتية.
كما أشار يوسف حمداني، إلى إبرام اتفاقية بين مديرية التكوين المهني لولاية اليزي مع الوكالة الوطنية لدعم المقاولاتية، تتضمن منح الأولوية لطالبي القروض من حاملي شهادات التأهيل، وقد تم منح عدة قروض في هذا المجال.
أما بالنسبة لولاية تمنراست، فقد بدأت عملية التكوين لفائدة 92 شابا تحصل على ترخيص الاستغلال المنجمي للذهب، وقال مدير التكوين بالولاية غازي مرموري لـ «الشعب»، إن البرنامج التكويني شمل في البداية رؤساء المؤسسات، ثم بعد ذلك توسع لجميع الأعضاء في هذه المؤسسات، مع العلم أن كل مؤسسة تضم بين 15 إلى 20 عاملا، بمجموع نحو 300 عامل، كما تم إمضاء اتفاقية بين مدرسة تلمسان للمناجم، لتكوين المكونين، وإعداد برنامج خاص بهم، دام شهرين، وتم تكوين 15 أستاذا على دفعات، وسيتولون تكوين بقية المؤسسات بما فيها تلك التي ستستحدث في هذا المجال.