أحيت المديرية العامة للأمن الوطني الذكرى الـ ٥٨ لاندلاع ثورة نوفمبر ١٩٥٤، بالمتحف المركزي للشرطة وهي المناسبة التي قال عنها العميد (شوقي عبد الكريم)، أنها ذكرى تاريخية هامة من تاريخ الثورة العظيمة، حيث كانت بمثابة بركان انفجر في وجه الاستعمار الغاشم.
واستطرد العميد شوقي يقول في محاضرة تاريخية موجهة لأعوان الشرطة من الجيل الجديد، استعرض من خلالها أهم مراحل الثورة وأن الاحتفال بمرور ٥٨ سنة من بين المحطات البارزة التي تعيد للذاكرة أحداثها فهي تعد إحدى الصفحات البارزة للتاريخ الوطني، حيث كانت بداية إحدى أكبر الثورات العالمية ضد أصعب قوة استعمارية آنذاك.
ففي مثل هذا اليوم من تاريخ الجزائر يضيف -شوقي- عرفت الجزائر منعطفا نوعيا، حيث برزت أروع صور عطاء أبناء الجزائر وتضحياتهم للوطن لما قدموه خلال ثورة التحرير ١٩٥٤ إلى غاية انتزاع الحرية ١٩٦٢، بعد أن وهبوا فيها أعز ما يملكون، ألا وهي الحياة.
وبالمقابل أكد شوقي أن هذه الذكرى تبقي خالدة في نفوس من عايشوها من المجاهدات والمجاهدين أو ممن اكتووا بنارها من أبناء الوطن، فقد كانت من بين الحلقات المشرفة لمعركة الجزائر، أين تكسرت فيها أسطورة الجزائر الفرنسية وذابت فكرة الاستقرار الاستعماري الحاقد وبينت في الوقت ذاته سياسة المحتل وفضحت همجيته وعرّت منهجه ودحضت أسلوبه في التعامل مع أبناء الثورة الجزائرية.
كما أن الأجيال اللاحقة وما ينتظره الوطن منها لا يقل أهمية عما قام به أسلافهم، بل أن واجبهم نحو شعبهم أعظم في خضم عالم التنافس بين دوله على أشده من أجل كسب ناصية العلم والتفوق في مختلف المجالات، يفرض عليهم الجهد والصبر، والمثابرة لتشريف دولتهم ومجتمعهم، من خلال انجاز حضاري عام وشامل يضمن لهم السيادة، العزة والكرامة، والقوة الاقتصادية والرفاه المادي وهي الرسالة التي حاول العميد شوقي عبد الكريم توجيهها لرجال الأمن في محاضرة استعرض فيها أهم المراحل التي مرت بها الثورة الجزائرية مستندا على صور حقيقية لثورة نوفمبر المجيدة.