تطرّقت السيدة نسيمة طاهري مديرة الموارد المائية لولاية المدية، إلى أنّه من أولويات الوزارة الوقوف على مشكلة التذبذب التي باتت تؤرق سكان هذه الولاية، مشيرة إلى أن مصالحها تسعى جاهدة لتحويل تسيير مياه الشرب من 21 بلدية إلى الجزائرية للمياه قبل نهاية سنة 2018 لرفع الغبن عن المواطنين في الأرياف، في وقت توجد عملية توفير الماء بـ 43 بلدية تحت تسيير هذه المؤسسة ذات الطابع الإقتصادي، كون أن هذه البلديات 21 تعرف نقصا كبيرا، مطمئنة الساكنة بأن الولاية لديها برنامج قطاعي جاد لتزويد للمناطق الريفية لرفع نسبة تزويد السكان بهذه المادة الحيوية للبلديات الأشد حاجة إلى ذلك شريطة تضافر جهود كل المسؤولين.
وذكرت مسؤولة الري بهذه الولاية، بأن هذا الشتاء قد أنعم على هذه الولاية بالغيث الوفير، وتجسد ذلك في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل مما تسبب حسبها في اخراج جزء كبير من الطحالب، كما أن وجود هذه الكائنات الحية هو أمر محتوم بالسدود، في وقت باتت عملية القضاء عليها أمر تدريجي عقب انطلاق عمليات تطهير بهذا السد، الذي يعتبر من أهم السدود التي تعمل على تمويل هذه الولاية بماء الشروب، كاشفة في هذا الصدد بأن هذا السد يعتبر قديما جدا ويعاني من مشكلة المعالجة وبعد رفع منسوب المياه به أجبرت هذه الطحالب للخروج من مياهه، داعية في هذا المنوال إلى تسريع عملية تطهير بشكل كلي، كون أن الجهات المعنية باشرت عمليات جزئية حسب الأحواض من طرف شركة « فوريميد» لإعادة الاعتبار لهذا السد الهام للوقوف حول مشكل لون ورائحة الماء.
استطردت مديرة الري والموارد المائية قولها بأن مشروع سد واد سيدي علي الواقع على حافة الطريق الوطني باقليم بلدية الحمدانية، والذي هو قيد الدراسة ليس حلا بديلا بل يمكن له أن يؤمن لنا توفير الماء لسكان المدية، مقترحة في هذا المقام ضرورة تمديد الربط لسكان عاصمة الولاية وضواحيها بدءا من سد كدية أسردون في إطار استعجالي، وهو ما سيتم حسبها عن طريق العملية المبرمجة بغلاف مالي مقدّر بـ 65 مليار سنتيم لتصل نسبة ربط البلديات حد 35 بلدية مغطّاة بنسبة 100 بالمائة، مختتمة حديثها بأن هناك عملية نوعية لانجاز محطة معالجة جديدة لصالح سد غريب بتقنيات جد متطورة سيتم إطلاقها في الأسابيع القادمة، كما أنه يوجد مكتب دراسات بضواحي منطقة السيوخ لحمر للوقوف على تدفّق مياه باطنية بإقليم بلدية وزرة.
كشفت المعلومات المتوفّرة أنّ مؤسّسة الجزائرية للمياه لولاية المدية قد اعتمدت مؤخّرا خطّة في مجال توزيع الماء الشروب بقصد القضاء على النقاط السوداء، حيث يتم تدعيم أحياء طحطوح، أحمد فراح، سيدي صحرواي و15 ديسمبر العليا بشكل يومي، كما يتم تموين أحياء سمانة وجوار الولاية والقطب الحضري 24 / 24 ساعة، في وقت بادرت هذه المؤسسة في الأيام الفارطة بتوظيف مجموعة من المرصّصين لاستعمال بعض الأجهزة التقنية الحديثة التي تعمل على الكشف عن التسربات، والقضاء عليها بهدف عدم هدر هذه المادة الحيوية.
تستعد هذه المؤسسة في هذا الصدد استنادا لذات المعلومات هذه الأيام لرفع من جاهزيتها بهدف تطبيق خطة توزيع لمادة الماء أكثر جدية تحسبا لفصل الصيف وكثرة استهلاك هذه المادة الحيوية، إذ من المتوقع أن يتم تموين 70 بالمائة من سكان أحياء عاصمة الولاية يوميا، فيما يتم تموين باقي الأحياء بمعدل يوم بيوم بقصد جعل المواطنين في أريحية كبيرة.
على صعيد ذي صلة، عملت هذه المؤسسة حسب مصادر «الشعب» هذه الأيام على رفع كمية ماء الشروب نحو سكان عاصمة الولاية حد سقف 30 ألف متر مكعب ابتداءا من سد غريب والشفة بعكس ما كان يخصّص لها السنة المنصرمة بنحو 12 ألف متر مكعب، وهذا بسبب ارتفاع منسوب مياه السدين، في حين تعتقد ذات المصادر أنه رغم هذا التخصيص المضاعف في اطار مخطط الاستعجال المفروض عليها من طرف الجهات الإدارية سوف لن تتوّج هذه المجهودات بالنتائح المرجوة إذا لم يتم العمل بتدابير الوزارة الوصية، والقاضية بعضها بضرورة التسيير المحكم للمياه ومحاربة النقاط السوداء التي أرّقت سكان الكثير من الأحياء، وبخاصة عقب سقوط كميات كبيرة من الأمطار.