انتشار مخيف للبلاستيك عبر مدننا والتّكفل إلى إشعار آخر
تكون البشرية جمعاء على موعد مع اليوم العالمي للبيئة، شعاره التلوث البلاستيكي الذي اختير فيه الهند لإحياء هذا الحدث في ظروف خاصة تشهدها المعمورة جرّاء كل هذا التدهور المسجّل في المحيط بفعل يد الإنسان، وبخاصة الدول المصنّعة الكبرى التي تتحمّل مسؤولية الإنبعاثات الخطيرة النّاجمة عمّا تلفظه في سماء هذا الكون، وقد التزمت بتقليص تلك النسب إلى معدّل معين إلاّ أنّ دار لقمان ما تزال على حالها ممّا أثّر سلبا على المناخ من خلال تشابه فصوله وكثرة الفيضانات بحكم سخونة الأرض، وعدم قدرتها على تحمّل تلك الحرارة ممّا أدّى حتما إلى تداعيات خطيرة جدّا.
ونظرا لإدراك مخاطر هذه الإفرازات سارعت بعض الدول إلى إدراج مفهوم «المناخ» في تسميات الحقائب الوزارية ممّا يعني بأنّ هناك توجّها دقيقا قصد الذهاب إلى التخصص وعدم البقاء في إطار عام.
وقد خصّصت مناسبة هذه السنة إلى التلوث البلاستيكي، الذي وصل إلى سقف لا يطاق في هذا العالم والأرقام المنشورة عبر التّقارير التي أعدّتها العديد من الجهات المعنية مخيفة جدا بسبب الإنتاج المفرط لهذه المادة، وعدم رسكلتها بالقدر الكافي، ففي أوروبا لا تتجاوز النسبة ٣٠ ٪ إذا ما قورن ذلك بمجمل الإنتاج الخيالي، والإحصاءات تشهد على ذلك لا داعي لإعادة ذكرها كونها تدخل في إستراتيجية وحسابات أخرى للشركات المتعددة الجنسيات والمجمّعات وغيرها.
هذا البعد الإقتصادي، هو الذي ترك الجميع يقف عند مسألة التّشخيص ليس إلا، في غياب رؤية واضحة تجاه ما ينجم من آثار عن التلوث البلاستيكي على صحة الإنسان في أصقاع العالم، لأنّ المسألة ليست الأكياس كما يعتقد البعض، وإنما الأمر يقفز عن هذه النظرة الضيقة ليتوجه إلى عمق النقاش كي يمكن فهم زوايا الملف المطروح.
وهكذا أخذنا الجزائر كنموذج لمعرفة الإنعكاسات المترتّبة عن وجود مادة البلاستيك في يومياتنا كوننا لم نصل بعد إلى مستوى ما أسماه هؤلاء مباشرة بالتلوث، لسنا في هذه المرحلة لأنّنا لا ندرج أنفسنا في خضم هذه الظاهرة من باب المسؤولية الملقاة على عاتق البلدان المعروفة في هذا الشأن،
لأن مصطلح «التلوث» يعني ضمنيا المسؤولية وما يلي ذلك من متابعات، لذلك فإنّ الشّعار المرفوع متوجه للدول التي تلوّث المناخ والمحيط، ومن خلال مراسلينا عبر ولايات الوطن نحاول أن نثير نقاطا جديرة بأن تكون محل اهتمام الجهات المتابعة لهذا الأمر..قد لا تطلع عليها غير أنّها لها تأثير مباشر في حياتنا، وموجودة في الواقع تتطلب إجراءات عاجلة للشروع في معالجتها، وعدم الإكتفاء بالوصف فقط، لأن ذلك سيطيل في عمر المشكلة ويدخل الجميع في متاهات أخرى، وقد تبدو عادية لكنها قاسية جدّا فيما تلحقه بالإنسان.
وهناك أصوات تتعالى اليوم مطالبة بوضع حد لمثل هذه الحالات الخطيرة على صحة الإنسان في الجزائر، نظرا لما يصدر عن تلك المصانع أو سوائل أو قطع ملقاة في الطبيعة.
للأسف..هذا ما يثيره ملف محليات «الشعب» لمعرفة أين وصل استعمال بقايا البلاستيك؟ وهل ترسكل هذه المادة بالشكل المرغوب؟ ويعاد طرحها في السوق بأسعار بخيصة في صورة منتوج رديء بعيد كل البعد عن النوعية قيمته الإستعمالية محدودة جدّا.